((الواقع الجديد)) السبت 3 أغسطس 2019م / متابعات
أقيمت اليوم بالمكلا فعالية تأبين فقيد حضرموت والوطن والقوات العسكرية القائد العسكري اللواء الركن علي سعيد عبيد الحيقي ، برعاية فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، وبحضور محافظ المحافظة قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني ، وأعضاء مجلسي النواب والشورى ووكيل وزارة الشؤون القانونية محمد سالم باهبري ووكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية والمدنية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقطاعي الشباب والمرأة والشخصيات الاجتماعية وأسرة وذوي وزملاء ومحبي الفقيد .
وأكد المحافظ البحسني في كلمته في الفعالية التأبينية ، حرص قيادة السلطة المحلية بالمحافظة على اقامة هدا الحفل التأبيني لفقيد القوات المسلحة وحضرموت والوطن المناضل اللواء الركن علي سعيد عبيد الذي وافته المنية في يوم الأحد الـ3 من مارس2019م بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء السخي في خدمة القوات المسلحة والوطن عموماً.
وقال :” ان الكلمات تعجز عن أن تفي الرجل بما يستحقه لان قصة حياة فقيدنا اللواء الركن علي سعيد عبيد تعد قصة مكتملة الأركان تحكي نضالات قواتنا المسلحة عموماً وسلاح المدفعية والصواريخ خصوصاً وما رافق هذا السلاح من تطورات متسارعة كانت للفقيد اليد الطولى في هذا التطوّر”.
وأضاف :”ان مشوار فقيدنا الطويل في الحياة العسكرية قد بدأ فعلياً في العام 1971م حين كان قائد البطارية المدفعية في سلاح المدفعية الذي كان يعد تشكيله حديثاً في تلك الفترة وكان لفقيدنا شرف الانتماء لتلك الكوكبة النيرة من الضباط الذين تحملوا مسؤولية بناء هذا السلاح من الصفر حتى وصل إلى أعلى وابلغ مستوياته ، وكان فقيدنا من بين أبرز أولئك الضباط المتميزون بالذكاء الفطري والمعروفون بالمستوى العالي من الانضباطية في العمل والسلوك ومهاباً لدى زملائه الضباط والأفراد على حد سواء”.
وتابع المحافظ : “ونظراً لكفاءته فقد حضي فقيدنا بتقدير القيادة السياسية والعسكرية وإبتعاثه للدراسة الاكاديمية في اكاديمية المدفعية في الاتحاد السوفيتي سابقاً وكان من بين المبرزين في دراسته الاكاديمية ومتفوقاً في استيعابه لعلوم المدفعية ، كما كان له دور بارز في تطوير هذا السلاح ، ونظراً لما أبداه من انضباط والتزام وقدرات في تنفيذ المهام فقد تدرّج في العديد من المناصب العسكرية الرفيعة حيث عين قائداً لسلاح المدفعية ونائباً لرئيس هيئة الأركان العامة ، وتم تحييده من منصبه بعد حرب صيف 1994م ليتم بعد فتره إعادة ترتيب وضعه وذلك بتعيينه مستشاراً لوزير الدفاع ، ولما يتمتع به من كفاءه في مجال التدريب فقد صدر قرار بتعيينه مديراً للأكاديمية العسكرية بصنعاء وملحقاً عسكرياً لليمن في جمهورية روسيا الاتحادية ، وقد أدار كل تلك المهام باقتدار ومهنية عالية نظراً لمعارفه المتقدمة والكبيرة وخبراته في مجال التدريب والتأهيل للقوات المسلحة”.
وقال المحافظ : “لقد كان فقيدنا مدرسة علينا أن نفخر به وأن نخلده لأن مثل هذا الرجل قلائل في جيشنا اليمني وعظمة هذا الرجل تتجلى دائماً في حكمته وعطفه وحبه للجميع ، وستظل أعماله الكبيرة أثناء خدمته في القوات المسلحة شاهدة على عظمة شخصيته العسكرية ، كما سيظل مثالاً رائعاً للقائد الهمام الذي يستلهم الجميع من اخلاقه وقيمة الانسانية وخبراته ومعارفة العلمية العسكرية ، ليترك خلفه ارثاً تاريخياً عسكرياً كبيراً زاخراً بالمنجزات يعد ثروة للأجيال العسكرية القادمة” .
