((الواقع الجديد)) الخميس 6 سبتمبر 2018م / متابعات
وجدت الفتاة اليمنية رشاد عبدالكافي نفسها مطاردة بين ثلاث مدن، أولها عاصمة بلدها صنعاء، التي اضطرت لمغادرتها بعد سيطرة الحوثيين عليها، عام 2014، ولم يكن لجوؤها للمدينة الثانية تعز طويلا، حيث اكتوت الناشطة ذات الميول اليسارية بنار حزب الإصلاح الإخواني، وفصائله المسلحة في هذه المحافظة، على خلفية مواقفها المعارضة للجماعات المتطرفة لتجد نفسها تعيش يوميات اللجوء والعلاج في شوارع العاصمة المصرية القاهرة.
وتشرح الفتاة اليسارية لـ”إرم نيوز” معاناتها بين الحوثيين والمتطرفين من تنظيم داعش وحزب الإصلاح اليمني الإخواني قائلة: “في الأول كان التهديد من قبل أصحاب تنظيم داعش، ثم عانيت من تهديد الإصلاح بأسماء مستعارة في مواقع التواصل الاجتماعي، الآن يهددونني بالتصفية والمحاكمة إذا لم أتوقف عن الكتابة ضدهم، ويهددونني بتصفية أحد من أهلي، حتى يثبتوا لي أنهم قادرون على تصفية أي حد”.
الفتاة العشرينية التي خاضت معركة غير متكافئة في الأشهر الأولى لسيطرة الميليشيات الحوثية على صنعاء، أسلحتها اليافطات والهتافات والاحتجاجات السلمية، حتى وجدت نفسها مجبرة على ترك كلية الإعلام بجامعة صنعاء، والتي كانت تدرس فيها في السنة الثالثة، لتشد الرحال إلى مسقط رأسها بمحافظة تعز، لتبدأ من هناك قصة نضال مسلح ضد التواجد الحوثي في المدينة.
انخرطت الناشطة السياسية وعضوة الحزب الاشتراكي اليمني في مكونات المقاومة الشعبية المسلحة منذ وقت مبكر، لتقود الفصيل النسائي باللواء 35 مدرع، ضمن أول دفعة نسائية عسكرية، قبل أن تتحمل لاحقاً قيادة قائد الشرطة النسائية في اللواء، وطوال سنوات الخدمة في القوات المسلحة شاركت رشا مع زميلاتها في تأمين المناطق من المتسللين بزي نساء في “خطوط التماس” بالإضافة الى “اقتحام المنازل التي لا يستطيع الجيش الدخول إليها بسبب وجود العوائل.
تركت كل شيء خلفها وفرت إلى الفراغ، هي اليوم تسعى بكل جهدها إلى أن تلملم سنوات عمرها التي تبعثرت بشكل محزن، لتبدأ من القاهرة حكاية جديدة من النضال من أجل الحياة.
وتقول رشا إن الذي يخيفها حقاً أن تضطر وسط متطلبات الحياة في مصر إلى أن تعود إلى تعز، لتكون وجهًا لوجه مع المجهول، وتنهي حديثها بالقول”أنا حاليا في فترة علاج وأهلي تعبوا وهم يصرفون على علاجي، الذي سينتهي الشهر الحالي، مع احتمال الاضطرار للعودة إلى تعز، مع أني أعرف أني ستتم تصفيتي”.