((الواقع الجديد)) الجمعة 20 أبريل 2018م / وكالات
بات مصير رئيس المجلس الأعلى للحوثيين صالح الصماد مجهولاً منذ أن اختفى عن الأنظار قبل ثمانية أيام، وسط أنباء عن خضوعه من قبل الجماعة للإقامة الجبرية، على خلفية اتهامات له بالتقصير وتبديد الموارد المالية.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” صباح اليوم الجمعة عن مصادر قريبة من الحوثيين أن زعيمهم عبد الملك الحوثي وضع الصماد تحت الإقامة الجبرية، لكن الصحيفة أشارت إلى صعوبة تأكيد ذلك في ظل الكبت المفروض على وسائل الإعلام بصنعاء.
ويأتي الحديث عن اختفاء الصماد بالتزامن مع تسريبات عن استقالة وير مالية الحوثيين حسن مقبولي على خلفية مساع لإقرار القانون المثير للجدل، المعروف بقانون “الخمس”، الذي يسمح لزعيم الجماعة بالحصول على نسبة 20% من ثروات اليمن وعائدات الزكاة.
وقالت مصادر “الشرق الأوسط” إن الحوثي أبدى استياءه الشديد من الصماد، لفشله في إنجاح عملية التعبئة والحشد واستقطاب المجندين الجدد، إضافة إلى تهاونه الرسمي في عدم إقامة احتفالات ضخمة لإحياء ذكرى مصرع مؤسس الجماعة حسين الحوثي، والاكتفاء بعدد من الفعاليات والندوات التي اعتبرها زعيم الجماعة غير كافية، ونوعًا من الاستهتار بمقام شقيقه الراحل.
وذكرت المصادر أن آخر ظهور رسمي للصماد في صنعاء كان في 11 أبريل/نيسان الجاري، قبل أن يوقفه عبد الملك الحوثي عن ممارسة مهامه وتحركاته الميدانية ولقاءاته بأتباع الميليشيا، وهو النشاط اليومي الذي كان يجد معارضة من قبل محمد علي الحوثي ابن عم شقيق الجماعة، ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، إلى جانب معارضة عبد الكريم الحوثي عم زعيم الجماعة الذي يوصف بأنه الحاكم الفعلي للميليشيات في صنعاء.
ولم تستبعد المصادر وفق الصحيفة أن يقوم الحوثي بتصفية صالح الصماد، إلا أنها رجّحت وضعه تحت الإقامة الجبرية في مكان مجهول، تمهيدًا لعزله عن ممارسة النشاط السياسي.
اشتعال معظم جبهات القتال في اليمن.. والحوثيون يتعرضون لخسائر “فادحة”
ورجّحت أن تكون تصريحات صالح الصماد التي كان قد أبدى ندمه فيها على تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح من قبل ميليشيات جماعته، جزءًا من الأسباب التي دفعت الحوثي وأقاربه السلاليين لمعاقبته، خاصة أنه لا ينتمي إلى سلالتهم، حسب تعبير المصادر.
وتزامن اختفاء الصماد لأكثر من ثمانية أيام حتى الآن مع تصاعد غير مسبوق في حدة الخلافات بين القيادات الموالية للجماعة، خاصة بين عناصرها في حكومة الانقلاب وتبادلهم الاتهامات بالفساد واللصوصية.