الإثنين , 30 ديسمبر 2024
img-20180928-wa0120

الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها!!!

((الواقع الجديد )) الجمعة 28 ستمبر 2018 / المكلا
بقلم: د.علوي عمر بن فريد

عرفت سلطنة عمان إلى عهد قريب ،بالحكمة والاعتدال في سياساتها، كما عرفت بالنأي بالنفس ،عن التدخل في الأزمات العربية، وحددت علاقاتها منذ تأسيسها وبنتها على المصالح المشتركة، والعمل على دعم جهود تقريب وجهات النظر ،بين مختلف الأطراف المتصارعة ،ولكن عمان بدلت سياستها المتزنة والهادئة في الآونة الأخيرة ومن ذلك:
– نشوز الدبلوماسية العمانية ،عن السياسة الخليجية، وأصبحت تغرد خارج السرب الخليجي، وفي الوقت نفسه تحاول ،أن تظهر نفسها لدول الخليج ،بالأخ الأكثر عقلانية!!
– غالبا ما تلتزم عمان ،الحياد والصمت حيال القضايا العربية الساخنة، وفي الآونة الأخيرة، كثر اللغط حول تورط السلطنة ،في تهريب السلاح للحوثيين عبر الحدود مع المهرة، و بإشراف قيادات نافذة ،في السلطة المحلية للمهرة ،على رأسها وكيل المحافظة ،علي سالم الحريزي الذي يعتبر من أهم رجال وأتباع الرئيس السابق علي صالح، وقد شارك الحريزي في مذبحة يناير عام 1986م، بين الطغمة والزمرة ،وفي عام 2009م رقي إلى رتبة عميد، وعين قائدا لحرس الحدود ،وتمت إقالته من منصبه في يوليو 2018م.
– دفعت عمان بعيسى بن عفرار، وعلي سالم الحريزي ،لإرباك المشهد في محافظة المهرة، وتحريض القبائل ضد القوات السعودية، التي جاءت لمنع تهريب السلاح الإيراني ، إلى الحوثيين عبر المنافذ البحرية والبرية مع عمان والمهرة..!!
– تهدف عمان إلى الدفع بالمذكورين أعلاه ،بالإضافة إلى قيادات سياسية وقبلية أخرى للتحريض على حكومة الشرعية ،والقوات السعودية التي قطعت دابر المهربين ..كما تقوم عمان عبر هؤلاء، بخلق صراعات داخلية في المحافظات الجنوبية، والضرب على وتر التدهور الأمني والأزمات الاقتصادية والخدمية !!
– إن الحكومة الشرعية، هي من سعت إلى السعودية ،عندما ضاقت الأرض بما رحبت ،على هادي ورجاله في الحكومة الشرعية ،ففتحت لهم أراضيها وأكرمتهم وناصرتهم ،ولا زالت ضد عدوهم الحوثي ،صنيعة إيران وبذلت الغالي والرخيص من دماء أبنائها، في ساحات المعارك ..فهل من الشيم العربية أن يتنكر العربي لحليفه ؟ ويقلب هؤلاء ظهر المجن للسعودية وهي لا زالت تقاتل أعدائنا على أراضينا؟
أليس من العيب لمن يعرف العيب ،أن يصف أشقائه الذين وقفوا معه، وقت شدته ومحنته وأزماته بالاحتلال ؟؟!!
– أما الرجل الثاني فهو أحمد مساعد حسين ،وزير أمن الدولة الأسبق حتى أحداث يناير عام 1986م ،الذي هرب مع علي ناصر ،ورفاقه إلى اليمن وشارك في غزو الجنوب عام 1994م، وكافئه صالح ببعض المناصب التي اغتنى منها ،ثم استغنى عنه.. ،فلجأ إلى دبي وعمان، وأسس في الأولى مشاريع تجارية ،وأستقر في عمان منذ عام 2010م متنقلا بين مسقط وصلالة!!
– في الأسبوع الماضي ،عاد بن مساعد إلى شبوة بعد غياب طويل ،وبعد صمت يشابه صمت القبور.. حيث عادت إليه الحياة من جديد.. وينحدر بن مساعد من قبيلة المرازيق ((أهل جباه)) وهو من بيت قبلي معروف ..والتحق بالحزب الاشتراكي مبكرا ،وله سجل دموي في شبوة، لم تسلم منه قبيلة المرازيق نفسها بواسطة رفيق دربه عبد الرحيم عتيق.!!
– عندما غزا الحوثي وحليفه صالح الجنوب وشبوه ،خرج رجالها الأحرار يدافعون عن كرامتهم وأرضهم، في الوقت الذي كان بن مساعد يتابع أرصدته في البنوك، ويستجم بين فنادق دبي ومسقط وصلالة ،وغادرته الحمية أو الشعور بالانتماء إلي شبوة بل والجنوب .!!
– سقط في المعارك من أبناء شبوة الباسلة حوالي ألف شهيد من مختلف القبائل ودفعت ثمنا باهظا من رجالها …تغنى بهم الشعراء كما ذكرهم الشاعر اليافعي وقال:
ضحوا بكم من جيد حامل بندقه
وكم من أحمر عين لله ارتقي
لا عاش منا من ينكس بيرقه
باركز على كور العوالق بيرقي
– ومن الغريب على بن مساعد، أن يتفاخر بتضحيات شبوة ولم يكن له شرف المشاركة في معاركها وجبهاتها !!
– وإذا كان يعرف العيب والأصول ،كان الأجدر به أن يصمت، أو ليقل خيرا … بل وصلت به الصلافة ،أن قال على من لم يوافق على رأيه من رجال شبوة الشرفاء أن يصفهم بالنعاج!!!؟
– ومن العيب لمن يعرف العيب، أن ينعت دول التحالف العربي ،بأنها من هدم وخرب في شبوة ..والحرب لازالت مشتعلة ؟ إن وراء الأكمة ما ورائها !‍!
– ولكن الحق ليس عليه… الحق على من حضر خطاباته ‍!!
من أولئك الذين لازالوا يعبدون الأصنام والجبابرة، وأحلام الثورة البائسة وشعاراتها ،وهو يدعوهم للتوقيع على وثيقة الصلح العام ..لأنه لازال يسمع صرخات ضحاياه من الذين قضوا ،وتراوده كوابيسهم في أحلامه !!
أما الأحياء منهم فقد جاهروا علانية في رفضهم لمشاريعه الهدامة المرسل من أجلها لاستعادة مجده الغابر، الذي غابت شمسه مع سنين عمره وافلت نجومه ولياليه!!
– وأخيرا أقول : أننا لا نريد إقصاء احد من أبناء شبوة عن المشاركة في بناء الوطن وهو يتسع للجميع .. وبن مساعد منا وفينا ومن نسجينا ولا ندعوا إلى تصفية حسابات أو ثارات أو تأجيج الفتن وشب نيرانها من جديد …. ولكننا لا نريد استغفالنا .. وتمرير مشاريع تضر بمصلحة الوطن والمواطن
– فالمرازيق رجال المتارس وفرسان المعارك الشجعان لا يرتضون لأحد منهم مهما علا كعبه أن يسخر من شبوة ورجالها ويصفهم بالنعاج !!!!
– والدين النصيحة والفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها!!.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.