((الواقع الجديد)) الخميس 26 أبريل 2018م / وكالات
أكد رئيس الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر أن إنجازات قوات النخبة الحضرمية ضد الإرهاب في حضرموت عمل يستحق التقدير، مؤكدًا أن النخبة الحضرمية أنهت حلم تنظيم القاعدة في تأسيس إمارة إسلامية بمناطق ومدن ساحل حضرموت.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في الفعالية الاحتفالية التي نظمتها السلطة المحلية اليوم الأربعاء في مدينة المكلا احتفاء بالذكرى الثانية على تحرير مدن ومناطق ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الذي سيطر على المحافظة طيلة عام كامل في 2015.
وقال بن دغر إن “الفضل الأول، والأخير يعود بعد الله سبحانه وتعالى لأبناء حضرموت الذين لبوا نداء الواجب، نداء الوطن، وهبوا من كل حدب وصوب لإنقاذ محافظتهم من تنظيم القاعدة، وكان ولايزال للنخبة الحضرمية ورجالها البواسل قصب السبق في تحقيق النصر، ودحر فلول التنظيم الإرهابي وإرغامه على ترك المدينة، وكانت تلك نهاية لحلم تأسيس إمارة إسلامية تكون منطلقًا للأعمال الإرهابية في باقي مناطق الوطن العزيز والغالي على نفوسنا”.
وأضاف: ” لقد انتصرت حضرموت في معركة التحرير وانتصر اليمن بانتصارها. هذا إنجاز يحسب للنخبة الحضرمية وعمل يستحق التقدير، ولكن جهود النخبة في ملاحقة خلايا القاعدة، لا يقل أهمية من جهد التحرير. ليس هناك من بديل للنصر على الاٍرهاب”.
وهذه هي المرة الأولى التي يثني بن دغر على قوات النخبة الحضرمية التي وصفتها حكومته في آخر تقرير بعثته للأمم المتحدة، وما زالت تصفها وسائل إعلامها بأنها ميليشيات خارجة عن النظام والقانون، وهو الأمر الذي أثار حينها موجة غضب واستنكار واسعة بين صفوف اليمنيين.
حضوره في المكلا
وكشف بن دغر للمرة الأولى عن تواجده في مدينة المكلا عشية احتلالها من قبل تنظيم القاعدة في العام 2015، حيث قال: “لقد كنت ليلتها في المدينة، وعشت بعضًا من أحداثها، وأدركت حينها أن المدينة التي نحبها ونعشق هواءها تتعرض لكارثة وجريمة كبرى”، لكنه لم يفصح عن أسباب تواجده في تلك الفترة التي شنت فيها ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح حربها وعملياتها العسكرية ضد الشرعية.
دعم التحالف
وشدد بن دغر أن “دعم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات كان عاملًا حاسمًا في تحرير المكلا وباقي مناطق المحافظة ومن ثم عاملًا حاسمًا في تحقيق النصر على التنظيم الإرهابي وخلاياه من القاعدة، وداعش، لكن المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد، وعلينا أن نخوضها حتى النهاية بالتعاون مع أشقائنا في المملكة وفي الإمارات وأصدقائنا في العالم. وحتى تضع هذه الفئة الضالة أسلحتها، وتحتكم للدولة”.
كما تحدث بن دغر عن المشاريع الخدمية والتنموية التي قال بأنه قام بوضع أحجار أساسها في حضرموت، إذ قال: “سنفتتح غدًا محطة وادي حضرموت الغازية بطاقة ٧٥ ميجاوات، والقابلة للتوسع، فضلًا عن محطة غازية في ساحل حضرموت بطاقة مئة ميجا وات قابلة للتوسع هي قيد التنفيذ”.
بنية تحتية جديدة
وأضاف: “سننشئ بنية تحتية جديدة للكهرباء في عموم حضرموت ساحلها وواديها وصحرائها، اعتمادًا على المخزون الغازي والنفطي في المحافظة، هناك مؤشرات مهمة واستراتيجية لاكتشافات نفطية وغازية جديدة سوف نعلن عنها قريبًا، لتنعم حضرموت واليمن عمومًا بخيراتها، وسنشرك القطاع الخاص في إنتاج الطاقة بدلًا من استئجارها في الأيام القادمة”.
وبشأن الكهرباء قال أنه وجه المحافظ فرج البحسني بإعلان مناقصة عاجلة بثلاثين الف طن لشراء مازوت لمحطات الساحل تكفي لثلاثة أشهر قادمة وبصورة دورية تتحمل الحكومة كلفتها، وحول النفط وتوزيع حصص المحافظات المنتجة أوضح بن دغر: “لقد وعدنا بإرسال مخصص المحافظة من النفط وأوفينا، وبسبب هذه الأموال التي تم تحويلها مركزيًا من الحكومة وللمرة الأولى منذ اكتشاف النفط في المحافظة تحركت عجلة التنمية، فحركت مياه راكدة، وخلقت فرص عمل جديدة، وتحسنت موارد المحافظة والموارد العامة في البلاد رغم الانقلاب على الشرعية وظروف الحرب. وامتناع المؤسسات الدولية والإقليمية عن الإقراض”.
الاعتراف بالشرعية
وذهب بن دغر للحديث عن ميليشيات الحوثيين، حيث قال: “أن الوقت ما زال متاحًا أمام الحوثيين للاعتراف بالشرعية والتخلي عن السلاح، وتسليم المؤسسات والعودة إلى مفاوضات تلتزم المرجعيات الثلاث، إنهم وحتى اللحظة يتحملون مسؤولية الدماء والدمار والأذى الذي ببلدنا وناسنا. وفي هذا الشأن نكرر دعمنا للمبعوث الدولي الجديد، وجهوده لتحقيق السلام في بلادنا”.
وجدد تأكيده أن الحل الأنسب والمتاح لليمن هو الدولة الاتحادية من ستة أقاليم، مشيرًا إلى أن “إقليم حضرموت خطوة أولى في صياغة مخرجات الحوار الوطني وسيكون خطوة أولى إن شاء الله في تنفيذها. لكنه لن ينشأ إلا بمزيد من الحوار واحترام المصالح المشتركة بين أهله في سقطرى وشبوه وحضرموت والمهرة”.
الهوية اليمنية
وشدد بن دغر أن ما يجمع كافة الفرقاء اليمنيين هو الهوية اليمنية الواحدة، لافتًا: “الوحدة الاتحادية التي توافقنا على شكلها ومضمونها، والهوية القادمة من أعماق التاريخ التي تنفسها ليست النظام السياسي، ومن غير المنطقي أن نحمل الوحدة أخطاء القادة، وأكرر هنا في حضرموت ماكنت قد قلته بالأمس في عدن. هويتنا الوطنية شيء والنظام السياسي شيء آخر. هنا يمكن رؤية الثابت والمتحول في حياتنا وفي سلوكنا، وهنا يجب اكتساب الوعي والفارق بين الأمرين والمفهومين واضح”.