((الواقع الجديد)) الثلاثاء 11 أكتوبر 2016 / روسيا 2018
يتطلع المنتخب السوري إلى تحقيق مزيد من النجاحات بعد النتائج الإيجابية التي حققها حتى الآن في منافسات المجموعة الأولى ضمن الدور الحاسم من تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات مونديال روسيا 2018.
وعلى الرغم من احتلاله المركز الرابع برصيد 4 نقاط بعد ثلاث جولات، إلا أن فوزه على الصين على أرضها وبين جمهورها الخميس الفائت 1-صفر أسعد السوريين وأصبح شعار “أنت سوري ارفع راسك” متداولاً في الشارع الرياضي على خلفية الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.
وأصبح الحديث عن “رجولة اللاعبين وروحهم العالية وتحديهم للظروف الصعبة” قاسماً مشتركاً في معظم البرامج الرياضية المحلية وفي تحليلات الصحف الرياضية.
وبعد أن كان حلم التأهل إلى مونديال روسيا من المستحيلات قبل انطلاق التصفيات بسبب انعدام فرصة الاستعداد الحقيقي وصعوبة تجميع اللاعبين المحترفين مع المحليين في معسكرات خارجية نتيجة لقلة السيولة المادية من جهة ولاعتذار العديد من الدول الأجنبية والعربية عن ملاقاة المنتخب السوري في مباريات ودية استعدادية، إلا أن السوريين أصبحوا أكثر ثقة وتفاؤلاً بعد التعادل مع كوريا الجنوبية في ماليزيا (البلد التي استضافت المباراة) بدون أهداف ثم الفوز على الصين في ملعبها بهدف دون رد.
وكانت سوريا خسرت أمام مضيفتها أوزبكستان في الجولة الأولى بصعوبة صفر-1.
وبالرغم من صعوبة تحقيق حلم التأهل لمونديال روسيا نظراً لقوة فرق مجموعته التي تضم أيضاً إيران وأوزبكستان وقطر، إلا أن الظهور القوي لمنتخب سوريا حتى انتهاء الجولة الثالثة رفع من منسوب التفاؤل الذي كان بدرجة الصفر قبل انطلاق التصفيات.
ويأمل السوريون أن ينجح منتخبهم غداً الثلاثاء في الدوحة في تجاوز نظيره القطري في الجولة الرابعة في مواجهة مصيرية لقطر التي تتذيل الترتيب دون نقاط من ثلاث خسارات مقابل أربع نقاط لسوريا في المركز الرابع.
وفرض لقاء الغد “المنتظر” نفسه على الشارع المحلي وعلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي وعلى الرغم من الاحداث الدامية، تخصص وقتاً ومكاناً لمنتخبها ولمباراته المنتظرة مع قطر، وتنشر تصريحات اللاعبين وخصوصاً قائد الفريق عبد الرزاق الحسين والمدافع أحمد الصالح اللذين أكدا لوسائل الإعلام المحلية أن مباراة الغد “لا تقبل القسمة على اثنين وأن الفوز هو الخيار الوحيد”.
ومن جهته، اعترف أيمن الحكيم المدير الفني لمنتخب سوريا بصعوبة المباراة وذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده الاثنين في قطر. وقال: “المباراة صعبة ومنتخب قطر يمتلك قدرات جيدة بغض النظر عن موقعه في الترتيب. وصعوبة المباراة كونها مصيرية له”.
وأضاف “منتخبنا جاهز للخروج بنتيجة إيجابية وهدفنا إثبات ذاتنا وإسعاد جمهورنا”.
وعلى الرغم من افتقاده عناصر مهمة كانت ستشكل قوة كبيرة مثل عمر السومة وجهاد الحسين وفراس الخطيب، إلا أن اللاعبين المحليين والآخرين المحترفين نجحوا في تقديم أنفسهم وانتزعوا إعجاب ومحبة الجمهور السوري الذي كان يتمنى تواجد الجميع.
ولم يلبِ السومة هداف الأهلي والدوري السعودي، والحسين لاعب التعاون السعودي الدعوات المتكررة من قبل الاتحاد السوري للعبة للالتحاق بالمنتخب.
أما فراس الخطيب، لاعب الكويت الكويتي، فيغيب عن صفوف منتخب سوريا منذ انطلاق الأحداث الدامية قبل نحو خمس سنوات بعدما اتخذ موقفاً سياسياً معارضاً للنظام قبل أن يتردد مؤخراً بأنه يرغب في العودة واللعب لسوريا.
وكان السومة والحسين غادرا سوريا مع بداية الأحداث ودخلا عالم الاحتراف، الأول في الكويت والثاني في السعودية، قبل أن يستقر السومة في الأهلي السعودي قادماً من القادسية الكويتي.
ويذكر أن منتخبي سوريا والعراق الذي يلعب في المجموعة الثانية، هما الوحيدان اللذان يخوضان مبارياتهما المقررة في أرضهما خارج البلاد بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة.
وهذه المرة الأولى منذ 30 عاماً التي تتأهل فيها سوريا إلى الدور النهائي الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات المونديال.
وسبق لسوريا أن شاركت مرة واحدة في هذا الدور في تصفيات مونديال 1986 وخسرت أمام العراق في مباراة الحسم 1-3 في مدينة الطائف السعودية، وكانا تعادلا في مباراة الذهاب بدمشق دون أهداف وتأهل حينها العراق إلى مونديال المكسيك.
ويتأهل أول وثاني كل من المجموعتين الآسيويتين إلى نهائيات كأس العالم، ويلعب صاحبا المركز الثالث ملحقاً آسيوياً على أن يقابل الفائز منهما في ملحق دولي رابع ترتيب منطقة الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).