الأحد , 22 ديسمبر 2024
img-20180113-wa0001

حياة مؤلمة . . وأنعدام للخدمات المعيشية بوآدي المسيلة نتيجتها التهميش والأهمال من السلطات المعنية !!

 (( الواقع الجديد)) السبت 13 يناير 2018 / المهرة

تقرير وتصوير / عماد باحميش

 

أثناء نزولي الى وآدي المسيلة لامست معاناة سكانها بسبب غياب أبسط مقومات الحياة ، أبناء وآدي المسيلة وضواحيها يتمسكون بالبقاء في مناطقهم رغم وعورة التضاريس ، وصعوبة الحياة المفروضة بقسوتها ومرارتها ، وحرمانهم من أبسط الخدمات الحياتية ومقومات الحياة الآدمية والعيش الكريم فأنهم يعيشون في أسوى الحالات المزرية ومرارة الحياة .

 

وتعتبر وآدي المسيلة وضواحيها من أكبر التجمعات السكانية البشرية على مستوى مديرية المسيلة بمحافظة المهرة بحجم جغرافية المنطقة بتضاريسها  وتضم نحو أكثر من 15 ـ 20 قرية ، ومنازلهم المبنية من الطين والقش حيث تتميز مناطق وآدي المسيلة بالمناظر الطبيعية الخلابة وتشتهر بتربية الأغنام وزراعة النخيل التي يتم ريها من خلال مياة السيول و عيون المياة الطبيعية فهي تعتبر من أشهر الثروات التي تشتهر بها محافظة المهرة وهي الثروة الحيوانية والزراعية ، غير أن معظم أهالي وآدي المسيلة  يشكون عدم اعتماد معاين كافية في المنطقة للاستفادة من مياه السيول والعيون ، إضافة إلى رعي الأغنام والمواشي كما يمتازون إهالي الوادي بكرم الضيف وهي من عادات أهل المهرة المعروفة منذ القدم .

 

سنتحدث في هذه التقرير عن معاناة آهالي وآدي المسيلة الذي يشكون من صعوبة العيش من خلال أنعدام أبسط مقومات الحياة الضروية التي لا يستغنى عنها المواطن في حياتة والصعوبات التي وتواجههم في حياتهم اليومية :

 

أولاً : وعورة الطريق : يشكل طريق وآدي المسيلة أكبر هموم ومعاناة ومرارة سكان مناطق الوادي وضواحيها  فهو مطلب لجميع آهالي المنطقة ، فيعتبر سبب ترتبت عليه تداعيات كثيرة ونتائج أصبحت كظواهر معتادة عليهم والتي هي السبب الرئيسي لمعاناة المواطنين هناك ، لأنها تحرمهم من متطلبات الحياة المعيشية كذلك هي السبب في تعثر وحرمانهم من المشاريع والخدمات والتنمية رغم الظروف المعيشية الصعبة لحياتهم ، حيث إن الطريق وعرة جداً ويصعب المرور عليها الا بسيارات خاصة بسبب غزارة الرمال والمياة الجارية والمنحدرات الخطيرة كما لا تتسع مسافتها الا لسيارة واحدة فقط عند العبور  وابناء وآدي المسيلة يتضررون ويصرخون من معاناة الطريق لانه يشكل عائقاً عليهم ومعاناة في المواصلات وكما أن نقل المريض تشكل معاناة أكبر للمواطن مما يجعلة يتحمل تكاليف اجرة السيارة لنقل المريض لإسعافه الى منطقة العيص أو مديرية سيحوت التي تبعد عن الوآدي ساعات وهناك حالات تم أسعافها الأ أنهاء توفيت في الطريق لبعد المسافة ووعورة الطريق .

 

ثانياً : الـتعليم : تنتشر الأمية في وآدي المسيلة و ضواحيها بنسبة كبيرة بين المواطنين ليس لتخلفها أنما بحكم الأمكانيات المتاحة لديهم وهو تشكل احد العوامل الرئيسية لحرمان ابنائهم وبناتهم من التعليم فهناك مناطق لا توجد بها مدارس مكتملة حيث توجد بعضها الى الصف الثالث وان وجدت في بعض القرى الى الصف الخامس أو السادس أساسي وبالتالي يترك حوالي 70 بالمئة من طلاب مناطق وضواحي وآدي المسيلة  الدراسة بعد اكتمال الصف السادس واضطر بعضهم الى الانتقال الى المدن  لإكمال المرحلة الاساسية والثانوية ، وأما من حيث تعليم الفتاه فهو يشكل نسبة مرتفعة جداً عن باقي مناطق مديرية المسيلة بسبب ظاهرة الزواج المبكر أو عدم قدرت أهاليهن على تكاليف الدراسة أو الأنتقال بهن الى المدن لعدم توافر سكنات خاصة بالبنات وهي التي تحرم الفتاة من حقها في التعليم ويمكن ازالة ظاهرة الزواج المبكر بصورة سريعة في حالة توفر الخدمات والظروف الملائمة فيصبح من السهل ازالة هذا العائق ، ولعل معظم مدارس الوآدي لديها  نقص في الغرف الدراسية و الكتب المدرسية نتيجة آهمال الجهات المختصة والعل السبب الذي جعل هذه الجهات تقوم بذلك هو بعد المسافة وإستغلال طيبة أهلها .

