الخميس , 2 مايو 2024
355

ماجد البادي: الحركة الفنية في عُمان خجولة

((الواقع الجديد)) الأربعاء 19 أكتوبر 2016 / مسقط

 

قد تحمل قطعة من الرخام أفكاراً ورسائل أكثر مما تتوقع. النحاتون، فنانون مبدعون ينحتون أفكارهم على الصخر والخشب وفي الطين، ونحن ما علينا إلا تلقي الرسالة والإحساس بالجمال الذي يحمله العمل الفني. ماجد سالم البادي فنان ونحات ومدرس فنون تشكيلية حالياً، حاصل على بكالوريوس تربية، تخصص فنون تشكيلية من محافظة الظاهرة، وهو عضو في جماعة الفنون التشكيلية في جامعة السلطان قابوس منذ 2009، وعضو في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية -البريمي.

 

ماذا عن بداياتك في فن النحت، ما الذي جذبك لهذا الفن؟

بدأت من خلال دراستي للفنون التشكيلية في الجامعة حيث أثر بي هذا الفن كثيرا ووجدت نفسي أنقاد له من دون تردد فجربت العمل على خامات مختلفة كالجبس والطين والخشب وكانت على مراحل مختلفة في ورش متخصصة، وبعد التخرج أيقنت انه الطريق الذي أريد السير فيه ووضع بصمة خاصة بي.

 

عرّفنا إلى أسلوبك والمواضيع التي تثير اهتمامك؟

حالياً أحاول وضع أسلوب خاص بي يجمع بين الفن الكلاسيكي القديم وبين الفن الحديث والمعاصر. ومن أكثر المواضيع التي تثير اهتمامي هي المواضيع الإنسانية، وما تعلق بالفكر الإنساني والعاطفة، واختلاف الثقافات بين المجتمعات وأحاول توصيل تلك الفكرة من خلال جسد الإنسان نفسه الذي أحمله كل الرسائل التي أريدها عن التعايش والمحبة بين البشر.

 

لماذا اخترت خامة الرخام، وهل جربت العمل على خامات أخرى مختلفة؟

أحببت الرخام كثيرا فطبيعته توفر ميزات كثيرة للفنان فهو خامة حجرية صلبة عندما يتم صنع تمثال منها فإنها تعطي ذلك العمل قوة فكرية أكبر، إضافة إلى أنها خامة صلبة تبقى لسنوات أو مئات السنين إذا تمت المحافظة عليها.

وبالنسبة لتجربتي فقد اشتغلت على خامات مختلفة كالجبس والطين والخشب وما زلت أبحث عن خامات وتجارب مختلفة لأنني أؤمن بأنه كلما كثرت تجارب الفنان ازداد غنى ومعرفة واهتدى إلى طريق الإبداع.

 

حدثنا عن أبرز منحوتة لك. ما هي فكرتها؟

من أبرز المنحوتات التي قمت بها على الرخام هي منحوتة (العنصرية). فكرتها عبارة عن أجنة للإنسان أحدها أبيض وتم تجسيده في قطعة من الرخام الأبيض العماني وآخر جنين أسود منفذ في قطعة من خشب التيك الإفريقي.

اخترت دمج الخامتين معا لأن الحجر أصله من التراب والخشب كذلك أصله من التراب نفسه ومن نفس الأرض. والإنسان كذلك مهما اختلف لونه أو شكله فهو بالنهاية من أصل أرض واحدة. الأجنة في العمل الفني كانت تحتضن بعضها وكأنها قطعة واحدة وهذا يمثل قمة التعايش الإنساني وعدم التمييز العنصري بين البشر على أساس العرق أو اللون.

 

ما هي أبرز مشاركاتك في الفعاليات الفنية؟

شاركت في العديد من الفعاليات والورش والمعارض الفنية المحلية، مثل مخيم النحاتين العرب 2016 المقام في السلطنة بتنظيم من «فن صحار» والذي جمعني بمجموعة من الفنانين العرب المهمين، والمشاركة الثانية المهمة بالنسبة لي كانت في المعرض السنوي للشباب 2016 على مستوى السلطنة.

 

هل تأثرت بأسلوب أي من النحاتين العمانيين أو الأجانب؟

بالتأكيد من المهم لأي فنان أن يطلع على تجارب الفنانين العرب والأجانب والاستفادة من خبراتهم الكبيرة ولكنني أؤمن أنه ينبغي على الفنان المحترف عدم التقليد أو التأثر بما حوله وإنما أن يصنع التغيير بنفسه ويتمكن من صياغة أسلوب خاص به مستقل عن أي فنان آخر.

 

ما هي الصعوبات التي يواجهها فنانو النحت الشباب في عُمان؟

ما زالت الحركة الفنية في السلطنة خجولة وتسير بخطى بطيئة جدا خصوصاً في فن النحت مع عدم توفر الدعم الكافي من الجهات والمؤسسات المعنية بالتراث والفن وغيرها، كذلك عدم توفر الإمكانيات والأدوات اللازمة للظهور وتقديم هذا المجال بشكل بارز إلى الساحة الفنية والساحة العربية والعالمية مع وجود مبدعين عمانيين كثر يستحقون أن ينالوا شهرة كبيرة.

 

هل تستهويك أية أنواع أخرى من الفنون غير النحت؟

بالطبع تستهويني عدة فنون أخرى منها الخزف والرسم والتصوير والتصميم، ولكن جميع ما أنجزته فيها يبقى داخل نطاق الهواية وليس للمشاركات الخارجية.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.