“الواقع الجديد” السبت 21 أبريل 2018 المكلا /خاص
مثل يوم الرابع والعشرون من ابريل/ نيسان2016 ، ميلاد عهد جديد لحضرموت أرضا وانسانا، فلم يكن الحدث مجرد انتصار عابر على قوى إرهابية مارقة، ولكنه كان ومازال عنوانا بارزا أثبت فيه الحضارم انهم قادرين على حماية ديارهم التي ضلت حبيسة لقوى تقليدية وأفكار نمطية غير تقدمية لسنوات طويلة ،حشرت أبناء حضرموت في زوايا ونطاقات ضيقة، تلك القوى التي حاولت تحجيم الادوار الحقيقية لأبناء حضرموت والتي سطرها التاريخ كفاتحين لدول ومماليك في اصقاع الدنيا،،في الذكرى الثانية لتحرير المكلا يتحدث سياسيون، واكاديميون ومثقفين، ورجال مال و أعمال ، لـ”حضرموت21“:عن تقييمهم للوضع الأمني والمعيشي لمدينة المكلا ومديريات الساحل الحضرمي قبل وبعد التحرير ،وعن تقييمهم لأداء “النخبة الحضرمية “،في الوقت الراهن.
أوقف أبو خالد نشاطه التجاري في معرض السيراميك الذي يملكه في منطقة فوه ،بمدينة المكلا قبل نحو ثلاثة أعوام، بسبب المضايقات التي كان يتعرض لها من قبل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المسيطر على المدينة في ذلك الوقت تعطل نشاط رجل الاعمال ، وعشرات العاملين معه في المعرض الذي كان يُـعد مصدر دخل لهم ولعائلاتهم ،يقول أبوخالدلـ”حضرموت21“،”كانت أيام سوداء انقطعت فيها أرزاق الناس، وضيقت معيشتهم لم يكن الناس قادرين على أن يفتحوا أفواههم بكلمة ترفض الظلم الذي كان يمارسه عناصر تنظيم القاعدة ،واستمر ذلك الوضع السيء حتى تمكن أبطال النخبة الحضرمية من تطهير مدينة المكلا من الإرهابيين الذين أرادوا أن يحولوا المدينة وحضرموت إلى إمارة تأوي الإرهابيين من كل صوب وحوب.”
تشجيع العلم :
في تلك الحقبة المظلمة في تاريخ حضرموت لم يتوقف النشاط التجاري وحسب ، بل توقفت كل الأنشطة والمهام السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية حينها تحولت مرافق وكليات جامعة حضرموت إلى سكن خاص لعناصر القاعدة القادمين من المحافظات الأخرى مع عوائلهم ،واليوم تحولت الجامعة إلى مركزا للإشعاع الفكري ،بعد ان فرضت قوات النخبة الحضرمية الأمن في الجامعة التي يتوافد إليها آلاف الطلبة من كافة مناطق حضرموت وخارجها، يقول الدكتور محمد بالحويصل عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة حضرموت” اليوم نشرح بكل فخر لطلابنا أنه لا شيء أغلى من الوطن، وأن حضرموت تحررت على يد أبنائها من تنظيم القاعدة الإرهابي ، ومازال ابنائها يخوضون معركة الدفاع عنها سواء من القاعدة أو من أي قوى تحاول أن تعبث بأمن واستقرار حضرموت، هذا الشيء يبعث بالفخر والاعتزاز لكل حضرمي.”، ويضيف الأكاديمي بالحويصل في حديث لـ”حضرموت21“،
“أكاديميو حضرموت يرون أن ما تبذله قوات النخبة في حفظ الأمن والاستقرار في المكلا يعد جهد عظيم ،،فبوجود النخبة أصبحت حضرموت المكان الأكثر أمانا مقارنه ببقية المحافظات والمناطق اليمنية، أداء النخبة ممتاز جدا حتى استقبالهم للناس في النقاط أصبح مشهد يثلج الصدور ، هذه الاجواء انعكست ايجابا في التحصيل العلمي للطلاب من ناحية ، وفي تواصل الاكاديميين مع بعضهم البعض ، وتوجيههم وحثهم الطلاب على الاهتمام بالعلم من ناحية أخرى, ، طلابنا اليوم يتجهون نحو البحث العلمي وايجاد حلول لمختلف المشاكل التي يعاني منها الحضارم كمشكلة السيولة المالية أو مشكلة الكهرباء، وذلك في إطار البحث العلمي الذي يجب أن يستمر ، مع وجود المناخات الامنية الطيبة التي فرضتها نخبتنا الحضرمية .”
انفتاح ثقافي :
لم تتوقف الانتهاكات التي مارسها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، في المجالين الاقتصادي والتعليمي، بل امتدت تلك الانتهاكات الى كافة المجالات بما فيها الثقافية ، حيث منع الإرهابيون تنظيم أي حفلات فنية أو فعاليات ثقافية في مدينة المكلا واليوم انعكست حالة الاستقرار والامن والأمان إيجابا على المشهد الثقافي بحسب حديث الدكتور وجدي با وزير مدير مكتب الثقافة بمدينة المكلا، .
و يرى باوزير في حديثه لـ”حضرموت21” : “أن الأجهزة الأمنية تقوم بدور هام في حفظ وترسيخ الأمن في المكلا بغض النظر عن أي إشكاليات أو قصور قد يحدث في بعض الأحيان ،فالنخب المثقفة في حضرموت تشعر بالأمان، والراحة والطمأنينة، وتدعوا الى أن يستمر الوضع الأمني كما هو عليه، كما تحرص النخب المثقفة على توعية المواطنين بضرورة دعم الجهود التي تبذلها القوات المسلحة الحضرمية والتي تعرف بالنخبة الحضرمية ،فالمثقفين إجمالا هم ورجال الأمن في صف وخندق واحد ،ويسعون دائما لمساعدة نخبتنا الحضرمية من خلال الاطروحات والقصص التي يقدمونها والروايات والقصائد التي تشير للأدوار العظيمة التي تشيد بالأدوار البطولية لقوات النخبة .”
ويشير باوزير إلى ” أن مثقفي حضرموت بصدد إعداد حملة قوية هدفها مؤازرة قوات النخبة التي تقدم الدماء الزكية لحماية حضرموت.”