السبت , 27 أبريل 2024
c57e4b33-3d7b-4f29-91b1-f36db1b0c5a7.jpeg

غلاء الأسعار وحكومة المناصفة نائمة بسبات عميق في القصور الضخمة

الواقع الجديد “الأحد 10 مارس 2024م / خاص

الغلاء الذي لم نكن نعرفه عندما كنا في دولة الجنوب كنا نعيش في أحسن حال وأمورنا طيبة ،لكن بعد دخولنا في الوحدة المشؤومة انقلبت الأمور رأسا على عقب ،ودارت عقارب الساعة في اتجاه معاكس ،وكل شيء أصبح يسير بالمقلوب ،اي بمعنى يتحكم بنا أصحاب النفوذ وحكام الغفلة الذين وجدنا أنفسنا بين ليلة وضحاها تحت حكم هؤلاء المحتلين الذين جاؤوا الينا من عصور ما قبل التاريخ ،وهم الذين شرعوا في انتهاج سياسة غريبة أسموها سياسة التجويع الممنهج ضد كل ماهو جنوبي ،واول خطوة بدؤا فيها هي تسريح الآلاف من وظائفهم عسكريين ومدنيين ،وقالوا لهم بالحرف الواحد (خليكم في بيوتكم) واستبدلوا بالجهلة والغير متعلمين وأوكلت إليهم مناصب كبيرة في دولة الإحتلال ،وهو كله نكاية بالشعب الجنوبي ،الذي كان يمتلك دولة ناجحة بكل المقاييس ،لكن للأسف الشديد ،تم بلعها وقضمها بشكل كامل حتى لا تقوم لها قائمة ،وهذا ما كانوا يخططون له منذ عشرات السنين فتحقق لهم .

ما يعانيه شعبنا اليوم من أزمات مفتعلة في كافة المجالات ،هي بفعل فاعل يريد تركيع هذا الشعب المكافح ،والصامد صمود جبال شمسان وردفان ،وسواجه كل التحديات والمؤامرات القذرة التي توجه سهامها السامة بكل وقاحة نحو الجنوب ،صنعوا لنا أزمة خانقة في الخدمات كالكهرباء والمياة ،ولم يتمكنوا من كسر عزيمة هذا الشعب ،ولم يكتفوا بذلك بل ذهبوا إلى اتخاذ سياسة التجويع وقطع الرواتب ،وهي من أخطر الكوارث التي تتعرض لها الشعوب في تاريخها ،فالحرب المتوحشة التي خاضها شعبنا مع الأعداء رغم تفوق العدو في مختلف الأسلحة التي كان يمتلكها الا انه هزم شر هزيمة من قبل القوات المسلحة الجنوبية ،وعندما رأوا أن الجنوب بسط أمره على أرضه وطهرها من القوى المعادية ،شرعوا في تجويع الشعب من خلال تأخير الرواتب ،وانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية بتواطؤ من قبل القوى اليمنية المتغطرسة والمغروسة في جسم الشرعية .

ان المعاناة على شعبنا كبيرة كالجبال ،هناك أزمة طاحنة يعيشها شعبنا المكافح سنين مرت عليه وهو صامد في وجه الأرتفاع الجنوني للأسعار في كافة مناحي الحياة الضرورية ،فالبعض اليوم لم يستطع توفير قوت يومه تخيلوا ذلك يحصل في بلادنا التي تنعم بالخيرات وشعبنا جائع ،لم يستطع توفير مستلزمات شهر رمضان الكريم ،وحكومة المناصفة نائمة في سباق عميق في القصور الضخمة ،والسيارات آخر الموديلات ،ليس من المعقول يا أمة أن نرى هناك أناس يبحثون عن لقمة كريمة ولم يجدونها ،والحكومة تزمر في وادي لا به زرع ولا بشر ولا حجر ،اذا فماذا ننتظر منهم ،فلوا كانوا يعلمون أن نار الأسعار والغلاء الفاحش يكوي أحشائنا والله لما تأخروا لحظة واحدة عن فعل المستحيل لإنقاذنا من الموت المحقق ،لكن اعتقد أن لا أحد يعلم بحال هذا الشعب المغلوب على أمره .

فالغلاء جسم غريب لم نكن نعرفه من قبل ،لكن خطيئة الوحدة هي من جعلته هذا الوحش الكاسر يأكل بأريحية من أجسادنا النحيلة ونحن مازلنا ندفع الثمن طالما أمراض الوحدة المشؤومة وبقاياها لا تزال معلقة في أي شكل من أشكال الحكم الموجود حاليا في جنوبنا الحبيب وسيستمر ذلك ،حتى تجلي هذه الغمة وتتخلص من جرب الوحدة الذي أصاب جسد جنوبنا الحبيب في يوم الشؤم 1994/7/7م الذي اجتاحت فيه الجحافل اليمنية دولتنا ومزقتها اربا اربا ،فالوضع سيء للغاية وخطير جدا وينذر بكارثة ومجاعة قادمة لن ينجو منها أحد طالما ظلت الأمور تسير إلى الأسوأ وسيموت الملايين من البشر بسبب حمى الجوع ،وستتحول مناطقنا وقرانا ومددنا إلى مقابر جماعية بسبب الجوع الذي كشر عن أنيابه السامة نتيجة عدم قدرة الآلاف من الأسر توفير ما تسد به رمق جوع اطفالها في ظل الغلاء الفاحش الذي اجتاحت كل مناطقنا ،وحكومة المناصفة تقول لنا سرى الليل وساري ،وانتم افهموها والا ما تفهموها نحن أمورنا طيبة ،وانتم سبروا أموركم ،فالغلاء وحش كاسر ماحد يقف في طريقه ،فهل تعلم حكومة المناصفة ام لا تعلم ؟ وفعلا لن يستطيع الشعب الصمود أمام هذا الوحش الكاسر الذي لا يرحم لا صغير ولا كبير ولا رجل ولا إمرأة ،اليوم على قيادتنا السياسية في المجلس الانتقالي أن لا تتأخر عن اتخاذ أي خطوة جريئة لإنقاذ الشعب من الموت الجماعي .والله من وراء القصد …!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.