الجمعة , 15 نوفمبر 2024
12-01-16-106646668

“انسحاب” القوات السودانية من اليمن.. من يقف وراء الشائعة؟

((الواقع الجديد)) الثلاثاء 1 مايو 2018م / متابعات

 

تتداول وسائل إعلام سودانية منذ يومين شائعة عن توجه الحكومة السودانية إلى سحب قواتها ضمن التحالف العربي من الحرب ضد الحوثيين في اليمن، دون تأكيد رسمي لذلك.

وأصبحت شائعة انسحاب الجيش السوداني من اليمن منذ فترة مادة دسمة لوسائل إعلام عربية، لكن النفي القاطع سرعان ما يصدر عن الجهات الرسمية في البلاد.

بدأت الشائعة الجديدة مطلع أبريل المنصرم، بعدما جاءت دعوة جديدة لانسحاب الجيش السوداني من اليمن، على لسان نائبين من حركة “الإصلاح الآن”، التي يترأسها الإخواني غازي العتباني.

وبعد هذه الدعوة بأيام قليلة سارع وزير الخارجية السوداني المقال إبراهيم غندور، خلال اجتماع مشترك في مكتبه بالعاصمة الخرطوم مع السفير السعودي، علي بن حسن جعفر، والإماراتي حمد بن حسين الجنيبي، والمصري أسامة شلتوت، إلى تأكيد استمرار القوات السودانية في التحالف العربي لإعادة الاستقرار باليمن.

ثم ما لبث النائب المستقل المثير للجدل، أبو القاسم برطم، أن ركب موجة المطالبات بانسحاب الجيش، عبر بيان كتلة قوى التغيير في البرلمان السوداني، التي يترأسها برطم.

وكالعادة فتحت قناة الجزيرة القطرية منبرها لبرطم، في إطار حملة إعلامية تشنها القناة على جهود التحالف العربي في اليمن، وتصاعدت منذ تحقيق الانتصارات الجديدة ضد الحوثيين في الجبهات.

كل ذلك يقول صحفي سوداني “نفخ في الشائعة التي لم تتجاوز دعوات عضّدها منشور مقتضب على موقع فيسبوك للكاتبة الصحفية شمائل النور، قالت فيه إن الجيش السوداني أبلغ القيادة السعودية رسميًا بالانسحاب من اليمن”.

ونشرت صحيفة “أخبار اليوم” تقريرًا مطولًا عن سعي الحكومة السودانية لسحب قواتها من اليمن، منسوبًا لمصدر مجهول، كرر نفس الأسباب التي تُساق كل مرة عند إشاعة نية السودان الانسحاب من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية.

ويقول الصحفي السوداني -الذي فضل حجب هويته- لـ”إرم نيوز”: إن “مثل هذه الإشاعات لها مصدران عادة؛ إما كتلة سياسية تستغل هذه الدعوات لأغراض انتخابية داخلية، أو نشطاء في الإسلام السياسي، تخالف مشاركة الجيش السوداني في حرب اليمن أجنداتهم الحزبية الضيقة، والموجهة من قطر وقوى إقليمية معادية للسعودية والإمارات”.

من جانبه، قلل ربيع عبدالعاطي، القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، من أهمية دعوة مطالبات كتلة التغيير، قائلًا: “لن يكون لها أي تأثير في القرار حتى إن شكلت أغلبية برلمانية”.

وذكر عبدالعاطي، في تصريحات صحفية، يوم أمس الإثنين، أن “المطالبات بسحب القوات هي مسائل برلمانية، لكن القرار في النهاية هو قرار رئاسي وليس له علاقة بالبرلمان، فقرار سحب القوات من عدمه بيد الرئيس، فهذا الأمر لا يدخل في إطار التشريع، فالقرار بيد أعلى قيادي في السلطة التنفيذية وهو الرئيس وبالتالي لا دخل للبرلمان”.
ونفى القيادي في الحزب الحاكم أي دور للبرلمان في مثل هذه القرارات، معتبرًا أن “البرلمان لم يشارك في قرار إرسال القوات، وبالتالي ليس منوطًا به المطالبة بسحب القوات من اليمن، وتلك الدعوات لا تعدو أن تكون مطالب مواطنين، ليست ملزمة للسلطة التنفيذية”.

وطالما نفت السودان مثل هذه الشائعات، معتبرة مشاركة قواتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، “هدفًا استراتيجيًا تسعى لتعزيزه على الدوام؛ بهدف تحقيق الأمن للأمتين الإسلامية والعربية”، كما ورد في نفي سابق على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة السودانية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.