“الواقع الجديد” الاثنين 17 سبتمبر 2018م /خاص
جاء تدشين العام الدراسي الجديد ليذكّر من جديد بالمعاناة الكارثية لقطاع التعليم في اليمن في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية وجراء تداعيات الحروب العبثية التي تشعلها واتخاذها خطوات مدمرة بزرع عناصرها في المدارس والمراكز التربوية.
ويقول (أمين م. م) وكيل مدرسة في إحدى مناطق سيطرة الحوثيين يطلب عدم ذكر اسمه إن العام الدراسي الجديد مع استمرار سيطرة الميليشيات في العديد من المحافظات ومنها العاصمة صنعاء يعبر عن بداية رحلة مأساوية جديدة من المعاناة وانه الخطوات والقرارات الحوثية على رأس الستهديدات .
ويؤكد أن بقاء العملية التعليمية مسؤولية مشتركة على الجميع دعمها فلا يمكن تصور أن يمر العام بلا مدارس رغم أن التعليم اصبح في وضع المنهار بسبب سيطرة الميليشيات وتدخلاتها في العملية التعليمية والتعيينات ورفضها تسليم رواتب المعلمين المنقطعة منذ عامين.
من جانبه ، يكشف قايد مصلح وهو مدرس رياضيات في مدرسة ثانوية بصنعاء ان المدارس لم تعد ذلك الزخم الذي كان مع بداية كل عام دراسي حيث ان هناك العديد من العوامل التي تفسد أهمية المناسبة ليس أقلها أن المعلم يعيش ظروفا صعبة بسبب الأزمة ولا يتسلم راتبه الاساسي الذي لم يعد يكفي شيئاً مع ارتفاع الأسعار ، .
مذبحة تعيينات
وبالتزامن مع العام الدراسي الجديد يكشف مسؤول في وزارة التربية طلب عدم تسميته في تصريح لـ اليمن العربي أن الميليشيات استغلت الفترة التي احداث ديسمبر العام الماضي ، لتعبث أكثر من أي وقت سابق بالعملية التعليمية ، حيث قامت بموجة جديدة من تعديلات المناهج وإقصاء أعداد كبيرة من المعلمين ومدراء المدارس من الذين كانوا محسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام .
ومؤخراً كشف وثيقة عن قيام الميليشيات الحوثية بإصدار قرار بتغيير 36 من مديري المدارس الحكومية في منطقتين بأمانة العاصمة بآخرين من الموالين لها في احد أخطر الاجراءات التي تقوم بها الميليشيات لحوثنة التعليم والتحكم بهذا القطاع الهام.
ووفقاً لوكالة خبر التابعة للمؤتمر، أصدر مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، الذي يديره الحوثيون قراراً إدارياً رقم ( 417) لسنة 2018 بشأن تدوير 24 شخصا من مدراء مدارس منطقة السبعين بآخرين أغلبهم من الموالين لجماعة الحوثي. كما أصدر المكتب ذاته المختطف بيد الحوثيين قراراً إدارياً رقم (408) بشأن تدوير وتغيير 12 من مدراء مدارس منطقة الثورة بآخرين من عناصرها والموالين لها.
وتوضح أسماء مديري المدارس، كما أظهرت الوثائق، النهج التمييزي والعنصري لمليشيا الحوثي في التغييرات وعملية التدوير التي أجرتها، حيث أغلب الأسماء هم من عناصرها المنتمين للسلالة من ذوي الألقاب الهاشمية من عناصرها .
استهداف تعليم البنات
كما كشفت تقارير صحفية مؤخراً، ذأن يحيى الحوثي، شقيق عبد الملك الحوثي وزير الجماعة للتربية والتعليم في حكومة الحوثي، اتخذ قراراً يقضي بتحويل مدارس الفتيات المجاورة لمدارس البنين إلى مدارس للبنين، ونقل الفتيات إلى مدارس كانت مخصصة للبنين، وهي الخطوة التي قال معلمون إن تحاول التأثير على قدرة الفتيات على مواصلة التعليم بسبب ما تفرضه التعيينات .
تعديلات المناهج
ومعروف ان الميليشيات بدأت منذ سنوات بعمليات تدخل في المناهج الدراسية بدوافع طائفية تهدف من خلالها الى تحويل التعليم إلى مؤسسة تعبوية لصالح الحوثي وأفكاره المذهبية الهدامة حسب وصف بعض المصادر.
دور الحكومة
يقول مراقبون لـ اليمن العربي إن قطاع التعليم هو القطاع الأهم بالنسبة لملايين الأطفال الذي هم حركة المستقبل ويؤكدون على أن الدور الحكومي في الشرعية بالحد من تدخلات الميليشيات في التعليم دون المستوى المطلوب ، حيث بامكانها عمل الكثير بالمتابعة والمواقف والاتصالات مع المنظمات المعنية بالتعليم على الاقل والحرص على دفع رواتب المعلمين .