((الواقع الجديد)) السبت 24 فبراير 2018 / متابعات
قد ترى مكبرات صوت عملاقة تخرج منها موسيقى صاخبة وراقصات يتعرين ويتحركن على الإيقاع، وجمهورا يطلق صافرات الإعجاب، وغير ذلك من المظاهر الاحتفالية، ما يعد أمرا عاديا يتكرر في بعض المناسبات في أي مكان في العالم تقبل ثقافته ذلك. لكن الوضع مختلف في بعض المناطق في الصين، إذ نرى هذا المشهد في الجنازات.
لكن السلطات الصينية شنت حملة على راقصات التعري اللاتي يشاركن في الجنازات، وحفلات الزفاف، وفي المناسبات الدينية التي احتفل بها في المعابد في وقت سابق من العام الجاري بدعوى أنهن يثرن “الفاحشة والفجور”. ولم تكن تلك هي الحملة الأولى من جانب السلطات على هذه الفئة من الراقصات للتخلص من هذه الظاهرة. لكن يبدو أن هذا النوع من الرقص يبدي مقاومة لمحاولات السلطات التخلص منه.
لماذا يستعين الناس براقصات التعري في الجنازات؟
هناك نظرية تفسر استخدام راقصات التعري في الجنازات لجذب أكبر عدد ممكن من الناس لحضور مراسم الدفن، لما في ذلك من شرف كبير ينسب للمتوفى.
لكن طرح آخر يشير إلى أن وجود هذه الفئة من الراقصات في الجنازات يرتبط “بعبادات التكاثر”. وقال هيونغ جيانزنغ، الأستاذ بجامعة فيوجان نورمال، لوسائل إعلام محلية إن “بعض الثقافات المحلية تشير إلى أن الرقص مع بعض الأشياء المغرية يعد التماسا للبركات التي قد تساعد على تحقيق أمنيات المتوفى في أن يرزق الكثير من الأطفال”.
أما وجهة النظر العملية فتشير إلى أن الاستعانة براقصات تعري في الجنازات وغيرها من المناسبات في الصين يُعد من علامات الثراء.
وقالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية إن “بعض الأسر الصينية في المناطق الريفية يعمدون إلى استعراض ثرواتهم من خلال دفع مبالغ كبيرة لممثلين ومغنيين وكوميديين وراقصات تعري للترويح عن الأسر المكلومة والمعزين”.
هل هي ممارسة مألوفة؟
يمكن مشاهدة هذه الطقوس الغريبة في ريف الصين، لكنها تنتشر في تايوان التي يرجع إليها أصل هذه الممارسات.
وقال مارك موسكوفيتس،أستاذ الأنثروبيولوجيا في جامعة جنوب كارولينا، إن “الاستعانة براقصات التعري في الجنازات انتشر في بداية الأمر في تايوان منذ عام 1980”.
وأضاف أن هذه الظاهرة “أصبحت أكثر انتشارا في تايوان في الفترة الأخيرة، لكن في الصين تفرض السلطات قيودا صارمة عليها لدرجة تحد من انتشارها حتى أن بعض الناس في الصين لم يسمعوا عن ذلك من قبل”.