((الواقع الجديد)) الأحد 4 مارس 2018م / وكالات
بعد الإنفاق ببذخ على جلب اللاعبين من أوروبا وأمريكا الجنوبية في العام الماضي، يبدو أن عام 2018 سيشهد تراجعا حادا من الأندية الصينية لكرة القدم على اللاعبين الأجانب.
وأنفقت الأندية الصينية 388 مليون يورو (رقم قياسي) للتعاقد مع نجوم جدد خلال فترة الانتقالات الشتوية في مطلع عام 2017، كما اجتذبت صفقة انتقال الفرنسي أنتوني موديست من كولن الألماني إلى تيانجن جوانجيان في صيف 2017 مقابل 35 مليون يورو اهتماما كبيرا.
ولكن الطلب الصيني على لاعبي أوروبا وأمريكا الجنوبية، تراجع بشكل هائل في فترة الانتقالات الشتوية خلال كانون ثان/يناير الماضي.
وجاءت أبرز الصفقات في الميركاتو الشتوي الماضي قبل غلق باب الانتقالات بساعات قليلة، حيث تعاقد داليان ييفانج الصيني مع الثنائي المكون من البلجيكي يانيك كاراسكو (24 عاما) والأرجنتيني نيكولاس جايتان (30 عاما) من نادي أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 48 مليون يورو.
وقال المعلق الرياضي الصيني الشهير يان كيانج: “الدوري برمته لم يعد آمنا، وذلك بسبب الضريبة الجديدة”.
ولم تتضح الأرقام الرسمية حتى الآن، ولكن يان كيانج يرى أن الأندية أنفقت في الميركاتو الشتوي هذا العام ثلث ما أنفقته في نفس الفترة من العام الماضي.
وطبق للقواعد الصارمة المطبقة منذ صيف 2017، يتعين على الأندية الصينية سداد ضريبة تبلغ 100% من قيمة أي صفقة جديدة للتعاقد مع لاعبين أجانب جدد، وبهذا ترتفع تكلفة صفقتي كاراسكو وجايتان لأكثر من 90 مليون يورو.
ولم تجد محاولة نادي بكين جوان للتملص من قيمة الضريبة المستحقة على صفقة اللاعب الكونغولي سيدريك باكامبو المنتقل للفريق في كانون ثان/يناير الماضي من فياريال الإسباني مقابل 40 مليون يورو.
ورغم التعاقد مع اللاعب في مطلع كانون ثان/يناير الماضي، ظل اللاعب بعيدا عن المشاركة مع الفريق حتى تم حسم مصير الضريبة قبل أيام قليلة، ليعلن النادي الصفقة رسميا ويقدم اللاعب لوسائل الإعلام والجماهير بعد أسابيع من مشاركته في تدريبات الفريق، ووصلت قيمة الصفقة إلى 80 مليون يورو بعد سداد الضريبة.
وجاءت حالة اللاعب الأرجنتيني الشهير، كارلوس تيفيز، لتؤكد أن الصعوبة لا تقتصر على ضم لاعبين أجانب جدد ولكن أيضا في كيفية الاحتفاظ بهم.
وانتقل تيفيز في العام الماضي من بوكا جونيورز الأرجنتيني إلى شنغهاي شينخوا الصيني بعقد يمنح اللاعب راتبا سنويا قدره 40 مليون دولار، ولكنه لم يسطع مع الفريق الصيني ونال انتقادات عديدة خاصة من المشجعين الذين يرون أن النجوم الأجانب لا ينتقلون إلى الصين لتقديم عروض قوية، وإنما للحصول على مبالغ مالية ضخمة.
ولم يستطع تيفيز تغيير هذه النظرة، حيث سجل 4 أهداف فقط في 16 مباراة خاضها مع الفريق على مدار الموسم الماضي، ورغم الراتب الخيالي، لم يتردد تيفيز في انتقاد اللعب بالدوري الصيني.
وقال اللاعب المخضرم، في مقابلة إعلامية خلال أيلول/سبتمبر الماضي: “إنهم لا يدركون حتى كيفية لعب كرة القدم لأن طبيعة اللاعبين الصينيين، لا تشتمل على المهارات الفنية التي يتمتع بها لاعبو أمريكا الجنوبية وأوروبا”.
وفي كانون ثان/يناير الماضي، سمح شنغهاي شينخوا برحيل اللاعب عن صفوفه، وأصبحت الأندية الصينية بحاجة لمزيد من الجهد في قطاعات الناشئين والشباب بها في المستقبل لتقديم مزيد من المواهب الصينية.