“الواقع الجديد “السبت 16 ديسمبر 2017 أبين/ خاص
الحرب على الإرهاب في محافظة أبين وبدعم وإسناد وإشراف قوات التحالف العربي ودور ريادي للإمارات، تواصل تحقيق النجاحات ضد التنظيمات الإرهابية، وسط مباركة وترحيب رسمي وشعبي كبيرين وبتعاون من أهالي المحافظة التي لطالما حلم أبنائها بحملة أمنية جادة تخلصهم من آفة الإرهاب التي حرمتهم وعلى مدى سنوات من نعمة الأمن والأمان ولم تجلب لهم سوى القتل والدمار والخراب.
14 من سبتمبر الماضي – وفي إطار الحرب على الإرهاب – انطلقت حملة أمنية مشتركة تابعة لقوات الحزام الأمني في محافظتي عدن وأبين، وكانت وجهة الحملة محافظة أبين الواقعة إلى الشرق من محافظة عدن والتي تنتشر جماعات إرهابية في بعض مديرياتها، ويقول الكثيرون، إنها مدعومة من قوى النفوذ في صنعاء وعلى وجه الخصوص الانقلابيين وحزب الإصلاح (إخوان اليمن).. الحملة شارك فيها عدد من الكتائب المدربة حديثاً تم الإعداد لها مسبقاً وقُدم لها دعم عسكري من قبل التحالف العربي وعلى وجه الخصوص القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما رافق الحملة إسناد جوي من طيران التحالف.
وواصلت الحملة الأمنية التي بسطت سيطرتها على مديريات المنطقة الوسطى بمحافظة أبين تعقب جيوب تنظيم القاعدة وداعش وملاحقة عناصرهما وسط انهيار كبير في صفوف التنظيمات الإرهابية، التي وقع العديد من قادتها وأمرائها في أيادي القوات الأمنية، وأكد قادة الحملة الأمنية، أنهم وبدعم وإسناد التحالف العربي والدور الريادي للإمارات سوف يواصلون الحملة حتى يتم تطهير كل محافظة أبين من الجماعات الإرهابية.
انطلاقة ناجحة
عدد من الكتائب العسكرية المعززة بالأطقم والعربات هي قوام قوات الحملة الأمنية التي ضمت قوات مشتركة من التدخل السريع في محافظة أبين بقيادة عبداللطيف السيد، وقوات من لواء الدعم والإسناد بعدن بقيادة منير اليافعي «أبو اليمامة» (وكلها قوات تابعة للحزام الأمني) ساندتها بعض قوات الحزام الأمني المنتشرة من سابق في محافظة أبين.
الحملة التي انطلقت في الـ14من سبتمبر الجاري بدأ وعقب أقل من أسبوع على انطلاقها أنها ليست كسابقاتها من الحملات التي استهدفت الجماعات الإرهابية في محافظة أبين التي تتحصن فيها في مديريات جماعات إرهابية، وكانت حملة ناجحة منذ بدايتها، حيث حققت الحملة وفي أسبوعها الأول إنجازات كبيرة، وفي هذا الصدد تحدث لـ «الاتحاد» العميد منير محمود اليافعي قائد اللواء الأول دعم وإسناد أحد ألوية الحزام الأمني، وقال «القوات المشتركة من التدخل السريع ولواء الدعم والإسناد شاركت في الحملة وكان الخميس 14 سبتمبر موعد انطلاق المحطة الأولى للحملة الأمنية حيث استهدفت مديرية الوضيع -مسقط رأس الرئيس هادي – وركزت قواتنا المدربة حديثاً والمعززة بالأطقم العسكرية والمدرعات وإسناد جوي من الطيران على مناطق «موجان» و«ضاضة» و«السواد» وهي المناطق التي تلقينا معلومات استخباراتية بتواجد جماعات إرهابية فيها».
مبيناً: «انتشرت قواتنا في تلك المناطق ومن ثم بدأت بعملية مداهمة لأوكار عناصر إرهابية، وتم مداهمة أحد أوكار الإرهابيين في الوضيع وضبط ثلاثة من أبرز قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة أبين مديرية الوضيع، ومن بين المضبوطين، أحد أبرز قيادات التنظيم الذي كان متواجدا مع جماعة أبو سالم في مدينة المنصورة بعدن قبل أن يهرب إلى أبين بعد تطهير المنصورة من الجماعة الإرهابية العام 2015م».
