الجمعة , 15 نوفمبر 2024
fb_img_1509280362837

كلمة القائد “عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي القاه في الاجتماع العام مع قيادة قوات المقاومة الجنوبية .

((الواقع الجديد)) الاحد 21 يناير 2018م / عدن

 

خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي

الذي القاه في الاجتماع العام

مع قيادة قوات المقاومة الجنوبية .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله  .. وبه نستعين  , والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين رسولنا الصادق الأمين / محـمد ابن عبدالله .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..

السادة أعضاء هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي

السادة القيادات العسكرية والأمنية

السادة قيادات المقاومة الجنوبية البطلة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

انه لشرف عظيم أن نلتقي بكم اليوم في هذا الإجتماع الهام، وكما قلت لممثلي الشعب يوم انعقاد الجمعية الوطنية اقول مرة اخرى انه لشرف عظيم ان نتحمل المسئولية معاً, وبالكيفية التي تليق بتضحيات شهدائنا الأبرار  .. وفاء منا لدمائهم الطاهرة الزكية , ووفاء لجماهير شعبنا الجنوبي العظيم ونضاله البطولي .. وفاء لحقنا المشروع في الاستقلال وبناء دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة وعاصمتها عدن.

أيها الشعب الجنوبي العظيم … يا أبطالنا الأشاوس

منطلقين من مسئوليتنا التاريخية تجاه قضيتنا الوطنية, وتجاه شعبنا الباسل الصابر وتضحياته الجسيمة التي قدمها من اجل وطنه وسيادته على ترابه الوطني .. ومن ادراكنا العميق لدورنا ومسئوليتنا وواجباتنا تجاه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الرامية الى هزيمة المشروع الايراني في اليمن والانتصار لقضايا الامة العربية وحماية أمنها القومي, فقد كنا نحن الجنوبيون وما زلنا جزء فاعلا من كل ذلك .. وقد اثبتت المراحل السابقة اننا في الجنوب سنداً ولم نكن عبءً على التحالف العربي, وكنا نحن الجنوبيون عوناً ولم نكن متخاذلين في اي مرحلة من مراحل الصدام, ولم يسجلَ علينا في الجنوب كقوة سياسية او عسكرية او اجتماعية ما يمكن ان يحسب علينا سلباً  في اي مسار من مسارات الحرب والسياسة وكنا نحن الجنوبيون وبلا منازع خير حليف لعاصفة الحزم والأمل منذ انطلاقها حتى اليوم.

ومن جانب آخر … كنا نتطلع بمسئولية الى بناء شراكة حقيقية مع (الشرعية) تقوم على اساس الاحترام المتبادل لمعنى الشراكة وأدبياتها السياسية التي تعترف بوجودنا وحضور قضيتنا, والتي تحترم ارادة شعب الجنوب وتضحياته ولا تستخف بها او تحاربها, الا ان قرارات الحكومة الشرعية قد استولت عليها قوى سياسية ونفعية خالفت كل ما سبق، وجعلت من المجموع الجنوبي بشكل عام والمجلس الانتقالي الجنوبي بشكل خاص هدفا للمجابهة واعلنت الحرب عليه بشتى الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة, فباتت قراراتها تستهدف جميع القيادات الجنوبية بشكل واضح, وفي حالة متطابقة وتكراراَ متكامل لتلك الحالة التي انتهجت في العقود الماضية ضد الجنوب أرضاً وانساناً.

كما وسخّرت “حكومة الشرعية اليمنية” كل امكانياتها وطاقاتها لمواجهة الجنوب وشعبه ومشروعه الوطني وكأن مهمتها الرئيسية تكمن في تدمير الجنوب ومحاربة شعبه وكسر ارادته والنيل من معنويات ابطاله, وهي حينما تفعل ذلك انما تفعله استعداءً واستهدافاً للشعب الجنوبي، ومخالفة لأهداف التحالف العربي ودعماً للمشروع الإيراني ومشروع الحكومة القطرية وكذلك مشروع الحكومة التركية، متناسية المهام والواجبات التي تقوم بها اي حكومة في العالم في الأحوال الطبيعية ناهيك عن الأحوال الاستثنائية كما نعيشها حاليا .

