الجمعة , 15 نوفمبر 2024

فتح صعدة وغزوة مُكيراس !!​

((الواقع الجديد)) السبت 22 اكتوبر 2016م

بقلم/ وهيب الحاجب

 

 

صعدة محرقةٌ حقيقية تُساق إليها المقاومة الجنوبية والسلفيون الجهاديون الذين ينساقون بسهولةٍ إلى حرب خاسرة دون دراية بألاعيب السياسة وحرب الكبار وتصفية الحسابات بين الأقطاب في الشمال .

فالحفاظُ على المقاتلين وتأمين المجاهدين وضمان السيطرة التامّة على المناطق المفتوحة من أخلاقيات الحرب في الإسلام ومن أولويات التقدم لفتح مناطق جديدة وفقاً للمنهج القويم الذي سار عليه أسلافُنا في الفتوحات الإسلامية والغزاوت ، وفي العُرف العسكري والتكتيك بالعصر الحديث أن الحفاظ على النصر أهم من النصر ذاته .

هذا إذا سلّمنا بأن القوات الجنوبية التي زُج بها عنوة للقتال في صعدة هي قوات جهادية خالصة ؛ فإن كان الأمر  كذلك فهي مصيبةٌ وإن كان غير ذلك فالمصيبةُ أعظمُ !

أقول إن تلك مصيبة لأن السلفيين الجهادين في الجنوب ليسوا معنيين اليوم بتحرير صعدة أكثر مما هم معنيون بل ومسؤولون عن استكمال تحرير مناطقِ الجنوب التي لاتزال تحت سطوة الحوثي وعلى مرمى مدافع قوات المخلوع كمكيراس وباب المندب وكَرِش ، ثم تأمين الجنوب وضمان بقائه تحت السيطرة والمحافظة الحقيقة على النصر بتتبعِ الخلايا النائمة وضربها منعاً للمحاولات المتكررة التي يسعى من خلالها الحوثيون لغزو الجنوب ثانية ، فهذا أيضاً جهاد ومن باب أولى لأن الأرض أرضنا وفيها أهلنا وحقنا وعرضنا وكرامتنا وعزتنا ، نحن محتاجون اليوم إلى “غزوات” نستكمل بها تحرير الجنوب من المد الشيعي والخطر الصفوي الذي يستهدف المنطقة العربية ككل ، ولسنا محتاجين لـ”فتح” صعدة أو شطحات كبيرة نضيّع معها دماء شهدائنا في الجنوب ونخسر فيها ما تبقى من مجاهدينا ورجالنا ، صعدة -يا سادة- معقلُ التشيع ، الحجر والشجر والتراب فيها متشيع ، عجز عنها علي عبدالله صالح أيام عنفوانه وفي أوج قوته وكُسرت فيها شوكة التحالف ، لطبيعة المنطقة وللحاضنة الشعبية العصية من الشيعة هناك وأنصارهم من القبائل المجاورة ، والذهاب إليها بهذه السهولة هو محرقة حقيقية للجنوبيين ومؤامرة نُسجت في ليل أسود لاستنزاف المقاومة وتشتيت جهودها وتمزيقها ؛ وبالتالي ترك الجنوب فريسة سهلة للانقضاض عليها ثانية .

وأقوال إن المصيبة أعظم إذا علمنا أن غالبية كبيرة من “مجاهدي الجنوب” في صعدة من البسطاء والغلابى الذين دفعتهم الفاقة والفقر للالتحاق بهذا الركب إلى صعدة قسرا بحثا عن وظيفة ومرتب أو مصروف يسدون به رمق الحاجة وشقاء العيش .

في حقيقة الأمر أن من دفع قطعان الشمال في العام 94م للقتال في الجنوب تحت غطاء الجهاد ضد الماركسيين هو ذاته من يدفع الجنوبيين اليوم للقتال في الشمال ضد الشيعة ، في استخدم سافر للدين والروح الجهادية التي سرعان ما تستجيب لمثل هذه الدعوات ، ولا شك أن هذا الجاني هو من يلعب بالأوراق مستخدما نفوذه لدي التحالف والسعودية تحديدا لتصفية خصومة ، ففي الشمال اليوم إرث تأريخي ثقيل ومعقد من الخصومات بين الأطراف المتناحرة ، وبات ساحة لتصفية الحسابات ودخول الجنوبيين (المقاومة) في هذا المعمعان العفن كارثة ستحل على البيت الجنوبي إن لم نتداركها ونع أبعادها !!

 

في الختام أدعو كل منتسبي المقاومة الجنوبية إلى فهم اللعبة التي تحاك ضدهم والعودة إلى الجنوب لاستكمال التحرير والحفاظ على ما حققوه من أنتصارات ما زالت في خطر وتأمين الجنوب من مكر الحوثيين بعدها لا ضير من العودة إلى صعدة فالقطيف فكربلاء !!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.