الإمارات تستقطب شركاء عالميين لمساعدة اليمن

“الواقع الجديد “الثلاثاء 27 نوفمبر 2018م / خاص

وقّعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وشركة سيمنز العالمية مذكرة تفاهم لتعزيز قدرات القطاع الصحي في اليمن، وذلك ضمن استراتيجية الهيئة لتوسيع قاعدة شركائها الإنسانيين حول العالم، ولفت انتباه المانحين والشركات والمؤسسات الكبرى للقضايا الإنسانية الأكثر إلحاحا.
وسرّعت دولة الإمارات من جهودها لمعالجة الوضع الإنساني الصعب في اليمن، في مرحلة تكثّفت فيها الجهود الدولية والإقليمية، بمشاركة الإمارات ذاتها لإخراج البلد من حالة الحرب التي يعيشها منذ حوالي أربع سنوات بسبب انقلاب جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا على سلطاته الشرعية وسيطرتها بقوّة السلاح على أجزاء واسعة من أراضيه.
وأعلن حديثا عن اشتراك دولة الإمارات مع المملكة العربية السعودية في أكبر حملة لإنهاء أزمة الغذاء في مختلف المناطق اليمنية بغلاف مالي يبلغ نصف مليار دولار يضاف إلى مخصصات مالية سابقة رصدها البلدان لمساعدة اليمنيين على مواجهة ظروفهم الصعبة.
وبموجب المذكرة، التي أعلن الإثنين عن توقيعها، تقوم شركة سيمنز بدعم مبادرات الهلال الأحمر الإماراتي الإنسانية والتنموية في اليمن خاصة في المجال الصحي، وتموّل الشركة مشروع إنشاء عيادة طبية وتجهيزها بالمعدّات والأجهزة والمستلزمات الضرورية، وحددت المذكرة التزامات كل طرف وآليات العمل والحركة وتعزيز التعاون بين الجانبين لتحقيق أهدافهما المشتركة في النهوض بمستوى الخدمات الطبية في اليمن.
وحضر توقيع مذكرة التفاهم محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر وجو كيزر رئيس شركة سيمنز العالمية.
وبحث الجانبان عقب التوقيع تعزيز الشراكة بين الجانبين للمضيّ قُدما في تأهيل القطاع الطبي في اليمن، وتعزيز جهود الهيئة المستمرة في هذا الصدد، والعمل سويّا للحدّ من المعاناة الصحية على الساحة اليمنية، وأكدا عزمهما على تبنّي مبادرات مشتركة تعزز جهودهما في توفير الرعاية الصحية اللازمة للمتأثرين من الأحداث هناك، وتم الاتفاق على تبنّي المبادرات التي تمكّن الطرفين من تحقيق تطلعاتهما الإنسانية والصحية في اليمن.
وقال الفلاحي إن مشاريع الهيئة الصحية المنتشرة على الساحة اليمنية تجسد حرص بلاده على دعم جهود التنمية والإعمار في اليمن، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تجد الاهتمام والمتابعة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر.
وأضاف أن توقيع المذكرة يؤسس لمرحلة جديدة من مبادرات الهلال الأحمر الإماراتي التنموية والصحية، ومشيرا إلى أن الهيئة استطاعت أن تكسب مانحين جددا على مستوى العالم بفضل توجهاتها ومبادئها التي لم تستثن أحدا في تلقّي الدعم والمساعدة بسبب العرق أو الجنس أو الدين.
ومن جانبه لفت جو كيزر إلى ما تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من دور محوري في تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن.
وقال “لمسنا عن قرب من خلال متابعتنا للأوضاع الإنسانية في اليمن وتحركات الهيئة على الساحة اليمنية كيف أثمرت تلك الجهود في تعزيز الخدمات التي يحتاجها الشعب اليمني في ظروفه الراهنة، مشددا على أن مبادرات الهيئة في هذا الصدد تجد التقدير والإشادة من شركة سيمنز التي سعت لتعزيز شراكتها مع الهيئة في واحدة من أهم القضايا الإنسانية التي تؤرق المجتمع الدولي”.
وأشار إلى دور الهلال الأحمر الإماراتي في تلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن الذي يعاني ضعفا شديدا في الخدمات الضرورية وعلى وجه الخصوص في المجال الصحي، مشيرا إلى أن هذا التعاون سيفتح الباب واسعا أمام شراكة قوية وذكية بين الجانبين، وأن الشركة ستعمل على تطوير هذه الشراكة وتوسيعها لتشمل مبادرات نوعية وساحات أخرى مستقبلا.