ان هذا العمل الممنهج و العدواني الذي بموجبه بات الجنوب هو العدو الرئيسي لحكومة الفشل والفساد بدلا عن الحوثيين ومشروعهم وما يصرف عليه من اموال طائله وجهود ظالمة, انتج وضعا اقتصاديا وامنيا واجتماعيا متدهوراً لم يشهد له تاريخ الجنوب مثيلا من قبل، حتى هوى المجتمع الى مستويات غير مسبوقة من الفقر والمجاعة وتفشي الامراض والأوبئة, و انتج تدهورا مخيفا في الخدمات العامة والمعيشية يصل الى مستوى الجريمة .. وهو وضع لا يمكن له ابدا أن يخدم الأهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم , خاصة مع ما انتجته من حالة غضب وغليان في الوسط الشعبي الجنوبي.

ان “حكومة الشرعية اليمنية” لم تكتفي بذلك بل شرعت في شن حرب اعلامية كبيرة تستهدف الشعب الجنوبي وخياراته المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي ودوره وقياداته قبل ان تتحول بعد ذلك الى التشكيك في دور وتواجد التحالف العربي واهدافه في الجنوب خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة بغرض خلق حالة من الشك والريبة لدى جماهير الشعب لصرف انتباههم عن فشلها الكبير ومسئوليتها في وصول الاوضاع الى هذه الحالة المتدهورة والخطيرة, وهي تفعل كل ذلك بوسائلها الكثيرة التي تسيطر عليها وتديرها بمنهجية حسب مخططات عدائية مرسومة.

واننا ازاء كل ذلك .. ومع استنفاذنا لكافة الطرق والوسائل التي حاولنا عبرها خلق اجواء شراكة في العمل العام بعيدا عن المواقف السياسية, ولأن النار قد وصلت الى باب كل مواطن جنوبي .. ولأن المزيد من الصمت على كل ما يحدث سينتهي بنا وبشعبنا وقضيتنا الى موت حقيقي, فانني ادعوكم الى التوافق على ما يلي:

اولا : التزامنا الكامل لدول التحالف العربي بالمضي معهم يدا بيد حتى تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم والأمل وحتى القضاء على كل ما يهدد الامن القومي العربي وفق امكانياتنا المتاحة.

ثانيا : أدعوكم ومن منطلق وطني ومسؤول الى اتخاذ موقف حازم تجاه عبث حكومة الشرعية، بما ينهي معاناة شعبنا الجنوبي ويحمي مكتسباته ويصون تضحياته الوطنية. ونؤكد على اننا سنكون سوياً في مقدمة الصفوف لتنفيذ ما يتم التوافق عليه في هذا الإجتماع.

ثالثاً : الرفض القاطع لإنعقاد مجلس النواب اليمني في العاصمة عدن وعموم الجنوب، والتأكيد على ان ذلك لا يمكن ان يتم حفاظاً على مستقبلنا السياسي، واحتراماً لقضيتنا التي ضحيّنا من اجلها بدماءٍ زاكية وغالية.

