((الواقع الجديد)) الأربعاء 31 أكتوبر 2018م / متابعات
أعطت إدارة ترامب تفاصيل خطة سلام برعاية اممية تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن، بدءاً بوقف إطلاق النار في غضون 30 يومًا وعقد محادثات سلام في السويد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أمام حشد في واشنطن إن المملكة العربية السعودية وحلفائها الإماراتيين مستعدون للتوصل إلى اتفاق ، وأن المحادثات بين التحالف بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين سيتم ترتيبها من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ، مارتن غريفيث.
وأصدر وزير الخارجية مايك بومبيو، بيانا بعدها بثلاث ساعات يقترح شروطاً محددة لوقف إطلاق النار.
وقال بومبيو: لقد حان الوقت الآن لوقف الأعمال العدائية بما في ذلك الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات بدون طيار من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتبعا لذلك، يجب أن تتوقف الضربات الجوية للتحالف في جميع المناطق المأهولة في اليمن.
واضاف: يجب أن تبدأ المشاورات الجادة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة في نوفمبر القادم في دولة ثالثة لتنفيذ تدابير بنائة للثقة لمعالجة اهم قضايا الخلاف في الصراع، نقل السلاح من الحدود ، ووضع جميع الأسلحة الثقيلة بمراقبة دولية”.
ولم يحدد بومبيو مكان انعقاد المحادثات لكن ماتيس قال انها ستكون في السويد، ونشر وزير الخارجية بياناً في وقت متأخر من ليلة امس بعد وقت قصير من دعوة وزير الدفاع، مع بعض من التفاصيل.
لم تنجح المحادثات التي كانت مقررة في جنيف في سبتمبر الماضي، حيث رفض ممثلو الحوثي الحضور دون ضمانات بالعبور الآمن لجنودهم الجرحى، و لم يعقد الجانبان اي محادثات لمدة عامين.
وحصد الصراع الذي استمر لمدة ثلاث سنوات أكثر من 10 آلاف شخص، وتهدد محتولات التحالف العربي خنق الاقتصاد في المناطق التي يديرها الحوثيون تهدد بحدوث مجاعة، تقول الأمم المتحدة إنها قد تكون أسوأ ما سيشهده العالم لمدة مائة عام.
وقال ماتيس خلال ظهوره في المعهد الأميركي للسلام: “بعد ثلاثين يومًا من الآن، نريد أن نرى الجميع حول طاولة سلام، يعتمد على وقف إطلاق النار و الانسحاب من الحدود”. “هذا سيسمح للمبعوث الخاص مارتن غريفيث النجاح بجمع الفرقاء في السويد، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي سنقوم بحل المسألة.
وتم سؤال ماتيس حول الخسائر المدنية الناجمة عن القصف الجوي التي قادتها قوات التحالف بقيادة السعودية، ومدى التأثير الولايات المتحدة على الرياض للحد من ارتفاع عدد القتلى، فأجاب أن الطائرات الأمريكية تزودت بالوقود لأقل من 20٪ من الطائرات الحربية التابعة للتحالف، وقالت إن القوات الجوية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي وضعت معيارًا عاليًا للحد من الإصابات بين المدنيين، مما يشير إلى أنه من غير المنصف توقع تحقيق قوات التحالف العربي نفس المستوى من الدقة، لكن وزير الدفاع أصر على أن القادة العسكريين في التحالف بقيادة السعودية يبذلون جهدا حيال ذلك.
ومنذ فشل المحادثات في سبتمبر الماضي، كشف غريفيث عن خطة سلام جديدة مبنية على إجراءات بناء الثقة بما في ذلك إعادة فتح المطار العاصمة صنعاء، وتبادل السجناء ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.
وكان الرئيس السابق وكالة لمساعدات الإغاثة الامريكية في حالات الكوارث جيريمي كونيينديك قد قال أن ادارته بدأت تشعر الذعر بشأن ما يمكن أن يحدث في اليمن، وكذا المعارضة المتزايدة من الكونجرس لدعم الولايات المتحدة للتحالف العربي ، خاصة بعد مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
و قال كونيديك في سلسلة من التغريدات ان مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث كان في العاصمة الامريكية الأسبوع الماضي، ويجب أن تكون إحاطاته الإعلامية قد لفتت انتباه بعض رؤساء الادارات، واضاف ” لا تريد أي إدارة ان ترى مجاعة امام ناظرها، ولا سيما تلك التي ستكون مرتبطة بشكل وثيق بسياسة البيت الأبيض.
و دعى رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند ووزير خارجية المملكة المتحدة الساب ، أعضاء آخرين في مجلس الأمن إلى دعم ما قد يؤدي إلى تحقيق أكبر انجاز خلال الأربع السنوات، وقال: “يجب على المملكة المتحدة وأعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي أن يخجلوا من صمتهم ازاء التحرك الأمريكي.
وقال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية الرابع “إنه امر محزن، أليستير بيرت وزير شؤون الشرق الأوسط في المملكة المتحدة و هو وزير متمرس ذو خبرة، حيث كان يجيب على الأسئلة في البرلمان يوم الثلاثاءمناقشا موضوع وقف لإطلاق النار، لذا فإن السؤال الأول للمملكة المتحدة هو ما إذا كانت ستدعو الآن إلى وقف إطلاق النار وتدرك االواقع مما اثار القلق بالنسبة لأي شخص مهتم بالسياسة الخارجية البريطانية، يبدو كما لو أن المملكة المتحدة لم تكن قد تم تنبيهها مسبقا من أن الولايات المتحدة كانت على وشك الإدلاء بهذه التصريحات لان المملكة المتحدة في تحالف مع الولايات المتحدة، ولكن لا يبدو أن أي شخص يتحدث إلينا حول ما كانت مخطط له.
وقال بيرت لنواب البرلمان يوم الثلاثاء إن مبعوث الأمم المتحدة غريفيث يعارض قرار الأمم المتحدة بشأن اليمن، لكن من المفهوم أن غريفث سيؤيد قرارًا سيتم تقديمه خلال أسابيع ، في الوقت نفسه الذي سيقدم فيه تقريرًا إلى الأمم المتحدة.
ويتردد الدبلوماسيون في الربط بين العلاقات العامة ، لكنهم يعترفون بأن موقف المملكة العربية السعودية بعد مقتل الصحفي خاشجي، وكذلك الحال بالنسبة للضغوط الغربية لحرب اليمن.
ولم يحدد وزير الدفاع الأمريكي الإجراء الذي ستتخذه الإدارة الأمريكية إذا لم توافق الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار أو حضور المحادثات، حيث تزود الولايات المتحدة، إلى جانب المملكة المتحدة وفرنسا معظم أسلحة التحالف العربي، لكنها رفضت الحد من تدفق الأسلحة ازاء الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين واستخدام قوات التحالف للحرب الاقتصادية وقطع الامدادات الاساسية لضرب المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون حيث يعيش معظم السكان.