((الواقع الجديد)) الاربعاء 31 يناير 2018 / المكلا – العربي
ارتبط فرج سالمين البحسني، بتطهير ساحل حضرموت من العصابات الإرهابية، التي أحكمت قبضتها هناك في العام 2015، تولى قيادة المنطقة العسكرية الثانية، ثم محافظاً لحضرموت، واشتهر بحكمته وحنكته وإدارته المتوازنة، التقاه «العربي» وتحدث في الحوار معه، عن حقيقة المعتقلات في المكلا، مؤكداً وجود معتقلين وإطلاق سراح المئات منهم، وأوضح أسباب تأخر إعلان افتتاح مطار الريان، ورأى أن الأمور في عدن بيد عقلاء، وتطرق إلى الدعم الإماراتي المادي للمحافظة، مؤكداً أنه سيخدم القطاعات المختلفة وسيصرف بإشراف إماراتي.
– حبذا لو تحدثنا عن زيارتك الأخيرة إلى الإمارات ومدى فائدتها، لا سيما في ظل تشكيك البعض في جدواها واقعياً.
كانت الزيارة مهمة جداً. وعلاقتنا مع دولة الإمارات علاقة قديمة ومتطورة أيضاً، وقد وقفت معنا بكل قوة في هذه الظروف التي ابتلينا بها من قبل الانقلابيين. نحن كنا في وضع سيء جداً، لأن العناصر الإرهابية استولت على مدينة المكلا وجزء كبير من ساحل حضرموت، فتداعى الأخوة في التحالف، وبخاصة الأخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدتنا في هذه الظروف، وبصراحة، هذه الزيارة أعتبرها من أفضل وأكبر الزيارات، فالنتائج إيجابية لصالح حضرموت، تمكنا خلالها من اللقاء بسمو الشيخ محمد بن زايد، هذا اللقاء نتج عنه دعم سخي وقوي جداً لحضرموت في مجال البنية التحتية، وبخاصة في قطاعات الصحة والكهرباء وقطاعات أخرى، لذلك نعتبر هذه الزيارة مفيدة وهامة جداً لحضرموت ودولة الإمارات العربية المتحدة، ونشكر دولة الإمارات قيادة وشعباً على ما يقدمونه لنا في ظل هذه الظروف الصعبة، وسنكون أوفياء لهذا الدعم ولهذه المساعدة.
– أشرت في خطاب لك، إلى أن الإمارات كانت قد أهدت حضرموت مليون دولار، ما هي خطتكم لاستثمار هذا المبلغ في التنمية المحلية، وهل ستسمح لكم الدولة في استثماره كله؟
هذا مبلغ محترم جداً، وأعلن عنه الشيخ محمد بن زايد، ومباشرة بعد الإعلان، التقينا بوزير الطاقة الإماراتي، وعملنا على وضع اتجاهات عامة للعمل للاستفادة من هذا المبلغ، وأريد أن أوضح للجميع، أن هذا المبلغ لن يسلم إلى السلطة المحلية أو إلى السلطة المركزية أو لأي جهة، وهو كرصيد حدد لدعم بعض القطاعات الخدمية والبنية التحتية في حضرموت، لذلك فمسألة التفكير، أنه سيسلم لأي جهة معينة لتتصرف به وفقاً لأنشطتها وبرامجها، هذا غير صحيح، هذا المبلغ سوف يدار من قبل دولة الإمارات في ظل مختصين في الإدارات الإماراتية، وهم الذين سوف يشرفون على توزيعه وعلى توظيفه في خدمة قطاعات البنية التحتية والخدمية والقطاعات المختلفة.
– تأجل افتتاح مطار الريان كثيراً؛ ما السبب؟ وهل سيتم الإعلان عن افتتاحه قريباً؟
قد لا يعرف البعض حجم الضرر الكبير الذي لحق بهذا المطار وبمؤسسات كثيرة من قبل العناصر الإرهابية. هذا المطار دمر، وتم تفجيره وتفجير الصالات، وأخذت أجهزة الاتصالات والملاحة وكافة الأجهزة والوسائل والإمكانيات التي تشغل المطارات عادة أخذت وسرقت ونهبت ودمرت، وصار المطار عبارة عن خرابة، لذلك، العمل فيه استغرق الكثير من الوقت، في ظل ظروف أمنية صعبة تتطلب هذا التأخير، لكن الآن، حان الوقت واكتملت الأمور واكتملت الشروط الأمنية والمعدات وغيرها، ونحن في إطار اللمسات الأخيرة للتجهيزات الفنية للمطار، وسنعلن قريباً إن شاء الله عن افتتاح المطار واستمرارية العمل وتنظيم الرحلات منه إلى العالم.