رابعاً : لقد حارب شعبنا ببسالة مؤمنا بهدفه الوطني في تحرير بلاده الجنوب واقامة دولته الحرة المستقلة، ومؤمنا بذات القدر باهداف عاصفة الحزم السياسية والعسكرية ولا يزال ولن يتراجع عن ايمانه والتزامه تجاه هذه الأهداف الإستراتيجية أبداً. واستناداً الى التفويض الشعبي واعلان عدن التاريخي والى مصالحنا الأمنية، فإننا نؤكد على ان وجود اي قوات عسكرية شمالية مسلحة يتعارض مع هذا الهدف, وفيه استفزازا لمشاعر شعبنا العظيم وانتقاصاً من تضحيات ودماء الشهداء والجرحى، لذا فإننا نرفض تواجد اي قوات شمالية مسلحة في الجنوب وهذا بالنسبة لنا مبدأ واضح. مقدرين ومتفهمين ما يتعلق بهذا الأمر من مصالح مشتركة تخص التحالف العربي في تحقيق اهدافه العسكرية في الشمال ومتفهمين أيضاً لدورهم العسكري في الشمال ولضرورة بناء قوات مقاومة شمالية لمحاربة الحوثي في الشمال.

خامساً : نؤكد بشكل كامل على دعمنا الكامل لقوات المقاومة الشعبية الشمالية التي تدعمها دول التحالف العربي في كل ما يمكن ان يساعدها في دحر المشروع الحوثي الإيراني، وسنكون السند والعون حماية لأرواح الأبرياء ودفاعاً عن شعبنا وعن المشروع العربي وحماية لوطننا وتحقيقاً لأهداف دول التحالف العربي، وسنشارك بجانبهم حتى تحقيق النصر على المشروع الإيراني الفارسي بشكل كامل.

سادساً : اننا ندرك الدواعي الانسانية التي يمكن ان تدفع بالنازحين في الشمال الشقيق للهروب من جحيم الحوثيين الى الجنوب, ونحن لا نمانع أبداً من استقبال هؤلاء المغلوب على أمرهم، ويدعو المجلس الإنتقالي الجنوبي دول العالم أجمع والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المختصة بشؤون النازحين والمختصة بدعم العمليات الإنسانية الى توفير الدعم اللازم لمساعدة هؤلاء، ومساعدتنا على ايجاد آلية واضحة وناجحة تضمن رعايتهم من خلال قاعدة بيانات واسعة تضمن ايصال الدعم اللزم لأماكن تواجدهم وتضمن كذلك عدم وجود عناصر عسكرية واستخباراتية أو إرهابية ضمن موجات النازحين وبالوسائل التي يمكن ان تؤكد على ذلك بما يخدم الأهداف العسكرية لعاصفة الحزم، ويحمي أمننا الوطني.

سابعاً : اننا نثمن الثقة الكبيرة التي اولاها لنا شعب الجنوب , ونؤكد له في هذه المناسبة اننا لا يمكن ان نتنازل عن اي من اهدافنا المعلنة في بيان عدن التاريخي الذي بموجبه تم تفويضنا لتشكيل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي, كما نطلب من جماهير شعبنا الثبات في هذه الظروف السياسية الحرجة وحماية وحدتنا الوطنية .. يا ابناء الشعب، كونوا على ثقة كاملة بأننا على ما تعاهدنا عليه معكم ماضون مهما كانت التضحيات، وهذا عهد الصادقين للصادقين وعهد الرجال للرجال.

ثامناً : لقد سطرت المقاومة الجنوبية الباسلة مواقف مشرفة في معركة الدفاع عن الجنوب, انتصرت فيها لقضيتنا الرئيسة ودافعت فيها عن الشعب الجنوبي وارادته الحرة حينما تطلب منها الأمر ذلك, ونحن اليوم بها ماضون في مشوارنا القائم على اسس ثابتة وقواعد راسخة لا تهزها الظروف، تتلخص في التحرير والإستقلال وحماية الشعب الجنوبي ومكتسباته.

ايها الأبطال

اننا نعي خطورة وأهمية المرحلة .. ونعي مسئوليتنا جيدا .. وسوف نتحملها على اكمل وجه .. ونسأل الله التوفيق للجميع ..

الرحمة والغفران لشهدائنا الأبرار الباقون في ذاكرتنا وقلوبنا وتاريخنا، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والحرية لأسرانا الذين لن ننساهم أبداً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.