((الواقع الجديد)) 24 ديسمبر 2017
مشعل السديري
أكدت اختصاصية نفسية في محاضرة لها أن عطر المرأة ينبه 3000 خلية عصبية تضخ في مخ الرجل حين يشم عطر امرأة.
وأبصم بالعشر أن تلك الإحصائية صادقة فيما توصلت له، أقول هذا عن تجربة ميدانية إن صح التعبير، فأنا شخصياً لا أدخل محلاً للعطور، وأمر مروراً عرضياً في القسم النسائي من المحل، حتى تتكانفني روائح العطور من كل جانب، وما إن تتغلغل في (خياشيمي) حتى أصاب بما يشبه الهيجان أو الدوخة، فأسارع للخروج أو بمعنى أصح أسارع للفرار، وأبدأ بفاصل من العطاس لا يتوقف إلاّ بعد دقيقة واحدة.
الذي حيرني هو كيف استطاعت تلك الاختصاصية العبقرية أن تحسب خلايا مخ الرجل بهذه الإحصائية الرقمية؟!
وتأكيداً لذلك فقد سبق لي أن ذكرت أنه قدر لي أن حضرت عزومة غداء عند أحد الأشخاص، وعندما انتهيت من الأكل ذهبت لأغسل يدي، وما إن انتهيت حتى فاجأني المضيف، زيادة منه في إكرامي وبدأ يرشني بعطر نسائي نفاذ، وكلما حاولت أن أمنعه وأتحاشاه لاحقني وكأنه يلاحق ذبابة لقتلها (بالفليت). لا أريد أن أحكي لكم عما واجهته بعد ذلك من الإحراجات في بيتي، فكله عندي يهون إلاّ (عطر النساء).
عموماً اتركونا من العطور وبلاويها، ودعونا نتحدث عن المرأة بوصفها كائناً مجرداً جُبل على (الجمال والتزيّن)، ولها كامل الحق في ذلك، فامرأة لا تقوم بهذا مشكوك في أنوثتها، ولكن بشيء من التعقل، فالقاعدة أنه إذا زاد الشيء على حده انقلب إلى ضده، مثلما هي عمليات التجميل، التي وصلت إلى مراحل عجيبة أو مفجعة، (كالمكياج الإلكتروني) الذي يعتبر ثورة في هذا المجال الذي توصل له اليابانيون، وذلك باستخدام مادة مخصصة على الوجه، ثم تسقط إضاءة عليه لتتغير الملامح بشكل فوري، فتتحول بعدها القردة إلى غزالة، وهذه التقنية رمز لها بـ(CGI)، لمن أرادت أن تعرف وتتأكد.
غير أن هناك نصيحة مجانية (مشعلية) من عندي أقدمها لكل امرأة تنشد بياض بشرتها، وهي عبارة عن خليط مكون من كريم (جلسوليد) + علبة 100 ملليلتر جلسرين + فكس أصلي + 3 ملاعق كبيرة زيت خروع + 4 ملاعق كبيرة زيت اللوز الحلو + 4 ملاعق كبيرة فازلين + 6 ملاعق كبيرة بودرة أطفال + 6 ملاعق كبيرة ماء ورد + ملعقة كبيرة نشاء + قرن شطة واحد + علبة زبادي + خليط الليمون والملح البحري وزيت عباد الشمس، ثم تترك على نار هادئة حتى تتجانس، ثم تدعك دعكاً عنيفاً تلك المناطق التي يراد تبييضها بليفة بالغة الخشونة لتظهر لها النتيجة بعد ثلاثة أيام، وتتذكرني بعدها وتدعو لي أو تدعو عليّ.
هل لاحظتم أنني (بتاع كلّه)، حتى في هذا المجال الخطير.