“الواقع الجديد” الاربعاء 31 أكتوبر 2018م/خاص
التقى المتنفذ الإخواني اليمني/حميد الأحمر ؛ رئيس الوزراء المقال والمحال إلى التحقيق/أحمد عبيد بن دغر في مقرّ إقامته في العاصمة السعودية الرياض أمس الأول.
وجاء لقاء الأحمر بابن دغر عقب أيام من منشور نشره الأول في صفحته على فيس بوك دافع فيه عن بن دغر وهاجم الرّئيس/هادي و قرار الإقالة التي أصدره ، ووصل حدّ وصف ذلك القرار بالممارسات الخاطئة .
ويوم الأحد نشر الأحمر على ذات الصفحة صورة تجمعه با بن دغر قال : إنّها التقطت اليوم في السعودية ، مدح فيه بن دغر وقال عنه : إنّه”سياسيّ مخضرم، عرفناه وعرفه الجميع رجلًا وطنيًا وحدويًّا جمهوريًا صلب ،لعله اليوم يدفع ثمن مواقفه الوطنية القوية التي لم ترق للبعض”.
ذلك اللقاء وما سبقه من الحنق الذي أبداه حميد الأحمر على قرار إقالة بن دغر ، يراه محللون ومراقبون وناشطون جنوبيون بأنـّه يكشف عن علاقة قويّة تربط الشّخصين ظلّـت لسنوات من تحت الطاولة ، وتكشفت مؤخراً عقب قرار الإقالة وما رافقه من قرار إحالة للتحقيق .
لكن آخرون يرونه محاولة من حميد الأحمر لـ استقطاب بن دغر أو إعادة ترميم العلاقة بينهما، وهو أمر لا يبدو واردًا ، إلا أنّه يظلّ تحليلاًلا يحمل مقدارًا كبيرًا من الدقة .
ما أبداه حميد الأحمر من حنق وزعل شديدين على إقالة بن دغر ، وحرصه على للقائه لاحقاً ينم عن وجود شيء كبير يربط الشخصين ، ويبدو بـ أنّ قرار إقالة بن دغر تسبّب بضررٍ كبيرٍ لديهما أو على الأقلّ لدى الأحمر الذي أبدى حرصاً شديداً على لقائه الأخير في السعودية ربما لترتيب أو إعادة ترتيب خطط العمل المقبلة.
وما يثير الاستغراب أنّ ما أبداه حميد الأحمر من استياء شديد حول قرار إقالة بن دغر وإحالته إلى التّحقيق : هجومه العنيف الذي شنّه ضدّ الرئيس هادي وقراره ، وصل حد تجريد الرئيس هادي من شرعيته بسبب ذلك القرار ، إذ قال حينها: “ستغرب من تجاهل الأخ الرئيس لبنود المبادرة الخليجية التي تعتبر أحد أهم المرجعيات التي يستمد منها شرعيته وهو يعلم أنّ المبادرة وآليّـتها التنفيذيّة لم تعطه حقّ تسميةرئيس الحكومة أو تغييره “.
وأضاف الأحمر : “لا يليق بنا في معركة استعادة الدّولة وإنهاء الانقلاب أن نرضى بالانقلاب على المبادئ والمرجعيّات من أيٍّ كان، وليست هذه هي الدولة المؤسسية التي بشّـرت بها مخرجات الحوار وأكّدت القرارات الدوليّة علىاحترامها، بعد أربع سنوات من المآسي لم يعد من اللائق استمرار الصمت على الممارسات الخاطئة…”.
ما قاله حميد الأحمر لا يعطي الحق لـ ابن دغر بأن يبقىفي منصبه ، وبحسب مراقبين سياسيين فإنّ ما جاء في منشور الأحمر يؤكّد أنّ بن دغر ظلّ في منصب رئيس الحكومة بشكل غير شرعي ولمدة عامين تقريباً ، مشيرين بأنّ منشور الأحمر لم يكن دفاعاً عن بن دغر لمجرّد الدفاع فقط بقدر ماهي إساءة وفضيحة ارتكبت على غفلة ويراد منها التلميع وإفراغ شحنة غضب امتلكته للحظات .