((الواقع الجديد)) الخميس 16 مايو 2019م / متابعات
تصدرت المدن والمديريات الساحلية لمحافظة حضرموت، قائمة المدن والمناطق اليمنية الأكثر أمناً وإستقراراً خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من الحرب اليمنية.
فبعد تحرير مدينة المكلا عاصمة المحافظة من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي في ٢٤ إبريل ٢٠١٦م بعد عام كامل من الظلم والإرهاب الذي مارسه التنظيم الإرهابي على أبناء المدينة وما جاورها من مناطق ساحل حضرموت سطرت المنطقة العسكرية الثانية بقيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني أروع البطولات وأكبر التضحيات وأكثر المعارك العسكرية إحترافية ضد الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة الإرهابي، ذلك التنظيم العالمي الذي لطالما أقلق سكينة العالم، وأرهق كبرى الدول في مكافحته، حتى أصبحت تلك المعارك والخطط دروساً عسكرية وجب الإستفادة منها.
بناء وتعزيز للأمن:
وخلال الثلاث السنوات الماضية بعد التحرير دأبت المنطقة العسكرية الثانية بقيادة اللواء الركن “البحسني” على تعزيز دعائم الأمن والإستقرار وتطوير المنظومة الأمنية والعسكرية، وبناء مؤسساتها، ومطاردة فلول الإرهاب التي تناثرت على أطراف حدود تلك المنطقة، وتطهير جحور الجبال بها من دنس تلك الجماعات التي تحاول بائسة من المساس بذلك النصر المؤزر ( تحرير مديريات ساحل حضرموت في ال ٢٤ من إبريل ).
فكان للمنطقة العسكرية الثانية، بمساندة التحالف العربي الداعم للشرعية؛ عدد من الجولات القتالية للقضاء نهائياً على ما تبقى منهم كان أشهر تلك الجولات القتالية الحملات المنفذة بالجبال الواقعة غرب مدينة المكلا بدء من عملية الفيصل التي دمرت وأنهت تجمعات القاعدة في معقلهم بوادي المسيني، ثم مهمة الجبال السود والقبضة الحديدية بتلك المناطق الغربية والشرقية، وفرض طوق أمني لمنع أي تنقلات لأية جماعات إرهابية أو خارجة عن القانون في المناطق الغربية والشرقية.
ناهيك عن عمليات الإنتشار وتأمين وادي دوعن، والقضاء على فلول الإرهاب التي لجأت إلى الجحور في جبال دوعن.
كما شيّدت المنطقة العسكرية الثانية معسكراتها المتفرقة خارج المدن، في خطوة مدنية حضارية، وضمت إليها نخبة من خيرة أبناء المحافظة، وعملت على تدريبهم بشكل مكثف وحديث، يتواكب مع التطور الحاصل في العلوم العسكرية والقتالية، للدفاع عن الوطن ومقدراته، وفي مقدمتها الإنسان، الذي هو المقدر الأول والرئيس، الذي تبنى به الأوطان.
وركزت المنطقة العسكرية الثانية على تقديم تدريبات نوعية للجنود والضباط فخرجت منهم عدد من الدفعات بمختلف المهام والتخصصات الأمنية والعسكرية، وزودتهم بالعتاد العسكري اللازم، من أسلحة وعربات سيارة ومدرعة، بدعم من الأشقاء قادة التحالف العربي الداعم للشرعية؛ المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
حيث لقنت المنطقة العسكرية الثانية الإرهاب ضربات موجعث فقضت على المئات منهم، وأسرت آخرين، لتقدمهم للعدالة، وتقتص لكل من أستشهد، أو أضطهد، أو أهين بسبب ممارساتهم البغيضة، والخارجة عن الدين والعرف والقانون.
منجزات بحجم وطن:
وأستطاعت حضرموت في ظل قيادة اللواء الركن “البحسني” في بناء وتطوير البنية التحتية للمنطقة العسكرية الثانية في إعادة بنائها من جديد من مبان وتجهيزات ومعسكرات وميادين تدريب وتخريج العدد من الدورات ضباط وجنود
كما أنه أستطاع تحقيق حلماً لطالما راود أبنائها وأبناء جيرانها من محافظات المهرة وشبوة وسقطرى؛ والذي تمثل في كلية الشرطة، التي تبدأ الآن عامها الأول وفق أحدث الأساليب العلمية، وأفضل الإمكانيات المتوفرة، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
حضرموت تتسع للجميع:
ويوماً بعد يوم تعود لحضرموت صورتها البهية، التي حاولت تلك الجماعة الإرهابية تشويهها، وتدمير صورتها الدينية الوسطية، والإجتماعية المتقبلة الجميع، فحضرموت وتحديداً عاصمتها المكلا أحتضنت خلال تاريخها القديم الكثير من البشر من مختلف المذاهب والأديان، وحتى الجنسيات فسكن بها العرب والغرب جنباً إلى جنب في مبانيها البيضاء المطلة على البحر، كما احتضنت خلال تاريخها المعاصر نازحي الحرب من المحافظات التي أشتعل فيها الصراع، كذلك نازحي سوريا، ومهاجري أفريقيا، فسكنوها أو مروا فيها بسلام.