(( الواقع الجديد)) الجمعة 21 أكتوبر 2016
يعقد خبراء من أكثر من ثلاثين دولة في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي قمة في كوبا هي الأولى من نوعها لمواجهة انتشار فيروس زيكا.
وتشارك منظمة الصحة العالمية في القمة تسعى لمحاربة المرض الذي يصيب الجهاز العصبي لدى الأطفال.
كما أرسلت الإدارة الأمريكية خبراء رفيعي المستوى متخصصين في مكافحة الأمراض المعدية إلى كوبا للمشاركة في تلك القمة، فيما يمثل مرحلة جديدة من التعاون الطبي بين البلدين، بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة.
وافتتح نحو عشرين خبيرا من كل من الولايات المتحدة وكوبا الأربعاء اجتماعات تستمر لثلاثة أيام، حول الأبحاث التي أجرتها كلتا الدولتين عن الأمراض التي تنتقل عبر الحشرات، مثل حمى الضنك وفيروس شيكونغونيا وفيروس زيكا.
ويقول الدكتور “هيو أوكينكلوس” نائب مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية: “بدأ ممثلو الحكومة الأمريكية في التوافد إلى كوبا. هناك أسباب قوية تجعلنا في حاجة للعمل معا”.
ويهدف المؤتمر لإنشاء مؤسسة للتعاون الدائم بين البلدين، في مجال الصحة العامة والبحث الطبي.
وكان الحظر الأمريكي على كوبا قد منع فعليا التفاعل بين البلدين، لكن كوبا جعلت من البحث الطبي والرعاية الصحية أحد أهم أولوياتها، منذ أن تولى فيدل كاسترو السلطة عام 1959.
وسجلت كوبا نجاحا ملموسا في احتواء انتشار فيروس زيكا، وحدت من انتشاره ليبلغ فقط ثلاث حالات في الجزيرة بأسرها، وذلك وفق مسؤولين كوبيين، بينما سجلت دول أخرى في المنطقة مثل بورتريكو وفنزويلا حالات إصابة بلغت الآلاف.
وقال مسؤولون طبيون من كوبا والولايات المتحدة الأربعاء إن مجالا آخر للتعاون الفوري هو مكافحة فيروس حمى الضنك، الذي قد يكون أقل خطرا ن فيروس زيكا، لكنه يمثل مشكلة مستعصية في أمريكا اللاتينية.
وتعمل كوبا وأمريكا على إنتاج لقاحات لمكافحة ذلك المرض، وقال علماء كوبيون إن المزج بين لقاحات كوبية وأخرى أمريكية أعطى نتائج واعدة، في اختبارات أولية أجريت على الحيوانات.
ومن المقرر أن تسافر وزيرة الصحة الأمريكية، سلفيا بورويل، إلى كوبا الخميس لحضور المؤتمر.
وتأتي هذه الزيارة كجزء من سعي الرئيس باراك أوباما لبناء زخم قوي، وراء الانفراجة التي حققها في العلاقات مع كوبا، خلال الأشهر الأخيرة من فترة رئاسته الثانية.
وأصدرت إدارة أوباما مجموعة من اللوائح التنفيذية، تخفف من الحظر التجاري الذي فرضته واشنطن على كوبا طيلة 55 عاما، لكن هذه الإجراءات التفيذية يمكن مراجعتها وإعادة تشديدها من جانب أي إدارة في المستقبل.
وكان أوباما قد زار كوبا في مارس/ آذار الماضي، كما زارها الممثل التجاري الأمريكي مايكل فرومان خلال الشهر الجاري، وكذلك الدكتورة جيل بايدن زوجة نائب الرئيس، فضلا عن زيارات أخرى مقررة خلال الأشهر المقبلة.