الأحد , 17 نوفمبر 2024
img-20180227-wa0016

مرحلة مابعد الفيصل والإرهاب المعدل وراثيا”

((الواقع الجديد)) الثلاثاء 27 فبراير 2018 

د/عمرباجردانة

 

 

ان معركة، الفيصل التي خاضتها قوات النخبة الحضرمية بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي ضد فلول القاعدة فدكت أوكار الإرهاب في وادي المسيني وماجاوره،  لاتقل أهمية ومكانة عن عملية تحرير المكلا في شهرأبريل 2016 والنجاح الباهر والأنتصار العظيم الذي حققته قوات النخبة الحضرمية ضد قوى الشر، يعتبر نقله نوعية في أداء قوات النخبة ومدى جاهزيتها، مما يجعلها قادرة  على خوض المعارك والملاحم الوطنية والحفاظ على أمن وسلامة حضرموت بكل كفاءة واقتدار.

ولكن…  تظل عملية مكافحة الإرهاب قاصرة وناقصة مهما تحقق من إنجازات على الصعيد الأمني والعسكري ولا تحقق القضاء الفعلي، على الإرهاب بقدر ماتنتج، لنا أرهابا آخر، يتولد من الفعل، وردة الفعل، التي قد يتعامل بها العدو وكل من يناصره

إن المعركة الحقيقية للقضاء على الأرهاب، تتمثل في تجفيف منابعه الفكرية والعقائدية والقضاء على كل مظاهره السلوكية التي تتنتج من واقع ما يتلقاه الطالب و الطفل من خلال دراسته وتلقيه، كل المناهج التي تؤدي الى غرس بذور الأرهاب الأولى فيه

ان ماتعانيه الدولة والسلطة من ضعف وركاكة وعدم مقدرتها على الأشراف على كل المناهج والمؤسسات التعليمية والدينية وتنقية مناهجها من كل مامن شأنه ان ينتج لنا أرهابا في المستقبل

أن ماهو حاصل في كثير من مديريات ساحل ووادي حضرموت من أنتشار الكثير من الجماعات الدينية ومن جنسيات مختلفة لها رصيد سابق في كثير من العمليات (الجهادية) في كثير من الدول والمناطق العربية وجعلها تمارس حياتها بكل أريحية مع تقديم كل الدعم اللوجستي لها في أنشاء المدارس والمعاهد وتدريس مناهج فكرية خارجة عن إشراف وسيطرة الحكومة متمثلة في مكتب وزارة التربية والتعليم والجهات ذات العلاقة، الأمر الذي ينتج لنا، جيلا مشبعا بكل قيم ودوافع الإرهاب وقتل ومعاداة الأخر يصعب التخلص منه مستقبلا” ماقد يدخل البلاد في دوامة من الصراع مستقبلا”

والجدير بالتساؤل هنا لماذا التحالف والسلطة يغضان الطرف، عن وجود هذه الجماعات وانتشارها وعدم اتخاذ أي إجراءات سريعة وصارمة ضد كل هذه التجمعات؟ ولماذا تركز السلطة على العمليات العسكرية وتصويرها كأنها نهاية المطاف وآخر المعارك بالنسبة لهذا العدو وإعطائها نوعا من الدعاية الإعلامية المبالغ فيها نوعا ما ، وتغض الطرف وتتجاهل عن العدو المتربص بالأمن والسلم الاجتماعي، الذي بات ينتشر ويتمدد شيئا” فشيئا من خلال إنشاء المدارس والمعاهد وتدريس المناهج الفكرية المؤدلجة وغيرها، من المؤسسات التي يحسنون إدارتها

لماذا تسعى السلطة دائما إلى التركيز على مكافحة الإرهاب، من زاوية واحدة فقط وإهمال الزوايا الآخرى التي لاتقل خطرا عن سواها ؟

ياترى ماهي الرسالة التي تريد السلطة والتحالف إيصالها لنا من خلال تصرف كهذا والتعامل مع القضية بالكيل بمكيالين؟

هل ستبقى العمليات العسكرية في التصدي للإرهاب تتصدر العناوين العريضة للاخبار بينما يظل الإرهاب المعدل وراثيا يمارس مهامه ونشاطه  على مرمى ومسمع من كل الجهات في السلطة والتحالف؟ وهل سنرى استخدام هذا الأرهاب المعدل وراثيا” في عملية من عمليات تهجين المجتمع مستقبلا؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.