((الواقع الجديد)) الاحد 16 اكتوبر 2016م
يعتبر من الخطأ إطلاق الأشخاص المُصابون بمتلازمة داون، فالأصل أنّ اسم المرض (متلازمة داون)، وجاءت هذه التسمية من اشتراك الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة بخصائص مجتمعة، تظهر متلازمة أي مجتمعة في وقت واحد، أمّا داون فهو اسم العالم الذي اكتشف هذه الحالة واسمه (جون لنجد داون).
متلازمة داون هو خلل في الكروموسوم رقم 21، فينتج عنه صفات شكلية وجسدية مشتركة لدى الأشخاص الذين يوجد لديهم نفس المشكلة، فعندما ترى الشخص الذي لديه متلازمة داون تستطيع معرفته منذ الوهلة الأولى؛ لأنّ جميعهم لديهم شكل موحّد ولهم صفات تميّزهم عن غيرهم من الأشخاص، من شكل الأنف والعين وشكل الوجه، وكذلك من طريقة الكلام وغيرها.
كيفية معرفة الطفل المنغولي :
قد يحتار بعض الأهالي في معرفة إذا ما كان طفلهم يعاني من متلازمة داون أم لا، فيشترك مرضى هذه المتلازمة بصفات جسمانيّة وشكليّة ونفسيّة عدّة، منها:
– علامات جسديّة تميّز الطفل المنغولي شكل الأنف :
أكثر ما يلفت الانتباه في هذه الحالة وجود الأنف القصير الأفطس، ويمكن تفريق الطفل الذي لديه متلازمة داون من بين الكثيرين بسبب شكل أنفه اللافت للنّظر.
– شكل العين :
يسهل معرفة الطفل المنغولي من شكل العين التي تكون قريبة من الشكل اللوزيّ، وتكون عيناه مائلتين إلى أعلى، ولهذا السبب أطلق اسم منغولي على حالة متلازمة داون؛ لأنّ شكل عيونهم تُشبه الأشخاص الذين يعيشون في منغوليا.
– شكل الرأس والوجه : يكون شكل الوجه مستديراً ومُسطّحاً، ومؤخّرة الرأس مُنبسطة، والرأس يكون بشكل عام صغيراً، أي أصغر من الجسم، فيبدو المظهر غير متناسق. الشعر: ناعم جداً ومُنسدل. – شكل كف اليد:
يسهل ملاحظة المصاب بمتلازمة داون أنّ يديه قصيرتان، وباطن الكفّ مُبطّن وسميك ويوجد فيه ثنية واحدة، وأصبع الخنصر قصير ومنكمش بشكل كبير إلى الداخل، بالإضافة إلى وجود حلقات كثيرة على أطراف الأصابع.
– شكل أصابع القدم : يُلاحظ على الطفل أنّ أصابع القدم الأول والثاني بينهما مسافة كبيرة، بالإضافة إلى أنّ أصابع القدم كبيرة على عكس أصابع اليد.
– الفم واللسان :
نلاحظ أنّ لسان المُصاب ضخم وله شفتين غليظتين، ويُلاحظ أنّ فمه بالغالب يكون مفتوحاً، وقد تجد عليه لعاب بالأغلب واللسان خارج الفم، وذلك بسبب ارتخاء عضلات الفم واللسان، ممّا يجعله غير قادر على التحكم بفمه، فتجده مفتوحاً بشكلٍ دائم. والكثير من الذين يحصلون على علاج مبكّر يستطيعون تخطّي هذه المشكلة، فبرامج العلاج المُبكّر تساعد الطفل على التحكّم في حركة الفم واللسان، بالإضافة إلى استخدامهم أنظمة تساعده في ذلك، مثل أكل الأشياء الباردة التي تجعل اللسان قادراً على الإحساس بشكل أكبر.
