الإثنين , 23 ديسمبر 2024
%d8%b7

مئات الاف الزوار الشيعية يحيون ذكرى عاشوراء في كربلاء

((الواقع الجديد)) وكالة فرانس برس – كربلاء- الاربعاء 12 اكتوبر 2016

احيا مئات الاف الزوار الشيعة الاربعاء ذكرى عاشوراء عند مرقد الامام الحسين في مدينة كربلاء العراقية التي اتشحت بالسواد وسط اجراءات امنية مشددة.

واستقبلت كربلاء (وسط العراق) حيث مرقد الامام الحسين واخيه العباس خلال الايام الماضية مئات الاف الزوار بينهم عرب واجانب وآخرون من مختلف مناطق العراق وسط اجراءات امنية مشددة ينفذها حوالى 30 الف عنصر من قوات الامن.

وفي دول اخرى احيا الشيعة ايضا ذكرى عاشوراء وخصوصا في ايران ولبنان لكن في افغانستان كانت المراسم دامية حيث وقع اعتداءان في مسجدين الثلاثاء في كابول اسفر عن 16 قتيلا على الاقل، في حين ادى اعتداء ثالث الاربعاء في بلخ الى مقتل 14 شخصا.

في كربلاء، قال مسؤول الشعائر الحسينية في مرقد الامام الحسين رياض السلمان لوكالة فرانس برس “شارك اكثر من مليون و200 الف زائر في احياء العاشر من محرم في كربلاء”.

وقام الاف من الزوار الليلة الماضية بممارسة اللطم والضرب بالسلاسل تزامنا مع اناشيد تحكي قصة الامام، حول المرقد.

وعند الصباح بدأت مجاميع من الزوار بممارسة الضرب بالسيف على الرؤوس، فيما جلست حشود هائلة بينهم نساء واطفال منذ الصباح الباكر، حول مرقد الامام الحسين للاستماع الى قصة واقعة الطف عبر مكبرات صوت نشرت حول المرقد، وفقا لمراسل فرانس برس.

ويقوم اغلب الزوار الذين ارتدوا ملابس سوداء باللطم على الصدور وضرب الرؤوس والبكاء خلال سماعهم القصة.

ورفعت رايات اسلامية اغلبها سوداء فوق المباني في كربلاء تعبيرا عن الحزن في ذكرى مقتل الامام الحسين.

في غضون ذلك، واصلت قوات امنية تنفيذ خطة واسعة لحماية الزوار من اي تهديد.

وقال اللواء الركن قيس خلف رحيمة قائد عمليات الفرات الاوسط لفرانس برس “نفذنا خطة امنية من خلال استنفار لقوات من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومشاركة الفي متطوع بينهم 600 امرأة، لحماية الزوار”.

وشاركت طائرات مروحية واخرى مسيرة في مراقبة تطبيق الخطة ومراقبة المناطق الصحرواية غرب كربلاء، وفقا للمصدر.

واكد رحيمة “ستواصل قواتنا الامنية تنفيذ الخطة حتى بعد انتهاء مراسم الزيارة بهدف حماية الزوار وتنظيم مغادرتهم” من كربلاء.

ــ “رسالة الى السياسيين” ـ

واكتظت شوارع كربلاء التي غطاها السواد حزنا على مقتل الامام بالزوار الذين جاؤوا من دول مختلفة عربية واجنبية ومناطق متفرقة في العراق.

واعتبر بعض الزوار احياء هذه الذكرى المؤلمة رسالة للسياسيين العراقيين فيما اكد آخرون انها تشكل تحديا للارهاب.

وقال كريم حسين (40 عاما) من اهل البصرة ان “احياء ذكرى الامام الحسين رسالة الى السياسيين من اجل ان يصلحوا انفسهم لانه انتفض وثار ضد حكام فاسدين”.

بدوره، قال سعد جاسم (35 عاما) وهو موظف حكومي من محافظة النجف، “سنواصل احياء ذكرى الامام رغم التهديدات الارهابية”.

وانتهت المراسم بعد ظهر الاربعاء بعد “ركضة طويريج”، احد طقوس احياء هذه الذكرى.

وقال حيدر السلامي مدير اعلام العتبة الحسينية لفرانس برس “شارك مليونا زائر في ركضة طويريج”.

وقطع المشاركون في هذه الشعيرة مسافة خمسة كلم تنتهي عند مرقد الأمام الحسين وقاموا باحراق خيم قرب المرقد مشابهة لتلك التي كانت تجمع عائلة الأمام لاستذكار ما فعل جيش يزيد بن معاوية في واقعة الطف.

واعلنت السلطات المحلية في كربلاء عطلة رسمية في المحافظة اعتبارا من الثلاثاء وحتى الخميس بهدف تنظيم الزيارة، وفقا لمراسل فرانس برس.

وقال اللواء الركن قيس خلف رحيمة قائد عمليات الفرات الاوسط خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء الزيارة عقده في كربلاء “شارك اربعة ملايين ونصف مليون زائر اداء الزيارة منذ بداية شهر محرم، بينهم نصف مليون زائر عربي واجنبي”.

واستمر توافد الزوار الى كربلاء طوال ايام عدة لتأدية الزيارة التي تمثل قدسية كبيرة لدى الشيعة الاثني عشرية.

وفي اماكن اخرى بالعالم، نظمت ايضا مراسم احياء ذكرى عاشوراء واتخذت طابعا سياسيا في لبنان حيث اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان “مئات الالاف” من المقاتلين اليمنيين “سينتصرون” ضد السعودية التي تقود تحالفا عربيا يشن غارات ضد الحوثيين في اليمن.

وقال نصرالله أمام الآلاف من مناصريه في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، “في اليمن مئات الالاف من المقاتلين الشجعان الصابرين الصامتين الذين لا تخيفهم لا الجبال ولا الصحاري، قاتلوا اكثر من سنة ونصف وما زالوا يقاتلون”.

وفي افغانستان قتل اكثر من ثلاثين شخصا في سلسلة اعتداءات خلال مراسم احياء ذكرى عاشوراء بحسب ما اعلنت وزارة الداخلية.

واسفر اعتداءان وقعا في كابول مساء الثلاثاء، عن 17 قتيلا و62 جريحا، فيما اسفر الاعتداء على مسجد في بلخ الاربعاء عن 14 قتيلا و28 جريحا.

ويحيي الشيعة واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين (ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية) مع عدد من افراد عائلته عام 680 ميلادية، ويمثل الحادث الاكثر مأسوية في تاريخهم.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.