((الواقع الجديد)) الاربعاء 12 اكتوبر 2016/ المكلا
حاوره : أ. علي سالمين العوبثاني
“الحلقة الأولى”
الحياة الاجتماعية في الريف لها نظمها التي توارثها الأجداد والآباء الذين كان لهم دور في التاريخ الحضرمي ، وارتباطهم بعلاقات مصاهرة امتدت مع كل القبائل بود ووئام وبراءة ونقاء وفطرة سوية ، في ظل علاقات أخوية تسودها المحبة والشروع القبلية الوافية التي من أهم بنودها ” نصرة المظلوم والأخذ بيد الظالم لثنيه عن ظلمه ” وكانوا يقيمون وزنا لحق الجوار والتعايش السلمي وإكرام الضيف وإعانة المحتاجين والتعامل بصدق ونوايا مخلصة وحسنة تجاه كل الناس .. البعيد منهم قبل القريب .. والتضحية من أجل نصرة الحق حتى ولو تطلب ذلك تقديم حياتهم ثمنا .. والقبول بالآخر ، وعدم الخروج عن الأعراف والتقاليد التي رسمها أجدادهم الذين اتصفوا بالحكمة والشجاعة ، حيث كان الناس في القديم شركاء في أساسيات الحياة الثلاث : ( الماء والكلا والهواء )..يأتي هذا وفق نظام عام عادل يحكم العلاقات في حضرموت مع مراعاة خصوصية كل منطقة عن الأخرى ، وهذا لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة جهود مضنية بذلها مقادمة القبائل مع مرجعياتهم من المناصب الهاشميين ومناصب المشايخ .. فأثمرت عن عرف جمعي ،في الجانب ( الحقوقي -القبلي – الاجتماعي ) ،فكان موضع احترام الجميع ، حيث بينت بنوده وفقراته كل ما يتعلق من شئون الحياة ، وما صدر من أحكام صارمة وعلاقتها بقضايا الأنفس والأعراض والممتلكات التي يتم تطبيقها على كل فرد من أفراد المجتمع بكل فئاته وطبقاته وشرائحه .. وكان الكل يعرف مقامه وماله وما عليه بحسب الأعراف .
في الحلقة القادمة سنبحر مع الأخ عمر علي بن كردوس ونضع أسئلتنا عليه ، التي قمنا بتجهيزها له .. ليجيب عليها بإجابة مفصلة ..انتظرونا قرائي الأعزاء .