صعوبة الرّضاعة :
من أهم الأعراض التي يمكن للأهل من خلالها اكتشاف إن كان الطفل مُصاباً هي صعوبة القدرة على الرضاعة الطبيعية من الأم، وذلك بسبب عدم القدرة على التحكّم بالفم، فتلجأ الأمهات للرضاعة الصطناعيّة، وهذا خطأ كبير يجب أن تحرص الأم على تدريب الطفل على التحكّم بفمه من بداية عمره حتى لا يجد صعوبة عند الكبر، وإذا اضطُرّت الأم للرضاعة الصطناعيّة يجب ألّا تُسهّل عملية الرضاعة من خلال تكبير الثقب الذي ينزل منه الحليب. ارتخاء في العضلات: إذ إنّ العضلات في أجسادهم تكون ضعيفة فيصبحون غير قادرين على تحمّل المشاق والمتاعب.
أعضاء الجسم الداخلية :
حيث إنّ الأشخاص الذين لديهم متلازمة داون يعانون من مشاكل خلقيّة في القلب، فقد يعانون من انسداد في الشرايين، ووجود ثقب في القلب، ويُعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنّ القولون لدى هؤلاء الأشخاص يكون واسعاً لحدٍّ كبير، ويكون لديهم فتق في السرّة، بالإضافة إلى الانسداد في الأمعاء، فيعانون من مشاكل عديدة في الهضم وزيادة الوزن، ويكون لديهم قصور في النمو العقليّ، فيتوقّف نمو العقل لديهم تقريباً عند عمر الثامنة، ولكنّ هذا لا يؤثّر على مواهبهم وإنجازاتهم، إذ من الممكن أن يكون أحد من مصابي متلازمة داون شخصاً مُتميّزاً، فالمصاب يحتاج إلى اهتمام ورعاية كبيرة حتى يكون عنصراً فعّالاً في المجتمع.
نقص المناعة :
يكون لدى هؤلاء الأشخاص نقص كبير في المناعة، ممّا يؤدّي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، كالتهابات القناة الهضمية، والتهابات الكبد الفيروسي، والتهابات تنفسيّة ورئويّة، لذلك يجب الاعتناء بهم بشكلٍ كبير، وإبعادهم عن المصابين بالأمراض الفيروسيّة والأمراض المُعدية، وعدم استخدام أغراض الآخرين، وغسل اليدين جيداً قبل الأكل وبعده حتى لا تنتقل لهم الأمراض بسرعة، بالإضافة إلى تقديم الأغذية التي تُساعد على تقوية المناعة لديهم، كالحمضيات.
– عيب خلقيّ في العمود الفقري :
– ةتجد أصحاب متلازمة داون مُنحنيي الظهر؛ وذلك بسبب وجود عيب خلقيّ لديهم، وبسبب القصور والضعف في العضلات.
– مشاكل في التنفس:
يكون لدى متلازمة داون صعوبة كبيرة في التنفّس؛ بسبب المشاكل في مجرى التنفّس ومشاكل الرّئة.
– قصر القامة :
يُصنف مريض متلازمة داون من ضمن الأشخاص قصيري القامة، ويكون لديهم وزن زائد. علامات شخصيّة تميّز الطفل المنغولي النوم لساعات طويلة: النوم بشكل غير طبيعي، إذ يقضي ساعات اليوم بأكملها نائماً؛ وذلك بسبب المشاكل التي يعاني منها، ممّا يجعل جسده مرهقاً وهزيلاً.
– العفوية :
لدى حالات متلازمة داون نوع من الشخصية المرحة التي تحبّ السعادة والضحك.
– التأخر في تلقّي المعلومة :
يعاني المُصاب من قصور في العقل، وتتفاوت درجات التخلّف العقليّ لدى حالات متلازمة داون بين متوسطة التخلّف وشديدة التخلّف؛ وذلك بسبب المشاكل في الدّماغ، والقصور في العقل، ممّا يجعلهم أبطأ في تلقّي المعلومات، وتحتاج العملية التعلمية الخاصة بهم إلى جهد كبير، لكن هذا لا يعني ذلك أنّهم لا غير قادرين على التعلّم، بل على العكس، من المهم إلحاقهم في مراكز التعلّم والتدريب منعاً من تتفاقم المشكلة.