“الواقع الجديد” الثلاثاء 26 فبراير 2019م /خاص
افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الثلاثاء، المرحلة الأخيرة من مدينة الشيخ خليفة السكنية للمتأثرين من السيول التي اجتاحت محافظة حضرموت باليمن خلال السنوات الماضية؛ تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتتكون المدينة من 607 وحدات سكنية في وادي وساحل حضرموت، إلى جانب خدمات البنية التحتية من طرق وشبكة كهرباء ومياه تعمل بالطاقة الشمسية وصرف صحي.
وافتتح وفد من الهيئة برئاسة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام بحضور سالم خليفة الغفلي سفير الإمارات لدى الجمهورية اليمنية، واللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت وعدد من المسؤولين اليمنيين والأهالي، المرحلة الأخيرة من مدينة الشيخ خليفة في المكلا بحضرموت.
وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن مشروع مدينة الشيخ خليفة في اليمن يجسد اهتمام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، بالأوضاع الإنسانية على الساحة اليمنية، وقال إن “رئيس الدولة ظل يتابع تداعيات الوضع الإنساني في اليمن باهتمام شديد؛ انطلاقا من عمق العلاقات الوطيدة بين الإمارات واليمن والوشائج القوية بين الشعبين الشقيقين”.
وأضاف: “تعددت مبادرات رئيس الدولة لمساندة الأشقاء في اليمن والوقوف بجانبهم في كل الأحوال والظروف سيرا على نهج المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان مناصرا قويا لأوضاع اليمنيين وظروفهم الإنسانية”.
وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: “على نهج المغفور له والأثر الذي تركه في نفوس شعب اليمن الشقيق، يسير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الدفع بهذه المسيرة الإنسانية إلى الأمام، ودعمها وتعزيزها بالمزيد من المشاريع التنموية الحيوية التي ترتقي بمستوى الخدمات المقدمة للفئات الضعيفة في مجالات الإسكان والصحة والتعليم وخدمات المياه وغيرها من الأنشطة الضرورية”، مشددا على أن مدينة الشيخ خليفة تعد ترجمة حقيقية للدور الذي تضطلع به الإمارات لتنمية المجتمعات المحلية في اليمن الشقيق.
وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن هيئة الهلال الأحمر تضطلع منذ مطلع التسعينيات بدور إنساني وتنموي على الساحة اليمنية؛ لتحسين حياة أشد الفئات ضعفا والتخفيف من معاناتهم الإنسانية، وأضاف: “تعززت جهود الهيئة في اليمن بفضل المبادرات الكريمة لقيادتنا الرشيدة وتوسعت برامجها أفقيا ورأسيا وتنوعت خدماتها متضمنة أهم الجوانب الإنسانية، وشملت برعايتها وعنايتها أصحاب الحاجات وذوي الدخل المحدود والأسر المتعففة وأشد الفئات ضعفا”.
فيما أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، في كلمته خلال الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة، أن هيئة الهلال الأحمر عملت على تنفيذ توجيهات رئيس الإمارات بإنشاء المدينة بالصورة التي تحقق تطلعات القيادة الرشيدة في دعم استقرار الأسر التي فقدت مساكنها بسبب السيول، وتلبي احتياجات محافظة حضرموت من التنمية والإعمار، بمتابعة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، مشيرا إلى أن رئيس هيئة الهلال الأحمر ظل على تواصل مستمر بمجريات سير العمل في المدينة حتى رأت النور وأصبحت واقعا معاشا اليوم، تنعم به مئات الأسر التي شردتها كارثة السيول.
وقال الفلاحي إن “مثل هذه المبادرات الحيوية تجسد قيم التسامح التي تتحلى بها دولة الإمارات قيادة وشعبا، وتسعى لترسيخها وسط المجتمعات البشرية، لتعزيز مجالات السلام والوئام ونبذ العنف والكراهية”.
وأضاف أن “مدينة الشيخ خليفة ساهمت في التخفيف من المعاناة التي واجهها المتأثرون ووفرت ظروف حياة أفضل للأسر المستفيدة، كما ساهمت في تنمية إعمار المحافظة، وعززت قدرتها في مجال البنية التحتية والخدمات الاجتماعية”، مشيرا إلى أن المساكن شملت وادي وساحل حضرموت، وتوزعت كمجموعات سكنية في مناطق ثبي 1 وثبي 2 وخباية وروغة وباعطير والقوز قاهر ومولى القويرة في مديرية تريم بوادي حضرموت.
بينما أكد سعادة سالم خليفة الغفلي، سفير الإمارات لدى الجمهورية اليمنية، أن الإمارات وقيادتها الرشيدة تضع الشعب اليمني الشقيق واحتياجاته الإنسانية والتنموية في مقدمة أولوياتها، وتسعى لمساندة ودعم أوضاعه وظروفه من خلال تبني المبادرات التي تترك أثرا مباشرا في تحسين حياته وتخفيف معاناته، وقال إن “مدينة الشيخ خليفة في حضرموت تجسد الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة؛ لتعزيز قدرات الساحة اليمنية في جميع المجالات الحيوية، وعلى رأسها دعم سبل استقرار الشرائح الضعيفة التي عانت من تداعيات الكوارث والأزمات”.
وشدد الغفلي على أن المدينة تعد نقلة نوعية في جهود الإمارات الإنسانية والتنموية في اليمن، مشيرا إلى أنها تجسد عمق الروابط الأزلية بين الشعبين الشقيقين الإماراتي واليمني، وتضيف بعدا جديدا لمسار المبادرات الحيوية التي تضطلع بها الإمارات في اليمن.
من جهته أكد اللواء الركن فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت، أن مدينة الشيخ خليفة تعد علامة فارقة في مسيرة التنمية والإعمار في اليمن، وقال إن “المدينة التي جرى تنفيذها بمواصفات فنية عالية الجودة من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الإنسانية التي توفرها الإمارات لضحايا الكوارث والأزمات”.
وأشار محافظ حضرموت إلى أن دولة الإمارات وقفت مواقف مشرفة مع المتأثرين من السيول التي ضربت محافظتي حضرموت والمهرة خلال السنوات الماضية، حيث بدأت الدولة جهودها بالعمليات الإغاثية التي تزامنت مع بداية الأزمة، وسيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية جسرا جويا من أبوظبي مباشرة إلى المكلا وفرت من خلاله كل الاحتياجات الإنسانية من غذاء ودواء ووسائل إيواء متنوعة.
وقال: “لم يمضِ وقت طويل من انتهاء العمليات الإغاثية حتى بدأت دولة الإمارات مرحلة البناء والإعمار وتأهيل المناطق المنكوبة، وجاءت البشارة للشعب اليمني تحملها مبادرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ببناء مدينة متكاملة من 607 منازل في وادي وساحل حضرموت الشيء الذي أثلج صدور المتأثرين وخفف آلامهم”.
وأكد أن اليمن حكومة وشعبا تثمن عاليا مواقف الإمارات النبيلة تجاهها وتقدر كثيرا الاهتمام الذي يوليه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات للأوضاع الإنسانية هنا، مشددا على أن مبادرات الدولة تجاه اليمن لن تبدأ مع الكوارث الطبيعية ولن تتوقف عند مساندتها الراهنة ودعمها للمتضررين من الأحداث الراهنة في اليمن، فهي مستمرة منذ القدم حيث كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، دائما بجانب الشعب اليمني في كل الأحوال والظروف ومن أكبر الداعمين لأوضاعه الإنسانية.
وقال إن “الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يسير على النهج نفسه الذي سار عليه الفقيد الراحل في تمتين جسور التواصل مع الشعب اليمني”.