 

ثالثاً : الخدمات الصحية و الكهرباء : أغلب مناطق وآدي المسيلة وضواحيها تفتقر للوحدات الصحية وان وجدت وحدات في بعض القرى الأ إن وجودها ليس بالشكل المطلوب فهناك عجز في المقومات الاساسية للوحدة الصحية من مستلزمات وادوية والاجهزة الطبية والكادر المتخصص حيث ان غالبية الحالات يتم نقلها الى المدن حسب ما ذكرت أعلآة  ويتحمل المواطن تكلفة النقل وأجرة السيارة لإسعافه وهذا يمثل خسارة كبيرة على المواطن نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية اضافة الى وعورة الطريق وقد لايستطيع البعض أسعاف مريضة  والسبب يعود الى عدم قدرتة على دفع أجرة السيارة كونة حالتة المعيشية صعبة وقد يأدي ذلك الى وفاة المريض ، أما خدمة الكهرباء تعيش مناطق الوآدي وضواحيها في ظلام دامس بسبب عدم وجود مشروع الكهرباء وتجاهل السلطات في الدولة لاعتماد مشروع كهرباء فالتساؤلات كثيرة للمواطن عن تجاهل السلطة وآدي المسيلة في توفير الكهرباء للمنطقة والخدمات الضرورية الأخرى برغم إنها حقوق ومطالب مشروعة  والواجب على السلطة تلبيتها كغيرهم من المناطق وإن خدمة الكهرباء تعد كذلك من الخدمات المهمة بنسبة للمواطن .

 

رابعاً : المياة و الأتصال : وحول مشروع المياه فمناطق وآدي المسيلة تفتقد  مشروع المياه فيها فهم يعتمدون على الآبار المكشرفة أو مياة السيول أو المياة الجارية والتي كانت نتيجتها وفاة بعض الأطفال بسبب إصابتهم بمرض الكوليرا فكثير  مناطق الوآدي تعاني الحرمان من مشروع المياه ويضطر الناس الى سد حاجاتهم بشرب المياه الغير الصالحة للشرب وعلى ذلك فإن وآدي المسيلة بحاجة الى مشروع مياه كبير ليغطي كافة المناطق سواء كان باستغلال مياه العيون أو عن طريق حفر الأبار وهنا يمكن دور السلطة بالمحافظة ، ولاشك أن خدمة الأتصال تعتبر من أهم الخدمات كونها تسهل على المواطن الكثير من الأمور وتقرب المسافات الا أن هذه خدمة الأتصالات لا تتوفر في وآدي المسيلة فأول ما توصل حدود الوآدي سنقطع الشبكة فيصبح الزائر في عالم مجهول ولا يعلم عنه شي فكيف بأبناء الوآدي الذي تبعد منطقتهم ساعات عن المدن ؟ فطبيعة الأتصال في الوآدي المسيلة في حالة حدوث أي أمر طارئ يتم أرسال سيارة الى المدن لطلب النجدة والسؤال هنا أن لم يلقى هؤلا المواطنين المواصلات ؟؟ فيكف بهم أرسال نجندتهم ليتم بعد ذلك أغاثتهم سيصبح المواطن في معاناتة تلك الا اذا قدر الله له عمراً جديد فتوفير خدمة الأتصال بوآدي المسيلة أصبح مهم جداً وذلك للأتصال والتواصل في حالة أي أمر طارئ مفاجئ كونها منطقة بعيدة .

 

خامساً : حياة معيشيه صعبة : أن أبرز المشاهد المؤلمة التي شاهتها أثناء زيارتي لوآدي المسيلة هو ان يقوم المواطنون بالتسوق في سوق مديرية سيحوت والمسافة إلى تلك الأسواق تقضي على المرء أن يصبر نحو أربع ساعات من وعورة ومشقة الطريق والمشكلة التي يشكو منها أهالي الوآدي تكمن في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وكثير من الناس في الوآدي يعانون شظف العيش والحياة صعبة ومعقدة بالنسبة لهم فهم يعيشون على المساعدات الإغاثية التي تقدمها لهم الجمعيات الخيرية أو الرعاية الاجتماعية التي أنقطعت نتيجة أوضاع الحرب ناهيك عن البنية التحتية لمناطق الوآدي فحوالي 90% سكانها  عائشون في منازل من طين وبعضهم تحتوي منازلهم على غرفة أو غرفتين وبمعظمها تجدها بلا حمامات وهذا أن ذل أنماء ذل على صعوبة الحياة في تلك المنطقة .

 

أهالي وآدي المسيلة الكرماء الطيبين  تعرضوا خلال سنوات طوال للإقصاء والتهميش والإهمال من قبل السلطات التي تعاقبت على هذه البلاد ولم يزرهم أي مسؤول في المحافظة ليتفقد احوالهم واوضاعهم في عدد من قرى ومناطق وآدي المسيلة ليرى الواقع المرير والحالة المعيشية الصعبة والمزرية لدى سكانها ، حيث يعاني كثير من الأسر صعوبة العيش لاسيما وأن كثيراً من الناس  بدون عمل وأن وجد فأنهم  يسخرون عملهم في المزارع أو تربية المواشي .

 

وفي الأخير نرسل رسالة ومناشدة الى السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الحقوقية وأهل الخير وأكرر السلطة المحلية بالمحافظة النظر بعين الأعتبار والأنسانية لسكان ومناطق وآدي المسيلة وأعطائها أهتمام كغيرهم من مناطق ومديريات المحافظة كونهم ومواطنين بشر محسوبين على المجتمع المهري كغيرهم من المواطنين ، فسكان وآدي المسيلة  تعددت وتكررت وطالت معاناتهم كثيراً وصرخات الأم والآهات صدرت من تلك المناطق مراراً الأ أن لا يوجد من يستمع لهم ويخفف عنهم قليلاً من عبء الحياة المريرة والمؤلمة التي يعيشونها مع غياب تام وجذري للسلطة والجهات المعنية رغم أدراكهم وعلمهم جيداً بقدر المعاناة المزرية التي يعيشة أهالي وآدي المسيلة الا أنهم يتقصدون الصمت والتجاهل دون معرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك الصمت .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.