“الواقع الجديد” الخميس 19 أبريل 2018 واشنطن /خاص
حصلت للمنظمة في غياب واشنطن، وما تعنيه العودة إليها.
وجاء في مقال بورتانسكي، البروفيسور في مدرسة الاقتصاد العليا:
يبدو أن واشنطن ترغب في العودة إلى “الشراكة عبر المحيط الهادئ”… كان أول قرار وقعه دونالد ترامب في نهاية يناير 2017، هو قرار الانسحاب الاميركي من هذه الشراكة. فما الذي جعل ترامب يتراجع عن قراره؟
بعد دخوله البيت الأبيض تحت شعار صاخب “جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، انطلق ترامب من أفكاره الشخصية المحضة حول آليات الاقتصاد العالمي والتجارة. ولأنه لم يكن لديه فهم صحيح لأسباب العجز التجاري الأمريكي المتنامي، فقد بدأ السيد الجديد للبيت الأبيض في اتخاذ تدابير حمائية في التجارة، ليس فقط ضد الصين، إنما وفي العلاقة مع أقرب الشركاء، مثل كندا والاتحاد الأوروبي.
والآن، في خضم حرب تجارية مع الصين، البادئ فيها واشنطن، قرر ترامب فجأة الإصغاء لمجموعة من المشرّعين والحكام، الذين شرحوا له أن الأكثر فعالية في مواجهة الصين وغيرها، هو تطوير الأعمال مع جميع الشركاء في منطقة المحيط الهادئ… ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، فبعد تفهمه هذه الحجج، أعلن ترامب ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، مع تأكيده أن هذه العودة يجب أن تتم، بطبيعة الحال، وفقا للشروط الأمريكية.
ويتابع بورتانسكي: بالطبع، يمكن للولايات المتحدة العودة إلى الاتفاقية، وعلى العموم، يهتم الشركاء في الاتفاقية المحدّثة بهذا الأمر، مدركين وزن وقدرات الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، فليس هناك ما يضمن أن هذا سيحدث “وفق الشروط الأمريكية”، كما يأمل ترامب، فالآن قد يتم عرض شروط أخرى على واشنطن، وهذا أمر طبيعي تماماً من الناحية السياسية والنفسية.