((الواقع الجديد)) الثلاثاء 5 يونيو 2018م / متابعات
احتوت وساطة قبلية توتراً مسلحاً، عقب اشتباكات بالأيدي، بين مواطنين وعناصر مسلحة موالية لمليشيات الحوثي بمحافظة صنعاء، ووقعت الاشتباكات بين أبناء قرية “بيت رجال”، مديرية بني مطر، ومرافقين لمشرف المليشيات في القرية المأهولة بالسكان والواقعة خلف جبل عيبان من الاتجاه الغربي.
وحسب مصادر محلية وشهود عيان، فقد رفض أبناء القرية يوم الجمعة 1 يونيو الجاري، خطيباً حوثياً استقدمته المليشيات بمعية المشرف الحوثي بالمنطقة أبو محمد مطير، لإلقاء خطبة الجمعة في مسجد القرية، وإلقاء محاضرات في مجالس القرية في إطار ما تسميها المليشيات “حملة إرشادية توعوية”، يستجدي خلالها خطباء ومشرفو الحوثي المواطنين “لرفد الجبهات بالمال والرجال”، مستخدمين أساليب ترغيبية حيناً وترهيبية حيناً آخر.
ومنع أبناء القرية، المرشد الحوثي من صعود منبر المسجد، ما أثار انفعال المشرف الحوثي هناك، وتبادل مع مصلين في المسجد ملاسنات كلامية تطورت إلى اشتباكات بالأيدي وإطلاق أعيرة الرصاص جواً، وانتهت بإخراج الخطيب الحوثي مع المشرف من المسجد، ليتجدد الخلاف بعد لحظات، إلى توتر مسلّح حينما انتشر مسلحون من أبناء القرية مقابل مرافقي المشرف الحوثي الذين طوقوا المسجد بهدف فرض الخطيب الحوثي على المصلين تحت تهديد السلاح.
مسلحون من أبناء القرية يحاصرون المليشيات
تهديد عناصر المليشيات الحوثية، بفرض خطيبهم قوبل بتهديد مماثل لمسلحين من أبناء القرية انتشروا خارج وحول محيط القرية متخذين مواقع تمترس قتالية مطالبين باخراج الخطيب والمشرف الحوثي ومرافقيهم في غضون ساعات قليلة، واستعادة “الأموال التي نهبوها” من أبناء القرية تحت عناوين “مجهود حربي” وزكاة المحاصيل النقدية الزراعية والحبوب والفواكه في مزارع القرية.
وقالت مصادر قبلية ضمن فريق الوساطة لـ”نيوز يمن”، إن وساطة قبلية تدخلت لاحتواء حالة الاحتقان، وتمكنت من إخراج مليشيات الحوثي من قرية بيت رجال، وأن الوساطة تعهدت لأبناء القرية بعدم دخول مشرف الحوثي القرية مرة أخرى،
وقرية بيت رجال، تعد من أوائل قرى محافظة صنعاء، التي توغلت مليشيات الحوثي استبداداً بسكانها إثر قصف طيران “التحالف” العربي الذي تقوده السعودية، القرية بثلاث غارات أسفرت عن سقوط 5 قتلى و7 جرحى من أسرتين في 6 أبريل من العام 2015م.
بوادر احتقان مجتمعي علني ضد المليشيات
وفي سياق متصل بحالة الاحتقان المجتمعي ضد مليشيات الحوثي، ذكرت مصادر محلية، بمدينة متنة، مركز مديرية بنى مطر، أن مصلين طردوا الأسبوع الماضي خطيباً حوثياً من مسجد الكندي “القديم”، حينما أراد إلقاء فقرات من ملازم مليشيات الحوثي وخطب مزعومة سابقة لمؤسس الجماعة حسين الحوثي عقب صلاة العصر.
وقالت مصادر محلية ” إن عدداً من كبار السن في المنطقة، أخرجوا الخطيب الحوثي من المسجد على وقع كلمات تهكمية مفعمة بالسخرية ألقوها في مسامعه، أوردت المصادر منها قولهم: “روح لك يا ولدي قد إحنا على باب كريم وسيدنا وسيدك الله ..”!
حملات استجداء حوثية في 3 محافظات
وبمقابل هزائمها العسكرية المتوالية في أكثر من جبهة ومحور عسكري، استنفرت مليشيات الحوثي المئات من موظفي وزارة الأوقاف والإرشاد، وبعض مدراء مكاتب الأوقاف بمديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، والمختصين بشؤون الوعظ والإرشاد، في حملة ميدانية انطلقت من العاصمة صنعاء، مروراً بمحافظة صنعاء، وحتى محافظة الحديدة (غرب اليمن).
وعلم “نيوز يمن” من مصادر في وزارة الأوقاف، أن المليشيات تخطط لإلحاق الخطباء والوعاظ المرشدين المشاركين في الحملة، بجبهات القتال في محافظة الحديدة، لمواجهة ما يسمونها “قوى العدوان وإفشال مخططاتها الرامية لاحتلال محافظة الحديدة والسيطرة على مينائها الحيوي”.