((الواقع الجديد)) الجمعة 29 ديسمبر 2017 / متابعات
أكد مصدر مطلع في تصريحات إلى «الوطن»، سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في اليمن نتيجة العمليات الفاشلة لإطلاق الصواريخ متعددة الأنواع من جانب الميليشيات الحوثية، مبينا أن الصواريخ والأسلحة والذخائر يتم تخزينها بكميات كبيرة في مواقع آهلة بالسكان.
وأوضح المصدر أن ترسانة الأسلحة المخزنة تشكل خطرا كبيرا على المدنيين، خاصة على الأطفال وكبار السن، نظرا لقربها من المواد الاستهلاكية سريعة الاشتعال التي يستعملها المدنيون بشكل يومي.
نقل الصواريخ
أضاف المصدر «إن الأخطر من ذلك، هو قيام الميليشيات بنقل عدد من الصواريخ والأسلحة والألغام من مخازنها المختلفة في وزارة الدفاع الواقعة تحت قبضتهم عقب اجتياحهم العاصمة صنعاء، إلى مناطق سكنية أخرى، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة التي تصلهم من إيران بشكل سري، ويتم تخزينها ووضعها في المناطق المدنية».
وأشار المصدر إلى أن المواقع التي تخزن فيها الأسلحة والصواريخ تتمثل في المدارس، والمستشفيات وبعض المنازل الكبيرة، لافتا إلى أن الصواريخ التي أطلقت في الآونة الأخيرة كانت من داخل الأحياء السكنية، وأغلبها باتجاه محافظة مأرب، والمناطق الحدودية، إلا أن غالبيتها سقطت بعد إطلاقها بمسافات قليلة جدا، وذهب ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء.
عسكرة المحافظات
شدد المصدر على أن الميليشيات الانقلابية تحاول التنصل من أي عملية إطلاق فاشلة تسببت في إيذاء المدنيين، عبر اتهام الشرعية والتحالف العربي بالوقوف خلفها، مستغلين جهل بعض المدنيين بعدم التفريق بين إطلاق الصواريخ وبين الغارات الجوية، علاوة على استهداف المناسبات الشعبية عشوائيا، وتفجير المنازل لتوريط واتهام القوات الشرعية.
واتهم المصدر الميليشيات الحوثية بالسعي إلى تحويل كامل المحافظات اليمنية إلى ما يشبه محافظة صعدة التي جعلوا من كهوفها وأنفاقها ومنازلها ومدارسها ومستشفياتها ثكنات عسكرية، مبينا أن المحافظات المتبقية تحت سلطتهم تمت عسكرتها بشكل مخيف، وتحولت مؤسساتها ومناطقها المدنية إلى مخازن للأسلحة والصواريخ والذخائر.
تعمد استهداف المدنيين
من جانبه، صرح مدير التوجيه المعنوي في الجيش اليمني، اللواء محسن خصروف إلى «الوطن» بأن جرائم الحوثيين ضد المجتمع اليمني أصبحت مكشوفة، حيث إن الهزائم المتلاحقة التي يتكبدونها على الجبهات، يعوضونها باستهداف الأحياء السكنية والمدارس والأسواق العشوائية والمراكز الصحية في تعز ومأرب وغيرهما، وتهديد أمن الملاحة والمنطقة بشكل عام.
وأضاف خصروف «هناك صواريخ تم إطلاقها من مواقع مدنية بكثرة في محافظتي ذمار وتعز وغيرهما، وفشلت بعد إطلاقها بلحظات قصيرة، إلا أنها تسببت في أضرار مدنية وخسائر بشرية».
وتطرق خصروف إلى الصاروخ الباليستي الذي سقط في صنعاء مؤخرا، واتهمت الميليشيات بأن التحالف يقف خلفه، إلا أن المواطنين شاهدوا أن موقع إطلاقه كان من داخل العاصمة، وسقط بعد لحظات قصيرة، مؤكدا أن أكبر ضحايا الانقلابيين هم من الأطفال. وأوضح خصروف أن العمليات الفاشلة لإطلاق الصواريخ باتجاه مناطق متفرقة، يعود إلى قلة خبرة الميليشيات في تصنيعها وتركيبها، رغم وجود الخبراء الإيرانيين في مناطقهم.
انعدام الخبرات
في غضون ذلك، صرح أحد المسؤولين والخبراء في الصواريخ اليمنية إلى «الوطن» بأن الميليشيات الحوثية تُجهز لها الصواريخ من قبل الخبراء الإيرانيين، ويتم تخزينها داخل الأحياء السكنية لأسابيع وأشهر، قبل إطلاقها بجوار البيوت المأهولة بالسكان. وأوضح المصدر أن سبب سقوط العديد منها يعود إلى نتيجة التجهيز الخاطئ في التعبئة والمسح، باعتبار أن الجسم الصاروخي له منطقة محددة للإقلاع والسقوط، فضلا عن وجود الجوانب الفنية الأخرى مثل التخزين والوقود السائل أو الجاف. ولفت المصدر إلى أن الميليشيات المتمردة أصبحت تعبث بالصواريخ وتحولها من أنظمة دفاعية إلى صواريخ برية، مؤكدا أن صواريخ إيرانية الصنع أُدخلت إلى اليمن عبر 3 رحلات يومية سابقة، مما يفضح الدعم الإيراني المستمر للانقلابيين.