الإثنين , 25 نوفمبر 2024
46b50bb2-6ea5-4867-ac04-710871d317ed

الإمارات تنتصر للإنسانية في اليمن

 

“الواقع الجديد” الإثنين 25 نوفمبر 2019م /خاص

 

انتصرت دولة الإمارات العربية المتحدة للإنسانية في اليمن، فعلى مدار السنوات الماضية تنافست العديد من الدول الإقليمية على تمويل العمليات الإرهابية والعسكرية لإطالة أمد الانقلاب الحوثي على الشرعية أطول فترة ممكنة، فيما كان اهتمام دولة الإمارات بالجانب الإنساني الذي وجهت إليه الجزء الأكبر من جهودها لإنهاء الانقلاب الحوثي، إلى جانب الجهود العسكرية التي بذلتها بالتعاون مع التحالف العربي وأبناء الجنوب.

في الوقت الذي حاول فيه معسكر إيران وقطر وتركيا تصوير إعادة انتشار القوات الإماراتية في العاصمة عدن على أنه انسحاباً من التحالف العربي ردت دولة الإمارات على تلك الاتهامات بجهود إنسانية متواصلة هدفت من خلالها التأكيد على وجودها كطرف فاعل في الأزمة لا يرتبط بالجوانب العسكرية والسياسية فحسب بل أن أدوارها الإنسانية كانت أكثر فاعلية من المؤامرات والخيانات التي أقدم عليها أذرع قطر في اليمن.

الجهود الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن والتي لاقت إشادات دولية متعددة، أربكت الإعلام القطري الذي طالما ربط جهود الإمارات الإنسانية بدوافع سياسية، فيما أثبت دولة الإمارات إنها تنتصر للإنسانية وحسب، وأنها تقوم بهذا الدور من قناعتها بأهمية إلقاء نظرة على المتضررين من ويلات الحروب.

واعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأحد، تقديم مبلغ 367 مليون درهم إمارتي، أو ما يعادل 100 مليون دولار أمريكي، لدعم خطة الأمم المتحدة الانسانية في اليمن للعام 2019، وبهذا التبرع، يرتفع حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات في أربع سنوات إلى أكثر من 22 مليار درهم (6 مليارات دولار أمريكي).

ووقعت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، مذكرة تفاهم لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2019، ووقع الاتفاقية عن الأمم المتحدة، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك .

وأكدت الوزيرة الإماراتية أن التمويل يعد جزءا من وفاء دولة الإمارات بتعهداتها لدعم جهود الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن للوصول للفئات الأكثر حاجة للمساعدة وخاصة من النساء والأطفال، فيما أشاد لوكوك بالدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات، لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2019 لليمن، مشيرا إلى أن هذه المساهمة وفرت شريان الحياة لملايين اليمنيين.

وقبل شهرين تقريباً في وقت انتشرت فيه تقارير إعلامية عن سحب الهيئات الإنسانية الإماراتية في اليمن، فيما ردت دولة الإمارات على تلك الشائعات بتأكيدها على التزامها باستمرار الدعم الإنساني في اليمن، مشيرة إلى أنّها قدمت ستة مليارات دولار منذ 2015 وحتى الآن، فيما قدّمت المملكة العربية السعودية، أمس، 500 مليون دولار مساهمة منها في دعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن تخفيفاً من معاناة الشعب اليمني.

وأكّد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير دولة الإمارات للشئون الخارجية، في مؤتمر دعم اليمن بنيويورك والذي يعقد برعاية سعودية أمريكية، التزام بلاده بالدعم الإنساني المستمر، مشيراً إلى أن الإمارات قدمت ستة مليارات دولار منذ 2015، ويبقى أن المسؤولية عن الأزمة الإنسانية تسبب بها الانقلاب الحوثي.

وأضاف: “الوضع الإنساني في اليمن يبقى ذا أولوية، وإشادة مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، بالدعم السعودي والإماراتي للجهد الإنساني في اليمن محل التقدير، وسنستمر في هذا الدعم بكل التزام في جهودنا المشتركة للتصدي للانقلاب الحوثي وتداعياته”.

ومنذ مشاركة الإمارات في عاصفة الحزم لم تتوقف عن إطلاق المبادرات التنموية والإنسانية التي تستهدف تخفيف معاناة الشعب اليمني، سواء لمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة في بعض المناطق، أو في إقامة العديد من المشروعات التنموية والخدمية.

وتمثلت آخر هذه المبادرات بحملة الاستجابة العاجلة لإغاثة متضرري السيول التي شهدتها مؤخراً محافظتا عدن ولحج، والتي تتضمن تصريف وسحب مياه الأمطار من الشوارع والأحياء السكنية وتقديم المساعدات الإغاثية والإيوائية للنازحين في مخيماتهم، حيث تجسد هذه الحملة في جوهرها التزام الإمارات الإنساني والأخلاقي تجاه الشعب الشقيق، وكان للتحرك السريع من جانب فرق التطوع التابعة للهلال الأحمر الإماراتي في مناطق السيول، أثره في تخفيف آثارها.

وعلى مدار السنوات الماضية أشادت المنظمات الدولية بدعم دولة الإمارات ومساعداتها لليمن، مشيرة إلى أن دعمها لم يقتصر على المال فقط، بل تولت هيئة الهلال الأحمر مهمة توصيل الدعم والمساعدات في ظل أجواء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي وما في ذلك من مخاطر تجعل من موظّفي هذه المؤسسة الإنسانية الفريدة جنوداً في خدمة الإنسان.

كما أن مساعدات الإمارات لا تقتصر فقط على الجانب الصحي ودعم التعليم، ومساعدة النازحين، بل تتجاوز ذلك لإقامة حفلات الأعراس الجماعية، في مبادرات إنسانية هدفها تخفيف المعاناة وتوصيل رسالة للشعب اليمني بأن الحياة لا بد أن تستمر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.