((الواقع الجديد)) الاثنين 26 مارس 2018م / وكالات
فال سياسيون ومراقبون للشأن اليمني، إن الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير على السعودية، يحمل دلالة واضحة بأن ميليشيات الحوثي لا تريد الوصول إلى نقطة يتم من خلالها طي صفحة الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، عبر حل سياسي.
وأطلقت المليشيات المتمردة، مساء الأحد، عدة صواريخ بالستية، استهدفت من خلالها مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية، إلا أن منظومات الدفاع الجوية السعودية، تمكنت من اعتراض تلك الصواريخ في الجو.
وتزامن الهجوم الصاروخي مع تواجد المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث، حاليًا في صنعاء، التي وصل إليها ظهر السبت، من أجل الجلوس مع قيادات الحوثي، لبحث مسار المفاوضات.
كما تزامن مع مرور الذكرى الثالثة لانطلاق عاصفة الحزم، والتي انطلقت مثل هذه الأيام في العام 2015، عبر التحالف العربي الذي شكلته السعودية بقيادتها، وضم فيه عدداً من الدول العربية والإسلامية.
وفي تحليله للهجوم قال المحلل السياسي فؤاد مسعد “في كل أعمال الحوثيين العدائية، يثبتون أنهم يبحثون عن انتصار زائف، أو إثارة لصرف الأنظار عن حقيقة وضعهم البائس جراء الهزائم المتلاحقة التي طالت معظم المناطق والجبهات من الشرق إلى الغرب ومن الوسط إلى الشمال”.
وأوضح مسعد في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن الحوثيين حاولوا من خلال الهجوم الذي تزامن مع الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم، تحقيق نصر ما، وهي حيلة أثبتت عجزها أمام قوة الردع السعودية.
وأكد مسعد في سياق حديثه، على أن: “هذا دليل آخر على أن المليشيات، لا يمكن أن تقبل بالحل السياسي، والتسوية السلمية القائمة على الحوار والتوافق، بدليل تزامن الهجوم مع زيارة المبعوث الأممي الجديد لليمن لإحياء مفاوضات السلام”.
من جانبه، يرى وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي، أن اختيار الحوثي توقيت الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم لشن الهجوم، ليوصل عدة رسائل.
وقال القاعدي في تصريح لـ”إرم نيوز” إن “أولى تلك الرسائل، أن 3 سنوات من الحرب لم تؤثر فينا وأننا، قادرون على استهداف الرياض”، متابعًا : “أما رسالتهم الثانية هي تحسين فرصهم في مفاوضات السلام القادمة، من خلال استعراض قوتهم، وأنهم لا يزالون يمتلكون الكثير في جعبتهم”.
وأردف قائلاً: “أما بالنسبة للرسالة الأخيرة التي كان يريد إيصالها، هي لأنصاره في الداخل، خاصة بعد الانكسارات المتتالية منذ أكثر من عام وعدم مقدرتهم على التقدم في أي جبهة”.
وقال المحلل السياسي فتحي بن لزرق إن “قصف مليشيات الحوثي للسعودية بهذه الكثافة، رسالة سياسية في المقام الأول، ومحاولة تأكيد، بأنهم ما يزالون يملكون القدرة على قصف العمق السعودي لا سيما العاصمة الرياض”.
وأضاف بن لزرق، الحوثيون يحاولون أيضًا من خلال الهجوم التأكيد بأنهم لا يزالون طرفًا قويًا، ولم يتم إضعافهم بعد 3 سنوات من الحرب.
وأكد بن لزرق أن “هذا القصف، مؤشر واضح على أن مليشيات الحوثي لن تلتزم بأي مواثيق أو معاهدات دولية، خصوصًا وأنهم قصفوا الرياض في ظل مساع أممية، يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، في زيارة يجريها حاليًا إلى صنعاء، لإيجاد حل سياسي للأزمة”.
وختم بن لزرق بالقول إن “هذا الأمر سيؤكد للمجتمع الدولي أن الحوثيين ليسوا مع أي حل سياسي قريب للحرب، وربما ذلك سيؤزم الموقف في اليمن، وسيطيل أمد الحرب”.