((الواقع الجديد)) الاحد 21 يناير 2018م / عدن
المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية بتشكيلاتها والمقاومة الجنوبية : تحديد الأهداف ، خطوات مدروسة بدقة ، فعل ميداني ممنهج ، تحرك سياسي خارجي متوازي .
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان اجتماع “قوات المقاومة الجنوبية”
____________________________
انطلاقا من المسؤولية الوطنية التي فرضتها ظروف المرحلة وطبيعة النضال والكفاح في هذه اللحظة الفارقة من تأريخ شعبنا الجنوبي الباسل، وما سبقها من مراحل نضالية دفع فيها شعبنا فلذات كبده فداء للحرية والكرامة والخلاص من جور الظلم ونير الاستكبار والعنجهية.
ونتيجة لما آلت اليه الاوضاع من سوء وانهيار وصل معها شعبنا الجنوبي الى مرحلة اللاعودة، وإما ان يكون أو لا يكون، يأتي اجتماعنا اليوم امتداداً لمراحل النضال الجنوبي وانقاذ شعبنا من معاناته، والتي كان آخرها التصدي لمليشيات ايران وكسر مشروعها الفارسي، حيث خاضت المقاومة الجنوبية بإسناد التحالف العربي معركة الأمة، وسطرت ملاحم بطولية وانتصرت في معاركها سواء ضد الحوثيين او الجماعات الارهابية وهي الانتصارات التي لا ينكرها إلا جاحد او مكابر.
لقد اعتقد شعبنا الجنوبي انه وبتحرير ارضه من مليشيات الحوثي الايرانية، قد تخلص من معاناة جثمت على انفاسه طويلا، إلا انه اليوم يعاني من وجه اخر لتلك المليشيات، جعلت معاناته تبلغ حالة غير مسبوقة على مختلف الاصعدة التي تتعلق بالحياة العامة والخدماتية حتى في ابسط صورها سواء فيما يتعلق بالكهرباء او المياه او الخدمات الصحية او التعليمية او الوظيفية، واختلاق ازمات حادة في المشتقات النفطية وصلت الى مرحلة الإذلال والإهانة.
إن اللحظات الحرجة والمعاناة الكبيرة التي يمر بها شعبنا الجنوبي اليوم، عقب تأريخ طويل من النضال والكفاح والتضحيات، تحتم على كل جنوبي حر وشريف، قيادات وافراد وشعب رص الصفوف والعمل معاً للوقوف ببسالة في مجابهة ما آلت اليه الاوضاع من خطورة لا تُحتمل، جراء مكابرة حكومة الشرعية وإستمرارها انتهاج سياسة التجويع والفساد والعبث وعجزها عن معالجة أي من الملفات التي تؤرق شعبنا كملفات (الشهداء والجرحى ورواتب الموظفين والمتقاعدين وتوفير الخدمات الاساسية وتعزيز الامن والاستقرار وتطبيع الحياة والنهوض بالاقتصاد والمعيشة، وإعادة الإعمار والبدء بالتنمية) وفوق هذا مارست تلك الحكومة سياسات التعذيب وزرع الخلافات والاضرار بالنسيج الاجتماعي الجنوبي وخلق بذور صراعات مستقبلية.
لقد استغلت حكومة الشرعية الفاسدة انشغال ابطال المقاومة الجنوبية في خوض المعركة الى جانب التحالف العربي ضد الحوثيين والمستمرة في جبهات الحدود وكذا في عمق المحافظات الشمالية ايماناً من المقاومة الجنوبية بضرورة تحقيق الأهداف السامية للتحالف العربي. لتستمر تلك الحكومة في غيها وعبثها بتجويع أهلنا وشعبنا وتجريعه المعاناة تلو المعاناة، وايصاله الى مشارف كارثة الجوع والمجاعة، والموت المحقق.
لقد صبر شعبنا الجنوبي كثيراً، وحذرت المقاومة الجنوبية مراراً وتكراراً، وانتهجت سياسة ضبط النفس، وأبدت تعاملا مرناً امام ما تمارسه حكومة الشرعية، إلا ان ذلك لم يعد مفيداً، مع صلف الحكومة التي لم تتعض من مصير اسلافها الذين اتهموا الجنوب بالموالاة لإيران واثبتت الايام انهم هم عملاء إيران، وادّعوا محاربتهم للإرهاب وأثبتت الوقائع ان الارهاب يخرج من بين أيديهم ومن داخل مكاتبهم، وهذا ما يحدث مع حكومة الشرعية المخترقة بعلاقات مشبوهة مع ايران وقطر تحاول تتجير الشرعية لتصفية حساباتها مع دول التحالف العربي والاقليم من خلال استهداف القوى الجنوبية الحية التي هزمت مليشيات ايران، وكسرت مشروعها الفارسي العدواني في الجنوب .
إن المقاومة الجنوبية وهي تؤكد أن دماء شهداء الجنوب التي لا تزال تروي الأرض حتى هذه اللحظة، في كل جبهات القتال بما فيها جبهات الشمال، هي امانة في عنقها ولا يمكن السماح لأيً كان بتجاوزها او الغائها، وهي تضحيات قدمها ويقدمها الجنوبيين، تحقيقاً لهدف شعب الجنوب في التحرير والاستقلال واستعادة دولته والذي ناضل من اجله طويلاً، ونصرة لأهداف التحالف العربي وليست لأجل إعادة وتدوير قوى الفساد والعبث وإعادة انتاجها من جديد.
