((الواقع الجديد)) الخميس 1 فبراير 2018
زاهي حواس
هناك العديد من مواقع الآثار الإسلامية في المملكة العربية السعودية – الأرض التي خرج منها نور الإسلام إلى العالم. تنفرد المساجد والبيوت والقصور والقلاع وغيرها من الآثار الإسلامية في السعودية بميزات ليس لها مثيل في أي بلد إسلامي آخر… وهنا أقدم أولاً مسجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقد بُني هذا المسجد الفريد بجوار قلعة مارد في دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف، ويلاصق حي الدرع من الجنوب، وقد اعتبر هذا المسجد من أهم المساجد وأجملها في المملكة، وذلك لأن طرازه المعماري يمثل البداية لبناء المساجد، خصوصاً مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، ويعتقد أن أهمية المسجد ترجع إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب هو الذي أمر ببنائه وتشييد مئذنته المربعة الشكل التي تقع في الركن الجنوبي الغربي وتنتهي المئذنة بقبة شبه هرمية، ويبلغ ارتفاعها نحو 12.7 متر.
والموقع الثاني هو حي الطريف في الدرعية، وترجع أهميته إلى أنه الحي الأول لعاصمة الدولة السعودية الأولى؛ ولذلك فإن هذا الموقع يدخل قلوب كل السعوديين، لأنه يذكرهم بالاستقلال العظيم وبالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود. ويقع هذا الحي شمال غربي العاصمة الرياض، وقد تم بناؤه على الأسلوب المعماري النجدي المتميز في القرن الخامس عشر، ويوجد بالحي العديد من المنازل التي بُنيت من الطين وبقايا قصور لها تاريخ عظيم مثل قصر سلوى الذي تم إنشاؤه في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، وكان هذا القصر مقراً لإدارة الدولة السعودية. وهناك أيضاً قصور أخرى في حي الطريف مثل قصر الضيافة، وقصر سعد بن سعود، وقصر ناصر بن سعود، وجامع الإمام محمد بن سعود، والحي محاط بسور كبير لحمايته، بالإضافة إلى أبراج المراقبة والدفاع، وقد زرت هذا الحي أثناء زيارتي للدرعية، وعرفت أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يعطي اهتماماً خاصاً بهذا الحي الفريد.
وهناك أيضاً حي إسلامي يعرف باسم ذي عين، وهو عبارة عن قرية بنيت فوق قمة جبل، وقد بنيت المنازل والمباني الموجودة بالقرية من الصفائح الصخرية شديدة الصلابة، وهذا يدل على جمال العمارة العظيمة لمباني هذه القرية التي يعود تاريخها إلى نحو ألف عام، ومما يعطي هذه القرية جمالاً فريداً أنها محاطة ببساتين الموز والغابات القديمة، وكذلك شلالات المياه؛ ولذلك يرتادها العديد من هواة التصوير نظراً للمناظر الخلابة للقرية في أعلى بناية يمكن مشاهدة ما يحيط بها من خضرة وجمال أخاذ، وداخل القرية نحو 21 منزلاً ومسجداً. أما طراز المنازل الهندسي فهو عبارة عن منازل من طابقين، بل ويزيد إلى سبعة طوابق، وقد استعملوا الحجارة في البناء، وتم عمل سقوف المنازل من أشجار الوعر، أما شرفات المنازل فقد زينت بأحجار الكوارتز على شكل مثلثات متراصة. أيضاً هناك حصون دفاعية تم بناؤها للدفاع عن القرية ضد أي هجوم رغم وقوعها على أعلى الجبل، ويعتقد أن تاريخ هذه القرية يعود إلى نحو 400 عام.