– تظاهر الأهالي أثناء زيارة النائب العام إلى المكلا، مطالبين إياه بإطلاق سراح من لا تهم ضدهم، ومحاكمة من تثبت إدانتهم؛ كيف ستتعاملون مع ملف هؤلاء؟
من حق أي مواطن، سواء كان ابنه أو قريبه محجوزا على ذمة قضايا جنائية، أو أي قضايا كانت، أن يطالب بالإفراج عن ذويهم، وأيضاً من حق القضاء أن يتحفظ، ومن حق السلطات الأمنية أن تتحفظ على الشخص، حتى يأخذ مجراه إلى التحقيق، ثم إلى المحاكمة، ولذلك، هذا التوجيه صائب وفي محله، والنائب العام يقوم بواجبه، فالنائب العام عندما يوجه بهذه الطريقة، فإن السلطات المحلية سوف تنصاع إلى هذا التوجيه، وهي تعمل من دون توجيه طبعاً منذ فترة، لتكون الأمور منضبطة وقانونية فيما يخص المعتقلين، فأي شخص تثبت براءته سوف يطلق سراحه، والمواطنون يعرفون أن العشرات، بل المئات، تم إطلاق سراحهم في الفترات الماضية حينما أثبت القضاء أنهم أبرياء، ولم يبق في السجون إلا عدد قليل جداً ممن تثبت عليهم إدانات وقضايا جنائية.
– هدد «الانتقالي» بالإطاحة بحكومة بن دغر عبر تصعيد سلمي.. هل ترى أن التصعيد سيستمر سلمياً، أم أن الأمور ستنحرف؟
أعتقد أن هذا الطرح غير موضوعي، وأعتقد أن الأمور بيد عقلاء، وأعتقد أنها ستدرس بعقلانية وستوضع الأمور في نصابها الصحيح، كل الجهات الموجودة على الساحات في المحافظات المحررة تعي الأمور، وتعي مهامها هذه المرحلة، ولن تسمح بأي خطوة تخدم الأعداء في هذه المرحلة بأي حال من الأحوال.
– هناك بعض المؤسسات الإيرادية التي لا زالت ترسل إيراداتها إلى صنعاء، كيف تقيمون هذا الأمر وكيف ستعملون على مواجهته؟
أعتقد أن معظم الإيرادات لا تسلم إلا إلى العاصمة عدن، وإذا كانت هناك مؤسسات ذات طابع تجاري أو طابع خاص، وهي قليلة جداً، واكتشف أنها ترسل إيراداتها إلى غير مكانها الصحيح، فإنه سيتم مخاطبتها واستيضاح الأمر وتوجيهها بالعمل وفقاً لما هو معمول به في هذه المرحلة.
– ما مدى ما حققته حضرموت حتى الآن من إيراداتها الذاتية وحصتها في الثروة، وهل هذا كاف؟ وما هي خطتكم المستقبلية في هذا الجانب؟
أعتقد أن حضرموت حققت نجاحات كبيرة ونجاحات مهمة جداً، وهي واضحة لدى القيادة السياسية ولقيادة قوات التحالف ولأبناء حضرموت أيضاً، وكل من يخصه الشأن الحضرمي في هذه المرحلة، لكن الإماكانيات ضعيفة وشحيحة جداً، فحضرموت كبيرة جداً وشاسعة وواسعة، وتقديم الخدمات الضرورية على امتداد هذه المساحة الشاسعة، يتطلب إمكانيات وموارد كثيرة، لذلك نحن نقيم الوضع بأنه على الرغم من شح الإمكانيات، لكن الترشيد في الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، أعتقد أنه مهم جداً وفاعل جداً، ونحن نعمل بقدر كبير من الشفافية والحرص على أن تستخدم الموارد بطريقة دقيقة وشفافة، وأيضاً يتم التقشف فيها في هذه المرحلة. أعتقد هذه الأمور كلها مجتمعة تجعل من الوضع لا بأس به، لكن طموحنا كبير لكي نحسن أوضاع خدمات مواطنينا، بإذن الله سوف نعالج هذه الأمور بالتعاون مع قيادتنا السياسية وقيادة قوات التحالف، وستتحسن الأمور وستشهد حضرموت في القريب العاجل تطوراً في الكثير من القطاعات، وأنا أشهد على هذا الكلام وسيلمسها المواطن على المدى القريب والمتوسط.