((الواقع الجديد)) الاثنين 24 اكتوبر 2016م
بقلم/ علي فخر الدين
يحكي لي أحد الاصدقاء عن معاناته عند زيارته مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين قائلا:
تعودت دائما ان يكون لدي” بنادول” لتسكين الآلام التي طالما اشعر بها .
فالبنادول أصبح من الصعب ان تفقده في اغلب البيوت فهو العلاج السريع لكافة الأمراض حسب وجهة نظرنا المتواضعة . .(طبعا البنادول هو الجيل الأول من عائلة” اول” المعروفة طبيا. .وبالرغم من تعدد الأجيال من بعده “رامول. .بارامول… الخ” الا ان البنادول هو المتداول على الالسن لتسكين الالام . )
المضحك في الأمر أنني في يوم من الأيام تواجدت في عاصمة المحافظة” زنجبار” وبت هناك. .ومع اشراقة صباح اليوم التالي أحسست بصداع شديد وما كان مني الا ان اتجهت إلى السوق لشراء” بنادول”لتسكين ذلك الصداع وكان نظري مصوب نحو لوحة مكتوب عليها” عيادة. …”
ولكن مع الأسف كانت مغلقة وهكذا مررت على أكثر من عيادة وكانت الأبواب جميعها مغلقة بأحكام. ..
ارهقني التعب واتجهت إلى البقالات للحصول على مبتغاي ولكن اغلبها مغلقة والقليل منها لا يتواجد فيها” بنادول” …
لم اصدق نفسي.. فقد قطعت مسافة طويلة لاحصل على البنادول والشمس بدأت حرارتها بالارتفاع وبدأ العرق يتصبب مني..
وفجأة بعد لحظة يأس حصلت عليه اخيرا في احدى البقالات المجاورة للبحر تقريبا. ….!!!
كل ذلك الاستهتار يحدث من قبل أصحاب العيادات ولا يباشروا اعمالهم في وقت مبكر مع علمهم بأن زنجبار مدينة كبيرة ويحتاج ساكنيها للدواء في أي لحظة لأنه لايوجد مستشفى يداوم عمله غير الرازي والذي يبعد الآف الامتار عن زنجبار
…
اتمنى الاهتمام بالجانب الصحي للمحافظة وإلزام أصحاب العيادات بالعمل في كل الأوقات بالتناوب كحال عواصم المحافظات الأخرى. .
هكذا انتهت حكاية صديقي بتلك النبرة الحزينة لما تعانيه زنجبار في الجانب الصحي. .
ولكن لم يكن الجانب الصحي وحده ياصديقي من يعاني من الإهمال, فالامن لا يزال يكتنفه الغموض برغم تعدد نقاط المقاومة والحادث الأخير الذي نفذته عناصر تتبع القاعدة وراح ضحيته ما يقارب أربعة جنود في بلدة عموديه غربي زنجبار كان أكبر دليل على ضعف الجانب الأمني.
اضف إلى ذلك ان زنجبار محرومة من ابسط حقوقها فالماء والكهرباء في انقطاع دائم والرواتب لاغلب المرافق الحكومية مقطوعة منذ اشهر …وهذا غيض من فيض لمعاناة سكان عاصمة ابين” زنجبار”
اخيرا
نتمنى ان يسود الأمن والاستقرار محافظة أبين وان تعود الأمور إلى نصابها. .
والله من وراء القصد