((الواقع الجديد)) الأحد 28 يوليو 2019م / متابعات
✍محمد_بلعجم
في الوقت الذي تعتمد فيه الدول المتقدمة والمتطورة على ترقية أبنائها وتقليدهم المناصب المستحقة بحسب ما يملكون من شهادات علمية وتجارب مهنية، وفي الوقت الذي حاز فيه التعليم على اهتمام أبناء القرى بعد أن كانت تعيش في ظلام الجهل للمساهمة والسعي في تقدم مجتمعاتهم نحو الأفضل.
إلا أنه ومع هذا الاهتمام انتشرت عادة سيئة في شتى المرافق الحكومية والخاصة تفتك بأغلبية الشباب وترميهم في جحيم البطالة، وتعيش قلة قليلة من الجهلة في رغد العيش واعتلى أرفع المناصب؛ ليس لأن عندهم من الشهادات والتجارب المهنية ما يؤهلهم ولكن كل ما عندهم هو “فيتامين واو”.
ذلك الفيتامين الذي يستقوي به الكثير عند الكثير من ثعالب المرافق الحكومية، لذا لا تستغرب إذا وجدت أسمك ضمن قوائم المقبولين لوظيفة ما أو جامعة معينة وتم بعدها شطب أسمك واستبداله بغيرك لأن الأخير يملك “فيتامين واو” الذي عند وجوده تنتهي الشهادات وتنهار الشروط .
ومما يحز في النفس أن نرى أولئك الجهلة يتباؤون أعلى المناصب في مختلف المرافق وبعضهم لا يملك شهادة الثانوية العامة بينما بوجود من يحمل الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراه محرومين من تلك الوظائف بسبب انعدام “فيتامين واو” لديهم.
إلى قيادتنا الحكيمة وحكومتنا النائمة أما آن لكم أن تبسطوا أيديكم وتفتحوا أعينكم عما يدور حولكم من عبث في شتى المرافق وتقديم الواسطة والتبعية على الشهادات الجامعية التي قضى فيها الشاب جل عمره ووقته لعله ينال ما يستحق وينسيه مواجع تلك السنين ليتفاجأ بهذا الواقع المؤلم والمحطم للقدرات الذي يحمل شعار “الواسطة والتبعية أولى من الشهادات الجامعية”.