“الواقع الجديد” الاحـد 8 ديسمبر 2019م صنعاء /خاص
في حادثة هي الأولى في التاريخ.. فرض أحد مشرفي المساجد بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، رسوما مالية على مرتادي المساجد.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي السبت تعميماً وضِع على بوابة أحد المساجد في صنعاء بفرض رسوم مالية على مرتادي المسجد.
وبرر المشرف الحوثي على المسجد قرار فرض تلك الرسوم المالية على المصلين بذريعة “سداد فاتورة الكهرباء المستحقة لشركة تجارية تنشط في بيع الطاقة”.
وبحسب التعميم، يتوجب على المصلين تسديد مبلغ 100 ريال يمني عن كل مصل في صلاة الفجر، و50 ريالاً لصلاتي المغرب والعشاء و50 ريالاً لصلاة الجمعة، و100 ريال لصلاة التراويح (في رمضان).
وذيل المشرف الحوثي التعميم بملاحظة للمصلين مفادها: “يمكن دفع اشتراك شهري بملغ 4000 آلاف ريال، تشمل أيام الأعياد والجمعة ورسوم الماء واستخدام دورات المياه”.
كما تضمن العرض الحوثي للمشتركين “ميزة صلاة الميت مجاناً إن كان المتوفي من أسرته”.
ولاقى هذه الإعلان استهجانا وغضبا كبيرين، حيث إنه يأتي ضمن التعدي الحوثي على المساجد وأماكن العبادة، بعد أن استهدفت الميليشيات المساجد الواقعة تحت سيطرتها ووصل بها الأمر إلى تفجيرها وإحراقها.
وعلق وزير الإعلام معمر الإرياني على الأمر، معتبراً أنها “واحدة من صور الجباية التي يمارسها مشرفو الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بحق المواطنين في مناطق سيطرتها والتي لم تسلم منها حتى بيوت الله”.
وأكد الإرياني في تغريدات على “تويتر” ليل السبت أن “فرض الحوثيين رسوما على رواد المسجد لكل فرض من الفروض الخمسة، سابقة لم تحدث عبر كل مراحل التاريخ”.
كما أشار إلى أن “هذه الممارسات الإجرامية التي وصلت حدا غير مسبوق من الاستهتار والاستخفاف بمعاناة الناس وتعُّمد إذلالهم وإهانتهم، تؤكد أن سقوط هذه الميليشيا بات أقرب مما يتصور الجميع، وأن الهمّ الأكبر لقياداتها الآن هو مراكمة الأموال والأرصدة قبل السقوط الحتمي والوشيك”، بحسب تعبيره.
وكرر الإرياني دعوته لسكان صنعاء وكافة مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية إلى “اللحاق بركب الانتفاضات العربية في وجه المليشيات الإيرانية والتحرك لاسترداد كرامتهم والإطاحة بهذه العصابة الإجرامية التي تجاوزت بممارساتها كل الخطوط الحمراء وباتت أوهن من بيت العنكبوت”.