الإثنين , 23 ديسمبر 2024
images-6

خطورة الضغط النفسي “مرض العصر”

((الواقع الجديد)) السبت 15 اكتوبر 2016م

 

 

 

في أغلب الأحيان عندما يتعرض الإنسان للضغط النفسي نتيجة لهموم أو مشاكل أو أزمات فهذا يولد في نفس صاحبه نوعامن العنف والتطرف والنقمة على الواقع الذي يعيشه ويجعله ينظر إليه بسوداوية قاتمة، على أمل الخروج من أزمته وتخفيف حجم المسؤوليات التي على عاتقه، أما إذا لم يجد من يقف بجانبه ويحمل عنه بعض أعبائه وآلامه أو إذا لم يستطيع التخلص منها فيؤثر ذلك سلباً على صحته ويسبب أمراضاً عضوية أو نفسية أو مشكلات اجتماعية.

وأكدت أبحاث منظمة الصحة العالمية ومكتب العمل الدولي؛ أن مشكلة الضغط النفسي تعد من أخطر المشاكل في وقتنا الحاضر ولهذا أطلق عليها لقب (مرض العصر).

 

العوارض والآثار السلبية التي يسببها الضغط النفسي :

للضغط النفسي آثار سلبية كثيرة على الجوانب العضوية في الإنسان، فكثير من الأمراض العضوية هي إفرازات حقيقية للحالة النفسية التي يعيشها المريض، ومن أجل ذلك يوصي الأطباء مرضاهم بالابتعاد عن الانفعالات النفسية، خاصة المصابين بالقلب أو الضغط أو السكر أو المعدة أو القولون وغيرها، لأن العامل النفسي يؤدي دورًا مهمًا في تهدئة مثل هذه الأمراض والشفاء منها، أو إثارتها وتعاظم آثارها.

يؤدي الضغط النفسي إلى حالة من الانعزالية عن الحياة، والبعد عن الواقع، بل يجعل صاحبه يسبح في عالم الخيال، فيضطرب عنده منهج التفكير والتحليل، فتراه يناقش موضوعًا مألوفًا بتحليلات فلسفية غامضة، أو تفسيرات شاذة لا يقبلها العقلاء والأسوياء.

الضغط النفسي يؤثر في التعامل مع الآخرين أو بناء علاقات معهم، حيث يصعب على الإنسان المضغوط نفسيًا بناء علاقات مع الجيران، أو صداقات مع زملاء العمل، أو مع الطلاب إن كان مدرسًا، ومع الجمهور إذا كان موظفًا، ومع الموظفين إذا كان مسئولاً أو مديرًا، وهكذا مع جميع الشرائح والمستويات في المجتمع، وهو تهديد لطموحات المجتمع والأفراد والمؤسسات في التقدم والرقي والازدهار.الضغوط النفسية تعكر المزاج وتحد من الإنتاجيةيؤثر الضغط النفسي سلبا على الإنتاج في العمل والإبداع في الحياة، لأنه يُفْقد صاحبه التوازن في التعامل مع الأشياء، وكذلك يشتت عنده الطاقات والإمكانات، فضلاً عن الاستياء من عدم الوصول إلى تحقيق الغايات وبلوغ الأهداف.الضغط النفسي الشديد يؤدي إلى ضعف الذاكرةأوضح باحثون في تقرير لهم أنهم يعتقدون بأن الضغط النفسي المتولد عن مشاكل وصعوبات الحياة اليومية هو سبب رئيسي للمرور بحالات من عدم التركيز والنسيان لأمور مهمة وغير مهمة على حد سواء.

ونصح التقرير نقلاً عن الباحثين تأكيدهم على ضرورة القيام بممارسة تمارين إنعاش الذاكرة وتقويتها من خلال عدة وسائل متنوعة، من بينها بعض أنواع الألعاب، خصوصاً ألعاب الحاسوب.

 

الاختلاف بين الضغط النفسي و القلق :

الضغط النفسي هو رد فعل الجسم على خطر خارجي أما القلق فهو رد فعل على منبه أو مثير داخلي.-الضغط النفسي يمكن أن يكون ملائماً ومفيداً أو غير ملائم ومؤذياً ولكن القلق هو دائما سيئ التكيف وغالباً مؤذ. وبعيدا عن عدم وجود خطر واضح، فإن القلق يقلد الضغط النفسي.

فأعراضه الذهنية تتراوح بين تشوش البال والنزق والعدائية ومشاعر الخوف، أو السأم أو الرعب فالعضلات تتوتر، مؤدية إلى التململ، وانقباض عضلات الوجه، وآلام الرأس و الرقبة والظهر. ويجف الفم كما يترافق ذلك بالإحساس بوجود كتلة في الحلق تجعل البلع صعباً ويمكن أن تسبب عضلات الفك المشدودة ألماً في الفك .ويمكن أن يصفر الجلد، ويعرق، ويندى.

أما أعراضه على الأمعاء فتتراوح من ارتعاش المعدة إلى حرقة المعدة، أو التشنج أو الإسهال ويكون النبض السريع مألوفاً، شأنه شأن ضيق الصدر. وكذلك يكون التنفس السريع نموذجياً، ويمكن أن يترافق أحياناً بالتأوه أو السعال المتكرر.وفي الحالات القصوى يستطيع فرط التنفس أن يؤدي إلى تنمل الوجه والأصابع، وتشنج العضلات، وخفة الرأس، وحتى إلى الإغماء. لحسن الحظ أن معظم نوبات القلق تكون قصيرة وملطفة والخوف المسرحي هو مثال جيد، فما أن يفتح الستار حتى يزول؛ وكذلك فإن نوبات القلق الخفيفة تزول تلقائياً أو بنتيجة تحسن الظروف، أو التشتت الذهني أو التمارين البدنية.ولكن عندما يكون القلق طويل الأمد أو قاسيا فإنه يمثل مشكلة أكثر خطرا وتتطلب تدخلات أكثر حدة.القهم العصبي يقال عليه انوركسيا نرفوزا (Anorexia Nervosa) و هو فقدان الشهية للطعام و هناك ما يقابله و هو البوليميا نرفوزا(Bulimia Nervosa) و هو الشره الغذائي، أي أن المريض يأكل بشراهة و بكمية كبيرة، و ترجع الأسباب كلها لأسباب و ضغوطات نفسية.

 

وسائل تخفيف الضغط النفسي :

– تقوى الله تعالى والتقرب إليه بالعمل الصالح.

– الاستعانة بالصبر والصلاة، لأنهما تعينان الإنسان على مواجهة التحديات والمسؤوليات بثبات ونجاح.

– حسن الظن بالله تعالى, بأنه وحده كاشف الضرّ عن الإنسان، وأن الشدة مهما طال أمدها فإن الله متبعها بفرج ويسر.

– ذكر الله تعالى بالاعتقاد والقول والعمل والدعاء له سبب لتفريج الهموم واستقرار النفس وطمأنينتها.

– لزوم الاستغفار والدوام عليه، فإنه من أسباب السعادة والطمأنينة النفسية، كما أنه يفرج الكربات ويذهب الهموم والغموم .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.