((الواقع الجديد)) السبت 29 أكتوبر 2016 / برلين
يطل ديربي الرور بنسخته رقم 89 على عشاق البوندسليغا حين يحل شالكه ضيفاً على بوروسيا دورتموند بالمباراة الأشهر على مستوى الكرة الألمانية بظل ما يملكه هذا اللقاء من متعة خاصة نتيجة العدائية التاريخية الكبيرة بين الناديين فالكراهية المتبادلة بين سكان دورتموند وغيلسينكيرشين لا تتوقف عند حدود كرة القدم رغم الهوس الحقيقي لأعداد هائلة من السكان بهذه اللعبة والذي عزز نمو مشاعر الحقد باستمرار.
اللقاء سيحمل الرقم 89 بين الفريقين بالبوندسليغا و171 بمجمل مواجهات الفريقين ويتفوق شالكه بإجمالي اللقاءات بـ67 انتصار مقابل 60 للأسود في حين تنقلب المعادلة بمواجهات الدوري مع 32 انتصار لدورتموند مقابل 30 لشالكه.
بداية المناجم وعصر النازية:
بلغ التنافس بالماضي أقصى حد له بين المدينتين على التجارة بسبب امتلاكهما لمناجم الفحم ورغم تحول دورتموند لمدينة خضراء حالياً والابتعاد عن هذه التجارة إلا أن ذكريات التنافس بالماضي لم تمحى من ذاكرة أهل المدينتين علماً أن المسافة بينهما لا تتجاوز حدود 30 كيلو متر ومن بعد المناجم كُتب السطر الأول للعدائية بين الناديين.
لنحصر أيضاً مجال القصص التي تكونت خارج الملاعب لابد لأن نعود لحقبة هتلر الذي عُرف بحبه لشالكه حيث قام الحالكم النازي بإغلاق نادي بوروسيا دورتموند وتحويله لمخزن أسلحة بخطوة فسرها الكثيرون أنها كانت لعيون شالكه ولو أن الأزرق الملكي كان قد أصدر بياناً قبل حوالي 5 سنوات نفى فيه أن يكون هتلر من عشاق الملكي.
فبراير 1966- دورتموند يحطم شالكه:
خاض الفريقان مواجهتهما الرسمية الأولى عام 1925 وفاز فيها شالكه بأربعة أهداف لهدفين وإلى ما قبل عهد البوندسليغا امتلك الملكي تفوقاً واضحاً على دورتموند خاصة حين فاز بنتيجة 10-0 عام 1940 لذا كان جمهور الفيستفالي ينتظر فرصة لرد شيء من ذكريات الماضي وبعد بداية البوندسليغا بثلاث سنوات بحث أصحاب الأرض عن حرمان الملكي من المنافسة بظل احتلال الفريق المركز الثاني بذلك الوقت وتم ذلك فعلاً من خلال تحقيق دورتموند أكبر انتصار له بتاريخ مواجهاته لشالكه وفوزه بسباعية نظيفة.
ديسمبر 1997- ليمان الأسطوري وفرق الألقاب:
بعد تتويج دورتموند بلقب دوري الأبطال وتتويج شالكه بذات الشهر بلقب كأس الاتحاد الأوروبي دخل الفريقان الموسم التالي بنوايا عدائية كبيرة وحمل لقاءهما طابعاً بغاية الخصوصية وقدما لقاءً من الصعب أن ينساه أحد من حيث المتعة وبقي الفيستفالي حينها متقدماً بنتيجة هدفين لهدف إلى أن اختار حارس شالكه بذلك الوقت ينس ليمان دخول التاريخ حين تقدم لمتابعة ركلة ثابتة ليصبح أول حارس بتاريخ البوندسليغا ينجح بتسجيل هدف ليفرض التعادل بهدفين لمثلهما.
سبتمبر 2000- ديربي مولر:
إن تابعنا مسيرة الديربيات نجد أن إسقاط الجار وحرمانه من المنافسة على اللقب لطالما مثّل الطموح الأكبر بالنسبة لأي من ثنائي الرور وهو ما تجسد بأكبر صورة ممكنة بالجولة قبل الأخيرة من موسم 2006\2007 فبالوقت الذي كان فيه شالكه يتصدر الدوري بفريق مدجج بالنجوم دخل دورتموند اللقاء بكتيبة شابة مدعومة بتصريح من نوري شاهين \17 عام بذلك الوقت\ قال فيه أن دورتموند سيفوز ويحرم شالكه من التتويج ولو كلف ذلك اللاعبين الموت بالملعب علماًَ أن شالكه كان مازال يبحث عن لقبه الأول بعهد البوندسليغا.
فاز دورتموند بتلك المباراة بهدفي فراي وسمولاريك وخسر شالكه الصدارة قبل أسبوع من النهاية لصالح شتوتغارت الذي احتفل باللقب نهاية الموسم ليحتفل بالتالي جمهور الأصفر بحرمان الأزرق من اللقب بغض النظر عن باقي نتائج الفريق خلال الموسم.
إن أردنا حصر كل اللحظات العدائية بين الناديين فإننا سنحتاج حتماً لسجلّات كبيرة لكننا اخترنا مجموعة من القصص الكافية لإظهار روح الديربي التي من الممكن لأي أحد ملاحظتها بمجرد النظر لما سيؤول له شكل المدرجات في فيستفاليا مساء اليوم السبت.