((الواقع الجديد)) الجمعة 7 اكتوبر 2016م/ عبد القوي الحربي
كنت أرى الرئيس هادي أذكى أهل اليمن – جنوب وشمال ، وكتبت في ذلك مقال قبل أكثر من سنتين . . . وكنت أُشبهه بالليث الرهيص ؛ وهو نوع من الأسود يطيل الجلوس في مكانه دون حراك لساعات طويلة تتجاوز العشرين ساعة في اليوم، وعندما يتحرك يكون ثقيل الحركة ، وإذا بدأ بالهجوم يصبح كالبرق ، ولا تفلت الفريسة من بين براثنه مهما كان حجمها .. هذا هو الوصف الدقيق لهادي . ليث رهيص بعقل مارشال إنجليزي .
عندما يضع استراتيجية لا يفهمها الآخر حتى تحرق نارها اطراف ثوبه .
والظاهر أن ثعابين اليمن لم يفهموا المارشال هادي في البداية ، وخُيَّل لهم أنَّه كرؤساء الجنوب ؟ الذين اعتادوا عليهم…! لكنَّه غير ذلك ، وتنطبق عليه نكتة القط اليمني الذي فاز في مصارعة العالم للقطط . . . فسألوه : كيف فزت . . ؟ قال : أنا لست قط أنا نمر ولكنكم لم تسألوني…! لو كانوا يعرفون أنَّه نمر ما أدخلوه التحدي .
وهذا حال الرئيس هادي لوكانوا يعرفون حقيقته ماسلَّموه الرئاسة .
نعم ؛ لم تتنبه أفاعي صنعاء للفرق بين الرئيس هادي وبقية رؤساء الجنوب ؛ وفي وصف جميل لبن جوريون لهذه الحالة جاءت في مذكرات ديَّان ، يقول : أنَّه -بن جوريون- يمقت الخطب والبيانات ؛ لأنه كان مؤمناً بأن الله هو الوحيد الذي يخلق بكلمة منه ، أما الأفراد فيخلقون بأفعالهم . والمارشال هادي لم يتكلم بين ١٩٨٦-٢٠١٢ . فخدع الراقص مع الأفاعي (الرئيس صالح) و رقَّص الأفاعي وأدخلها السلة وأغلق عليها .
كانوا يعتقدون أنَّهم سيستخدمونه لأنَّه جنوبي لقتل القضية الجنوبية ، لكنَّه خذل توقعاتهم ؛ فوضع نصب عينيه مصالح الشعبين ، الشمالي قبل الجنوبي . . . كيف…؟ من خلال ؛ حرصه على رفع الظلم التاريخي على أبناء اليمن الأسفل . وأصبح المواطن في الحديدة وتعز وإب يشعر أن منحهم حكم فدرالي أقل رد اعتبار لتضحياتهم التي بدأت منذ ١٩١٨ .
حينها أدركت أفاعي صنعاء أنَّ المارشال أدخلهم النفق ، فبدءوا يصرخون ويتآمرون عليه ؛ لكنَّهم فشلوا , ولم يعرفوا نهاية النفق . حتى قرأت مقال الأستاذ علي البخيتي يوم أمس [إلى أين ستأخذنا لعنة القضية الجنوبية] الذي أدرك نهاية نفق المارشال ؛ بأنها إعادة الحقوق إلى أهلها ، ورفع مظالم واستعباد منذ أكثر من سبعين عاماً . وكما صرخ البخيتي بأن فدرالية إقليمين ولو انتهت بالانفصال إلى ماقبل ١٩٩٠ خيراً لهم من فدرالية ستة أقاليم سيصرخ الآخرون ..