((الواقع الجديد)) الأحد 20 مايو 2018 / المكلا
حسين شاجره
قديمًا قال أحد الحكماء «لا تُرمى بالحجر إلا الشجرة المثمرة»، والشجرة المثمرة لا يرميها إلا جاحد أو معتوه أو من يريد أن يسرق ثمراتها، وهذا ما بات يجسد اليوم على مستوى المنطقة الإمارات العربية المتحدة (الشجرة المثمرة) وبعض الناهقين الذين ينكرون جميلها (الإخوان المسلمين)..
منذ أن بدأت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بمطالبة قطر بكف الأذى، والتوقف عن دعم الإرهاب، شعر الإرهابيون وأهل الإسلام السياسي بالخطر المحدق بهم، وأن الشعوب العربية ستكشف “جنتهم” المزيفة التي يتخذونها شعارًا للوصول إلى مبتغاهم في مختلف حياتهم الدنيوية، أكانت سياسية أو اقتصادية أو مآرب أخرى في زعزعة أمن واستقرار الشعوب كما فعلوه في 2011، وخدعوا الشعوب بثورات أصبحت وبالًا على الجميع.
حولأن السعودية والإمارات أصبحتا الحامي والحارس في منطقة الخليج لأبناء شبه الجزيرة العربية، فقد كشفتا زيف الإسلام السياسي، وكشفت الممولين للإرهاب، ولا تريد أن تغض الطرف؛ لأن غير ذلك سيكون لعبًا في النار ستحرق المنطقة بشكل أكبر لا يحمد عقباه، وبحسن النية دعتا قطر إلى قطع المعونة عن الإرهاب، لكن كان الرد القطري غير متوقعًا بالنسبة للشعوب عبر استكبار قطر، واعتبرت أن ذلك يمس سيادتها، تضامن معها الإخوان المسلمون، وتعدوا على الإسلام، وأصبحوا يكفرون كل من لا يروق لهم، أو من يدعم موقف الإمارات سواء في المنطقة بشكل عام أو في اليمن بشكل خاص.
وبالحديث عن ما تعانيه الإمارات في اليمن، فإن قطر مولت جهات عدة ومنابر لا حصر لها وأوكلت لهم مهمة الثأر لها من الإمارات وإن كان ذلك على حساب دماء اليمنيين، بل وصلت إلى نجل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي بدوره مول عدد من أصدقائه الصحفيين الإخوانيين، بل وانشأ لبعضهم مواقع الكترونية مهمتها التشكيك بدور الإمارات العربية المتحدة في اليمن، رغم وضوح دورها ونيتها الحقيقية في إنهاء معاناة اليمنيين من الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران وإرهاب الإخوان المسلمين وقاعدتها وداعشيتها المدعوم من قطر وتركيا.
من بين هؤلاء الداعية الدموي، الصحفي اليمني أنيس منصور الذي يمتلك موقع وصحيفة “هنا عدن”، ويديره من المملكة العربية السعودية التي تحتضنه، وتتلقى منه طعنات سرية، لا يجب أن يستمر السكوت عن ذلك.
فبعد النجاح الذي حققته الإمارات العربية المتحدة وقواتها في الساحل الغربي والجنوب اليمني، وتوقف الإخوان المسلمين في جبهات نهم القريبة جدًا من صنعاء لثلاث سنوات ونيّف دون أن يحققوا أي نتائج ملموسة على الأرض، وبعد التلاحم الشعبي اليمني وانضمام طارق محمد عبدالله صالح إلى معركة الساحل الغربي وحقق هناك نتائج أكثر من جيدة، شعر الإخوان المسلمون أن حقيقتهم ستنكشف، وهم في خطر، وأن تجارتهم في دماء اليمنيين ودورهم المحوري في استنزاف دول التحالف العربي في اليمن قاب قوسين أو أدنى من كشف حقيقتها، فلجأوا بإحداث خطة لإخماد تلك الانتصارات، ولتشكيك بدور الإمارات في مساعدة اليمنيين بدحر الإرهاب ومليشيات إيران من اليمن.
استغلت قيادة الإخوان المسلمين، المنصب الذي يتبوأه أنيس منصور كملحق إعلامي في السفارة السعودية، ونفوذه لدى جلال هادي نجل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يقاتل التحالف من أجل شرعية والده وحرية اليمنيين، واتفقوا على خطط إعلامية ضخمها تدشنها منصات إعلامية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، مهمتها التشكيك بدور الإمارات العربية المتحدة، وإيهام اليمنيين على أنها دولة لها مطامع في اليمن، ولست أدري ما تلك المطامع؟!
أنيس منصور استطاع وبناء على توجيه وقيادات إخوانية وبدعم قطري، التواصل مع أكبر عدد من النشطاء السياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في كل من السعودية وقطر وتركيا واليمن، وكوّن حسابات أخرى تصل إلى 15 حسابًا على تويتر، ومثلها في الفيس بوك، إضافة إلى دعم أكثر من سبع مواقع الكترونية إخبارية، وجلها تم تأسيسها وإنشاءها من أجل مهاجمة الإمارات والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تارة بدعوى أطماع الإمارات في سقطرى، وتارة أطماع السعودية في المهرة، وحينًا فشل التحالف في اليمن!
هذا الحديث وهذا الكم من الهجوم على دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى تحالف تقوده المملكة العربية السعودية جلهم يعملون من أجل اليمنيين، ومن شخص محسوب على الشرعية في اليمن، وملحق إعلامي ويقيم في دولة هي تقود التحالف العربي، يدل على أن هناك تواصل كبير مع الحوثيين وليس مستبعد مع إيران، كون من يهاجم الشجرة المثمرة ولا يرعى نعيمها، فالخيانة منه واردة.
لاحظنا مؤخرًا التناسق الإعلامي بين قيادات وقواعد إخوان اليمن والحوثيين، فيما يخص البلبلة التي أحدثوها وصنعوا منها أزمة من لا شيء، وأوهموا الشعب أن الإمارات لها أطماع “احتلال” في اليمن، والغرض من ذلك هو تأليب الشعب اليمني ضد التحالف ككل، وخدمةً للحوثية بع
د أن فشلوا في تجميع مقاتلين، ويعانون من انهيارات كبيرة في الجبهات، وجاءت تلك الحملة ضد الإمارات التي يقودها أنيس منصور وجلال هادي وبتمويل ثلاثي قطري تركي إيراني، كطوق نجاة للحوثيين، الذين استطاعوا من خلال تلك الشائعات تجميع ما يزيد عن ألف مقاتل من قبائل محيطة بصنعاء التي كانت ترفض مد الحوثيين بهم.
قد يقول قائل كيف يمكن لأنيس منصور أو الإخوان المسلمون أن يتعاملوا مع الحوثيين، وهم علنًا يساندون التحالف، ويهاجمون الحوثية؟
فالرد على من يقول أو يتساءل بمثل هذه الأسئلة، هذا هو حال السياسية، فالمصالح هي من تحكم وتسيطر على الوضع، فمصالح الإخوان المسلمون هي قطر، وقطر ضد الإمارات والتحالف، بل يُسمح لرجل المخابرات في الشارع أن يهاجم الدولة ورئيس حكومتها ويذمهم بعبارات بذيئة من أجل أن يخرج من العامة كم هائل من المعلومات لإفشال أي حدث يخطط لها المجرمون، وهذا هو حال الإخوان في اليمن.. فهم يعلمون للاستخبارات الإيرانية والقطرية للإضرار بمصالح دول التحالف العربي خدمةً للحوثية.