“الواقع الجديد “الإثنين 10 فبراير 2020م
للعام الخامس على التوالي تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم يد العون إلى الأبرياء في المحافظات المحررة، بدأت من انطلاق عاصمة الحزم ومرت بعقد بالمساهمة في العديد من مؤتمرات المانحين، واستمرت بتقديم الدعم إلى المناطق التي تعاني أوضاعاً صعبة، ونهاية بإنقاذ الأبرياء من شبح المجاعة.
أسهمت الأذرع الإنسانية للإمارات في تخفيف معاناة اليمنيين في جميع المدن المحررة، حيث وصلت مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي إلى كل القرى والمناطق النائية، وتدخلت إنقاذ ملايين اليمنيين من الأمراض والأوبئة، كما شاركت في الحملة مؤسسات إماراتية أخرى، على رأسها مؤسستا الشيخ زايد للأعمال الإنسانية، والشيخ خليفة للأعمال الإنسانية.
قدّمت الإمارات مساعدات إغاثية وداعمة الاستقرار من خلال المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إعادة بناء المستشفيات والمدارس، والبنية التحتية، مثل أنظمة الماء والكهرباء. كما تم توزيع عشرات الآلاف من الأطنان كتموين ومواد غذائي.
مناطق الساحل الغربي نالها الكثير من المعاناة لأكثر من عامين، وعقب تحريرها بدعم من التحالف العربي، ساهمت القوات المسلحة الإماراتية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أبناء هذه المناطق وتوزيعها على السكان المحتاجين.
كما أشرفت القوات المسلحة على تأمين وصول فرق الهلال الأحمر الإماراتي والمنظمات الأجنبية العاملة في اليمن، بهدف تلمّس احتياجات سكان تلك المناطق، والمساهمة في إعادة تأهيل القطاعات الخدمية.
ولمس اليمنيون في شتى المحافظات أن القوات المسلحة الإماراتية لعبت دوراً ليس فقط بدعم تحريرها، ولكن من خلال تأمين وصول المساعدات إلى مختلف مديريات المحافظة التي ظلت لسنوات تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وهذا الدعم ما زال متواصلاً.
وقد أمّنت القوات المسلحة وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى مناطق الساحل الغربي تباعاً، وعملية التأمين تمثلت في حماية القافلات من الكمائن، بالإضافة إلى تطهير الطرق من الألغام.
وساهمت القوات المسلّحة إلى جانب الفرق العسكرية المتخصصة بنزع الألغام وفتح الطرقات والممرات الرئيسة، وفي توعية اليمنيين وبخاصة الأطفال من مخاطر الألغام. نتج عن تلك الجهود تشكيل فرق توعية مجتمعية وصلت إلى مئات اليمنيين في المناطق المحررة في الساحل الغربي من المخا تعز إلى الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا في الحديدة.
وقامت القوات المسلحة الإماراتية بدور الإسعافات الأولية، حين هرعت لإنقاذ وإسعاف الأطفال ضحايا الحرب. كما أسهمت في مساعدة ضحايا الألغام، ونقلهم إلى مستشفيات الداخل والخارج للعلاج.
بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للشعب اليمني، منذ أبريل 2015 حتى يونيو 2019، نحو 20.57 مليار درهم (6 مليارات دولار تقريباً) ثلثي المساعدات خُصّصت للمشاريع التنموية، وقد استفاد منها ملايين الأبرياء في ٢٢ محافظة. الأرقام أظهرت مؤخراً، استحواذ “دعم البرامج العامة”» على 53% من حجم المساعدات الإماراتية لليمن بما يعادل 10 مليارات و800 ألف درهم (2.95 مليار دولار).. هذا حتى يونيو 2019.
ملايين الأطفال والنساء في اليمن يستفيدون من المساعدات الغذائية والتعليمية والعلاج والمستلزمات الطبية وتأهيل المستشفيات. وتمت إعادة تأهيل وتشغيل 3 مطارات و3 موانئ بحرية، وشكّلت المساعدات الغذائية الطارئة والإنسانية 15% من حجم المساعدات بما يزيد على 3 مليارات درهم (0.85 مليار دولار).
أكد ولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات ستظل تزرع الخير وتفتح أبواب الأمل وتقدم العون والمساعدات الإنسانية والتنموية في كل أنحاء اليمن.
وقال محمد بن زايد خلال الاحتفاء بجنود الإمارات المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن: “نفخر ونعتز بأبناء الإمارات المخلصين الذين أثبتوا بطولاتهم وشجاعتهم وعزيمتهم في تنفيذ المهام الوطنية والإنسانية في اليمن”.
وأضاف بن زايد أن أبناء الوطن عبروا عن المعدن الأصيل للإنسان الإماراتي والقيم المترسخة التي زرعها المؤسسون الأوائل في هذا الشعب وهذه الأرض في الوقوف إلى جانب الحق والعدل ونصرة المظلوم.
وتابع: “نحن دعاة سلام وخير ومحبة، لكننا في الوقت ذاته أصحاب عزم وهمة حينما يتعلق الأمر بتهديد أمننا أو أمن أشقائنا”.
وأشار حاكم عجمان الشيخ حميد بن راشد النعيمي إلى أن القوات المسلحة الإماراتية كتبت تاريخاً ودرساً في الفداء والتضحية في سبيل الوطن والأمة، مشيراً إلى إن الإمارات قدمت مساعدات إنسانية لكل من يحتاجها في أكثر من 22 محافظة باليمن، بالإضافة إلى مساعدات مباشرة إلى 2.1 مليون طفل و3.3 مليون امرأة.
ولفت إلى أن الإمارات أعادت بناء المستشفيات والمدارس والبنية التحتية وتوزيع عشرات الآلاف من الأطنان كتموين ومواد غذائية لتكون بذلك من أكثر الدول مساهمة في التبرعات، وشدد على أن الإمارات اليوم قيادة وشعباً تقدر للقوات المسلحة دورها الرائد وجهودها في اليمن.