((الواقع الجديد)) الاحد 17 ديسمبر 2017
حسين شبكشي
إذا كنت تعتقد أن هذه الكلمات موجهة للفصيل الإرهابي تنظيم حزب الله في لبنان فلا تقرأ باقي المقال، لأن هذه الكلمات موجهة لأقلام وطنية وشريفة وقامات استثنائية تدافع عن الحرية، وتدفع الثمن من صحتها وأعصابها وكرامتها وأحياناً حياتها، لإبقاء صوت الرأي الحر مسموعاً والكلمة الصادقة باقية.
هناك صراع واضح في لبنان اليوم (وهو للأمانة ليس وليد اللحظة)… صراع تراكمي مع الأيام على أيدي الأنظمة الطاغية، وصولاً إلى النظام السوري الذي احتل لبنان ذات يوم، ويمارس إرهابه عليه بالوكالة عبر أذرعته القذرة كتنظيم حزب الله الإرهابي. هناك حملة ممنهجة اليوم ضد أصحاب الرأي الحر والمستقل والجريء والمختلف؛ حملة لقمع كل رأي يخرج عن الخط «المرسوم». أسماء عملاقة ومهمة يتم ابتكار أساليب مختلفة لتكبيلها واعتماد إنهاكها بادعاءات قانونية، وإقامة الدعاوى القضائية بحجج أقل ما يقال عنها «عجيبة وغريبة».
هناك أسماء «تاريخية» تم قتلها من أجهزة الطغاة التي احتكت بأنظمة لبنان وساسته، أسماء مثل كامل مروة وسليم اللوزي. واليوم هناك أسماء قدمت نفسها «فداء» لحرية الكلمة مثل جبران تويني وسمير قصير، ونجت من المصير نفسه مي شدياق، ويقف في مقدمة خطوط المواجهة أسماء عملاقة تعتبر هي المقاومة الوطنية الشريفة الحقيقية في لبنان، فولاؤها للبنان وحده، لبنان الحرية والعيش المشترك.
يخوض المعركة اليوم بكل شرف وكرامة أناس مثل مارسيل غانم ونديم قطيش وجيزيل خوري وديانا مقلد وعلي الأمين وحازم الأمين وإبراهيم فحص وعلي حمادة وعقاب صقر وبولا يعقوبيان وغيرهم، أمام أباطرة الإرهاب، وقراصنة الدم، الذين لا يعرفون لغة ولا حواراً إلا القضاء على من يخالفهم.
لبنان الذي باتت تصادر فيه الكتب، وتمنع فيه الأفلام، ويحظر تشغيل أغاني وموسيقى السيدة فيروز في الجامعات، يخوض الشرفاء الوطنيون فيه معركة الصمود الأخيرة. هم تحديداً الذين تغنت فيهم ولأجلهم السيدة فيروز «لبنان الكرامة والشعب العنيد»… هم يمثلون بواقي لبنان الجميل المؤمن برسالته في الحرية والفن والكلمة والإبداع من دون ولاء لأحد ولا تبعية لأحد ولا مرجعية لأحد ولا علم إلا علم لبنان يرفرف عليهم. هم أشبه بالطائفة المنسية، لأنها الطائفة اللبنانية الحقيقية التي ضاع صوتها أمام من سرقوا البلد تحت شعارات واهية، ودمروا علاقات أبنائه بعضهم ببعض، وشرخوا جدران الثقة التي كانت موجودة في علاقات لبنان بأشقائه العرب.
إنهم المقاومة الوطنية الوحيدة الشريفة الحقة. تحية احترام وإجلال وتقدير لهم.