((الواقع الجديد)) الثلاثاء 1 مايو 2018م / متابعات
تفاقمت الخلافات الداخلية بين مليشيا الحوثي والتي انقسمت لأكثر من جناح داخلي، الأمر الذي أدى إلى بروز صراع بيني من أجل النفوذ والسلطة، وسط حالة من التخوين والترهيب والقمع المتبادل.
ونقلت مصادر صحفية الناطقة باسم القوات العسكرية التي يقودها العميد طارق صالح عن مصادر مطلعة، أن القيادي الحوثي “أبو علي الحاكم” قام باعتقال وسجن مدير دائرة التوجيه المعنوي القيادي الحوثي “يحيى محمد المهدي” وهو أحد قياداتها البارزة والموالية للصريع “صالح الصماد”.
وأوضحت المصادر، أن الحاكم قام بنقل يحيى المهدي إلى صعدة واحتجازه في أحد مساجدها، حيث بدأت المليشيا مؤخرًا بتحويل دور العبادة إلى معتقلات سرية.
كما كشفت المصادر عن اعتقال المدعو الروحاني مدير مكتب يحيى المهدي بدائرة التوجيه، وترحيله إلى معتقل في جزيرة كمران لمنع محاولة إخراجه أو الوصول إليه.
وأشارت إلى أن الاعتقال شمل، أيضًا، أتباع المهدي والروحاني بالشعبة المالية للتوجيه وهما “خالد الحصباني” و”محسن معرف”، ولكنهما تمكنا من الفرار قبل أن يتم القبض عليهما ولاتزال المليشيا بقيادة أبو علي الحاكم تبحث عنهما، وقامت بحجز أملاكهما “المنازل” كعقوبة أولية على الهروب.
المصادر أكدت قيام المليشيا بأوامر من عبد الملك الحوثي بتكليف نائب مدير التوجيه المعنوي “علي غالب الحرازي” قائمًا بأعمال المدير.
وشهدت الأيام الأخيرة اتهامات متبادلة بين المليشيات وتصفيات مجهولة كان آخرها مصرع صالح الصماد والذي تتوجه أصابع الاتهام لتصفيته بشكل مباشر إلى محمد علي الحوثي والذي تلقى أوامر مباشرة من عبد الملك الحوثي للتخلص منه.
وقالت المصادر، إن قيام الحوثيين باستحداث سجون سرية في الجزر اليمنية وتحويل المساجد لمعتقلات يأتي في إطار التصفيات الداخلية، والصراع المتصاعد بين أجنحة الحوثيين بهدف توسيع رقعة النفوذ والمصالح والمكاسب المادية بين قيادات الجماعة، كما يعد مؤشراً على حالة الفزع والخوف لدى المليشيا من قرب نهايتها مع اقتراب الجيش اليمني من تحرير المحافظات منهما.
وذكرت المصادر أن عملية تصفية تجري للقيادات المصنفة ضمن جناح “الصماد” عن طريق الاعتقال والملاحقة وفرض الإقامة الجبرية عليها وعزلها من مناصبها والتي عينها أثناء رئاسته لما يسمى المجلس السياسي.
وأفصحت مصادر مقربة من الحوثيين أن الصراع بين أجنحة النفوذ الحوثية محتدم، حيث يسعى كل طرف للتخلص من الآخر، وسط مخاوف حقيقية داخل الجماعة من تحول ذلك إلى صراع مسلح.
وأشارت إلى أن هناك 4 أجنحة حاليا تتصدر الصراع داخل جماعة الحوثي، أحدثها يقودها مهدي المشاط، وهو صهر زعيم الحوثيين الذي تم تعيينه خلفا للصماد، بعد أن كان منضويا ضمن جناح محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى اللجنة الثورية وابن عم زعيم الحوثيين.
وذكرت أن الجناحين الآخرين يقودهما الحاكم الفعلي لصنعاء، عبدالكريم الحوثي (عم زعيم الحوثيين)، وعبدالخالق الحوثي (شقيق زعيم الحوثيين)، ويشكل كل جناح كيانات موالية له ضمن السباق الحثيث بينها للتسلط.