وعليه تؤكد المقاومة الجنوبية وبمسؤولية كاملة، وفي لحظة فارقة من تأريخ شعبنا الجنوبي، على الفعل الثوري في حماية مكتسبات شعبنا التاريخية وتعزيز امنه واستقراره وامن المنطقة عامة، والحفاظ على نسيجه الاجتماعي، وحماية خياراته واستحقاقاته السياسية وتحقيق تطلعاته المشروعة، وذلك على التالي:
– أولاً:تؤكد المقاومة الجنوبية على اسمها الرسمي التالي: (قوات المقاومة الجنوبية) لتكون نواة الأساس لإعادة تأسيس المؤسستين الامنية والعسكرية الجنوبية.
– ثانياً:تعلن قوات المقاومة الجنوبية حالة الطوارئ في العاصمة عدن والبدء باجراءات اسقاط حكومة الشرعية واستبدالها بحكومة كفاءات وطنية، وذلك بناء على محددات واسباب جوهرية ومشروعة، انقاذا لشعبنا من جحيم الكارثة والموت المحقق الذي تقوده اليه تلك الحكومة الفاسدة.
– ثالثاً:ترفض قوات المقاومة الجنوبية أي نشاط عسكري لأي قوات شمالية مسلحة على ارض الجنوب او مسؤولين شماليين سواء داخل الشرعية او خارجها، مع تأكيدها ودعمها لأي قوات شمالية بقيادة التحالف مواجهة للحوثي لتحرير الشمال من هذه العصابة المارقة لأن بقائها يشكل خطراً على جنوبنا الحبيب وعلى أمن المنطقة والأمن القومي العربي.
– رابعاً: نجدد نحن قوات المقاومة الجنوبية التزامنا التام باستقبال النازحين المدنيين من اخوتنا الشماليين وتقديم كافة الحماية والمساعدة الانسانية لهم وفقا لقوانين الامم المتحدة، مع التأكيد على حق اجهزة الامن في القيام بواجباتها الروتينية في حماية الامن .
– خامساً:تدعو قوات المقاومة الجنوبية قواتها في عموم مناطق ومدن الجنوب الى الاستنفار التام والاستعداد لأي طارئ وتعزيز الجبهات الحدودية للدفاع عن الجنوب، وتأمين الأماكن الحيوية.
– سادساً:ندعو شعبنا الجنوبي بكل قواه الثورية الحية، ومكوناته الاجتماعية للاصطفاف العاجل والالتفاف حول قوات المقاومة الجنوبية والزحف الى العاصمة عدن وعلى رأسها (نقابات الجنوب واتحاداته الطلابية ونخبه الاكاديمية والعلمية والاجتماعية) لقول كلمة الفصل وانقاذ الجنوب من الموت.
– سابعاً:ندعو اخواننا من ضباط وجنود وقيادات جميع الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبيين الى التحلي بالمسؤولية الوطنية الجنوبية وادراك حساسية المرحلة، والوقوف في صف أهلهم واخوانهم وابنائهم وما يتطلبه ذلك من مواقف وطنية مشرفة الى جانب شعبنا الجنوبي، وندعوهم لعدم الانصياع لأي اوامر من شأنها تفريق اللحمة الجنوبية او مواجهة شعبنا او سفك أي قطرة دم على ارض الجنوب.
– ثامناً:ندعو فخامة الرئيس هادي الى الاستماع لصوت العقل واستباق خوضنا لهذا المعترك مع حكومة الشرعية وتلافي الوضع من خلال اقالة حكومة بن دغر واحالتها للمحاكمة جراء ما اقترفته من جرائم بحق شعبنا الجنوبي. ونمهل فخامة الرئيس هادي اسبوعاً كاملاً بعدها سنبدأ بإجراءاتنا.
– تاسعاً:تؤكد قوات المقاومة الجنوبية على تمسكها بإعلان عدن التاريخي وعلى دعمها الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي وتؤكد انها تقف خلفه باعتباره الممثل السياسي عن شعب الجنوب وقضيته، وتلتزم برنامجه التصعيدي واجراءاته الموضوعة حتى اسقاط حكومة الشرعية.
– عاشراً: نؤكد على دعمنا الكامل للتحالف العربي في تحقيق اهدافه المثلى والكاملة ضد مليشيات الحوثيين الايرانية الفارسية، وسنقف معه حتى النصر.
– وأخيراً:نجدد حرصنا الدائم على امن واستقرار العاصمة عدن، وكافة محافظات الجنوب، وأن كل ما سنقدم عليه هو من اجل حماية وطننا المحرر وشعبنا الباسل، ودعم وتعزيز الأمن والاستقرار وحماية لمكتسباته وانتصارات التحالف العربي في أرضنا والتي كان ثمنها غالياً دفعه شعبنا خلال مسيرته النضالية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله وكلينا وهو نعم المولى ونعم النصير