((الواقع الجديد)) السبت 23 يونيو 2018م / متابعات
تناولت صحيفة سعودية طبيعة حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، واصفةً إياه بـ”الخبيث”، ومعتبرةً أن الإخوان لا يقلون خطرًا عن التمدد الإيراني في المنطقة.
وأشار مقال نُشر في عدد الخميس من النسخة الورقية لصحيفة الرياض، إلى أن حزب الإصلاح لم يُطلق دعوته لأنصاره بالانقلاب على ميليشيا الحوثي إلا بعد هزيمتها في معركة الحديدة.
واتهم المقال، الذي حمل عنوان “إخوان اليمن والتكتيكات الخبيثة للركوب على معركة تحرير الحديدة”، حزب الإصلاح بأنه يسعى لإيجاد موطئ قدم على الخارطة السياسية لليمن في فترة ما بعد الحوثي، محذّرًا من السقوط في “فخ التكتيكات الإخوانية”.
ووصف المقال المؤيدين لبيان حزب الإصلاح عن معركة تحرير الحديدة بـ”الغافلين”، مشيرًا إلى أنهم (الغافلين) ذهبوا إلى حد التطبيل لهذا القرار.
وقال: “كنا على يقين أن الجماعة (حزب الإصلاح) ستتبنى هذا الموقف (معارضة الحوثيين) بمجرد أن يتبين لها الخيط الأبيض من الأسود من مجريات الحرب في اليمن”.
وأضاف أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها تتبع تكتيكًا ثابتًا يقضي بالعمل دائمًا على الركوب على الأحداث وعلى مجهودات الغير، دون محاولةٍ للعب أي دور في خلق الفعل السياسي أو العسكري.
ووصف حزب الإصلاح بأنه “كيان خبيث”، وأن “السياق الزمني الذي صدر فيه البيان كان على بعد خطوات من الحسم العسكري على جبهة الحديدة، حيث كانت تفصل القوات اليمنية المشتركة، بإسناد من قوات التحالف العربي، أمتار قليلة على اقتحام مطار المدينة ووضع اليد على إحدى أهم النقط الاستراتيجية التي تسبق التحرير الكامل للساحل الغربي لليمن، وهو المكسب الاستراتيجي الذي تحقق عمليًا، أول أمس الثلاثاء، بعدما استطاعت القوات المشتركة اقتحام مطار المدينة وطرد فلول الحوثي منه.”
وذكر المقال أن بيان الإصلاح مرتبط بحصر الدعوة إلى الانقلاب على الحوثي بمدينة الحديدة فقط، دون باقي المحافظات التي ما زال للحوثي اليد العليا فيها.
وأضاف أن “هذا التعامل الخبيث للتنظيم الإخواني يكشف محاولة الركوب على التضحيات الجسام التي تم تقديمها لتحرير المدينة من قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية، رغم محاولة التنظيم الإيحاء أن النداء هو توجيه لجميع أعضاء التنظيم وأجنحته العسكرية في جميع ربوع اليمن.”
وأوضح أن “هذا الموقف المتوقع من التنظيم الإخواني في اليمن، لا يزيدنا إلا يقينًا بحقيقة الطبيعة الوصولية والانتهازية للتنظيمات الإخوانية، ويدفعنا أيضًا إلى التحذير من مغبة الانجرار وراء الأطروحة الإخوانية والتي تحاول أن تقطف ثمار سنوات من الصراع الذي لم تكن يومًا طرفًا فيه.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان ممثلة بحزب الإصلاح ظلت على الهامش تتبنى تكتيكات المنطقة الرمادية، والانتظار إلى أية جهة ستميل كفة الصراع لتميل إليها وتنقلب على الطرف المنهزم.
واختتم المقال بالتحذير من أن الخطر “الإخواني” على المنطقة لا يقل في جوهره وإكراهاته عن الخطر “الصفوي الإيراني”، إن لم يكن يتخطاه بكثير.
وقد أثار مقال الصحيفة ردودًا واسعة في اليمن، خاصة أن تقارير إعلامية ومصادر يمنية رصدت مؤخرًا سلسلة تحركات وصفت بالمشبوهة من قبل حزب الإصلاح في اليمن.
ومن هذه التحركات تواتر الأنباء عن تنازل الحزب ميدانيًا عن بعض المواقع الاستراتيجية لصالح الحوثيين؛ لتخفيف الضغط عليهم في الحديدة التي أظهر فيها إعلام قطر، وهو عادةً الناطق بلسان سياسات تنظيم الإخوان، ميلًا واضحًا لصالح الميليشيات التابعة لإيران.