“الواقع الجديد” الجمعة 20 ديسمبر 2019م المكلا /خاص
لم يشهد تاريخ الطيران في أكثر دول العالم فسادا ، ممارسات كالتي يقترفها متنفذو شركة اليمنية حاليا ووزيرهم ” الجبواني .
آخر ما اقترفه متنفذو الشركة ووزيرهم الذي وهبه الله حماقة لم يهبها أحدا من قبله ، هو تنفيذ خطّة كارثية لتدمير ما تبقى من الشركة ، إن كان ثمة ما تبقّى أصلا . الخطة المؤامرة التي تفتقت عبقرية الجبواني على الإتيان بها ليست لضرب منافس لليمنية ، بل هي خطة لتطفيش المسافرين عبر اليمنية من وإلى مطار الريان الدولي الذي استعاد نشاطه مؤخرا بعد توقّف دام حوالي خمس سنوات .
حماقات الجبواني الأخيرة تجعل المتابع يفسّر بإثر رجعي حملات التشويه المنظمة التي شنّها الإعلام الإخواني بعد تحرير ساحل حضرموت بفترة وجيزة ضد السلطات المحلّية بساحل حضرموت ، وضد دولة الإمارات ، واتهامهما بالوقوف خلف تعطيل حركة الملاحة في المطار.
حماقات اليمنية ووزيرها تؤكّد بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء ومن يقف خلفهم ، يريدون أن يظل المطار معطّلا ، ليبقى الموضوع مادة للتناول الإعلامي الرخيص للنيل من سلطات ساحل حضرموت والنخبة الحضرمية والشقيقة الإمارات التي قدّمت الغالي والنفيس لتحرير الساحل الحضري وتطبيع الحياة فيه .
ومن القاهرة انكشفت الفضيحة :
تفاجأ المسافرون من القاهرة إلى مطار الريّان بتسعيرة غريبة وارتفاع غير مبرر لقيمة التذكرة : فمن المعروف أنّه عند فتح حجز تذاكر الطيران يكون بالسعر العادي والسعر المحدد من قبل اليمنية هو 250 ألف ريال يمني ( القاهرة – سيئون أو القاهرة – الريّان ) على الرغم من أنه يفترض أن تكون قيمة تذكرة القاهرة – الريان أقل سعرا لأن الوقت والمسافة أقل منها إلى مطار سيئون .
ومن المعروف كذلك أنه بعد أن تتجاوز الحجوزات أكثر من نصف المقاعد يرتفع السعر وفقا لتسعيرة اليمنية تدريجيا إلى أن يصل إلى 350 ألف ريال يمني .
ولكن المسافرين المنكوبين بشرعية ووزارة وشركات طيران هي الاسوى تفاجأوا بحماقات الجبواني واليمنية ، حيث أخبرتهم الشركة بأنه من أراد التوجّه للريّان فسعر التذكرة 350 ألف … ومن أراد التوجّه إلى سيئون فسعرالتذكرة 250 ألف ، ليس هذا فحسب بل أن الموظفين كانوا يشرحون بإسهاب وتشويق لا تقوى على الإتيان به حسناوات الدعاية والإعلان مزايا السفر إلى سيئون حتى وأن كان المسافر من سكان المكلا .
مواطن يدلي بشهادته لجولدن نيوز :
المواطن سالم رزق باجامزة من سكان منطقة فوّه القديمة يقول أنه عاد من القاهرة إلى المكلا بعد رحلة علاج هو وزوجته وابنه وزوجته . يقول باجامزة : (( بعد أن علمت بأن الفارق المادي في قيمة التذكرة يصل إلى 400 ألف ريال يمني ، قررت أن أغير وجهتي وكذلك عائلات أخرى ووصل عددنا إلى حوالي 32 مسافرا ، حيث رتبنا أمورنا لاستئجار باص للنقل من سيئون إلى المكلا ، وهكذا فعل الكثير غيرنا )) .
الخلاصة : أقلعت اليمنية من القاهرة إلى الريان ب70 راكبا فقط ( وهذا هو المقصود ) ، حيث اعلنت اليمنية ان كلفة الرحلة الى الريان اكبر من العائد ، في حين أن الراغبين في السفر يفوق الطاقة الاستيعابية للطائرة ، ولكن بفعل حماقات وغرائب الشرعيّة غيّر هؤلاء وجهتهم ، وتحمّلوا عناء وشقاء سفر آخر عن طريق البر من سيئون إلى المكلا .
إستدراك :
ظل الإعلام الإخواني الذي ظل يكيل التهم للسلطة المحلية في حضرموت وللإمارات الشقيقة ويتهمهما بالتسبب في معاناة لا تطاق ، لأن سكان ساحل حضرموت ومناطق شبوة يتكبدون عناء السفر بالبر من وإلى مطار سيئون .
اليوم مطار الريان بات مفتوحا ومجهّزا بأحدث التقنيات ويقع في منطقة تعد الأكثر أمنا وأمانا في اليمن ، ولكنه الفساد والفجور في الخصومة التي قادت البلد والمواطن إلى الهاوية .
فمن يحاسب هؤلاء ؟