واستعرض المحافظ جانباً من ذكرياته العسكرية مع الفقيد بوصفه رفيق دربه على مدى قرابة خمسة عقود ، وقال : “كانت فرصة لي بأن أتعلم من هذا القائد ومن صفاته الحميدة سواءً الشخصية أو العسكرية ، حيث كان الفقيد متواضعاً جداً ومحباً للناس ومهتماً بمرؤسية من ضباط وصف ضباط وجنود ، كما كان مشجعاً ومحفزاً للمنضبطين والملتزمين والمنفذين للمهام ومحاسباً للمتقاعسين عن تنفيذ الواجبات ، وكان قاسياً وحريصاً على أن تجري الأمور بصورة شفافة ومنضبطة ، ولا يسمح لنفسه شخصياً بالتمتع بأي امتيازات لا يجوزها له القانون ، وكان رحمه الله قوي الشخصية متمسكاً بالنظام والقانون وقائداً عسكرياً محترفاً ، وحريصاً على تربية كل من تعامل معهم بروح حب الوطن والدفاع عنه وحريصاً على رفع الجاهزية القتالية والمعنوية للمقاتلين ، ومحافظاً على الممتلكات العامة ولا يرحم من يهمل أو يسئ استخدامها” ، كما استعرض المحافظ جانباً من ذكرياته ومآثره التي شهدها مع الفقيد .
وأعلن المحافظ عن انشاء مدرسة القتال للتدريب بالمنطقة العسكرية الثانية ، واطلاق اسم الفقيد علي سعيد عبيد الحيقي على هذه المدرسة تخليداً لمآثره وخدمة وطنه ولارتباطه الوثيق بمحال التدريب في القوات المسلحة ، مؤكداً ان هذه قيادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثانية ستسعى بأن تكون هذه المدرسة من المدارس العسكرية المتميزة على مستوى الوطن .
وأعرب المحافظ البحسني في كلمته في الفعالية التأبينية عن خالص التعازي في استشهاد قائد اللواء الأول دعم واسناد العميد منير اليافعي ابو اليمامة وعدد من رفاقه الابرياء، جراء الاعتداء الآثم الذي تعرض له حفل استعراضي وتدريبي عسكري شهده معسكر الجلاء بالعاصمة المؤقتة عدن الخميس الماضي .
كما أعرب عن تعازيه في استشهاد عدد من الجنود والمواطنين في العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى شرطة الشيخ عثمان ، متقدماً بخالص التعازي الى أهالي وذوي الضحايا من منتسبي المؤسسة الأمنية والمواطنين الأبرياء.
واكد ان هذه الاعمال الارهابية تؤكد تحالف قوى الحوثي الانقلابية مع الارهاب ، داعياً المجتمع الدولي الى الوقوف بحزم ضد هذه القوى المارقة والانقلابية .
والقيت في فعالية التأبين ، كلمات عن اللجنة التحضيرية لحفل التأبين القاها نائب رئيس اللجنة علي أحمد الحيقي وعن أسرته القاها نجله سعيد علي الحيقي ، استعرضت عطاءات الفقيد اللواء الركن علي سعيد عبيد بوصفه أحد الرموز القيادية العسكرية الكبيرة وادواره النضالية التي اضطلع بها خلال مسيرة حياته الحافلة بالعمل الوطني الجسور .
كما تطرقت الكلمات الى للمكانة الرفيعة التي احتلها الفقيد – رحمه الله – في نفوس كل من عرفه ولدى قيادات الدولة والقيادات العسكرية كقائد عسكري غيور عرف بكفاءته العالية التي مكنته من تقلد العديد من المواقع العسكرية والمسؤوليات القيادية البارزة في القوات المسلحة ، بدءً من جندي في جيش البادية الحضرمي ، مرورًا بتوليه العديد من المناصب العسكرية ومنها قيادته لسلاح المدفعية والصواريخ في الجنوب، ثم نائبًا لرئيس هيئة الاركان العامة لشؤون التدريب ، ومديرًا للأكاديمية العسكرية العليا، وانتهاء بمنصب الملحق العسكري في سفارة بلادنا بجمهورية روسيا الاتحادية ، وتطرقت الكلمات الى مزاياه وعلاقاته الاجتماعية والأسرية .
وشكرت الكلمات جهود ودعم ومتابعة محافظ المحافظة لإقامة حفل التأبين وفاءً للفقيد .
وجرى في الفعالية تقديم قصائد شعرية رثائية ، وتوزيع كتاب توثيقي عن الفقيد بعنوان (القائد الملهم والعسكري المحترف) اشتمل على سيرته الذاتية ومراثيه ومقالات وكتابات وشهادات لمعاصريه وصور توثيقية لمراحل سيرته العسكرية والاجتماعية ، وعرض فيلم وثائقي عن حياته ومسيرته العسكرية بعنوان “في رحاب الخالدين” من اعداد اللجنة الاعلامية للفعالية .