وأضاف: «الأيام الأولى للحملة كانت حافلة بتحقيق الانتصارات على الجماعات الإرهابية حيث تمكنت قوات الحملة وإلى جانب ضبط عناصر إرهابية خطرة.. تمكنت من ضبط أكبر معمل لصناعة العبوات والأحزمة الناسفة واللواصق والسيارات المفخخة وجميع أنواع المتفجرات التي كانت تستخدم العناصر الإرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية في العديد من المحافظات، وتواصلت الإنجازات تباعاً وأحكمت قواتنا سيطرتها على ثلاث مديريات في المنطقة الوسطى بأبين كان يتواجد فيها جماعات إرهابية هربت بعد ملاحقتها باتجاه محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين والتي تشير الأنباء إلى أن قيادات التنظيمات الإرهابية متواجدة هناك بالإضافة إلى وجود معسكرات لداعش والقاعدة، مشيراً إلى أن بعض الجماعات والخلايا تحصنت في الجبال، وأنهم سوف يستمرون في ملاحقتها حتى يتم تطهير المحافظة من عبث الإرهاب والإرهابيين».
وأوضح اليافعي: إلى جانب ملاحقة الإرهابيين تمكنت قواتنا من إحباط هجوم شنّه خمسة من الانتحاريين التابعين للقاعدة على مقر مستحدث لقوات تابعة للحزام الأمني في بلدة مودية بمحافظة أبين جنوب اليمن الاثنين 23 أكتوبر، حيث فجر أحد المهاجمين سيارة مفخخة وعلى الرغم من إطلاق جنودنا النار إلى أنها لم تنفجر وهذا ما يجعلنا نعتقد أنها كانت مصفحة، بينما نزل زملاؤه الأربعة الآخرون – يرتدون أحزمة ناسفة – محاولين اقتحام المبنى ولكن جنودنا تصدوا لهم وقتلوا منهم اثنين وحاول اثنان الهرب فتم ملاحقتهما وقتلهما، مشيراً إلى أنه ورغم خسارة قواتنا لـ4 شهداء و9 جرحى إلى أن هذا يعد انتصاراً يحسب ليقظة قواتنا التي تمكنت من قتل أربعة انتحاريين».
مواقف شجاعة
وأشاد القائدان منير اليافعي وعبداللطيف السيد – وهما من قادة الحملة الأمنية في أبين – بالمواقف الشجاعة لقيادة التحالف العربي والمواقف الإماراتية خصوصاً إلى جانب أبناء الجنوب منذ بداية انطلاقة عاصفة الحزم، وكذلك دعمها الغير محدود للقوات الأمنية والعسكرية الجنوبية والإشراف المباشر والدعم السخي براً وجواً واستخباراتياً لجهود مكافحة الإرهاب في محافظة أبين، وأيضاً الحملات السابقة في عموم الجنوب، مشيرين إلى أن الإمارات كانت شريكا فعالا ولا تزال في مكافحة الإرهاب والتطرف، كما أشادوا بالجهود المتوازية والمتمثلة بتقديم المساعدات الأساسية والإنسانية والتنموية في مختلف المجالات وعلى رأسها بناء الجيش والأمن، منوهين إلى أن من ينكر ذلك إلا جاحد أو حاقد على الإمارات فشعب الجنوب مدين بالوفاء لحكام دولة الإمارات وشعبها، ورفعوا أسمى معاني الشكر والعرفان للقيادة الإماراتية الحكيمة وشعبها الكريم.
اعتقال أمراء القاعدة
في معرض حديثه لـ«الاتحاد»، يقول عبداللطيف السيد قائد قوات التدخل السريع في محافظة أبين: «الحملة الأمنية تواصل تحقيق الانتصارات على الإرهاب في أبين، بل وتصدت قواتنا للهجمات التي تشنها القاعدة، ففي الـ17من سبتمبر حققت قواتنا إنجازاً أمنياً أثناء تصديها لهجوم إرهابي شنه عناصر القاعدة على نقطة أمنية في منطقة الـ(شميل) في مديرية الوضيع، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الإرهابيين وقوات الحملة قتل على إثرها القيادي «الخضر باصريع» الذي كان من ضمن العناصر المهاجمة، والذي أصيب في ذلك الهجوم ليفارق الحياة في بيت مهجور قريب من موقع الاشتباكات، كما أسر عنصرين من القاعدة أثناء الهجوم، ويعتبر باصريع من أبرز قيادات تنظيم القاعدة في المنطقة الوسطى بابين كما يعد المفتي الشرعي للتنظيم».
وأضاف أن العمليات الأمنية توسعت من مديرية الوضيع لتبلغ مديريات مودية ولودر، ونفذت قواتنا مداهمات منذ بداية الحملة ولا تزال عمليات التعقب والمداهمة مستمرة، وفي عدة عمليات نوعية قبضنا على عدد من أمراء وقادة في تنظيم القاعدة المتورطين بتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات في عدد من المحافظات بينها عدن، وأبرزهم، القيادي في تنظيم القاعدة «عقيل امطلي» وكذلك محمد صالح العولقي القيادي في تنظيم القاعدة بمدينة مودية، في حين لقي أمير تنظيم القاعدة بمديرية لودر «محمد العوسجي» مصرعه على أثر رفضه التسليم أثناء مداهمة موقعه فيما سلمت ثلاثة عناصر من مرافقيه أنفسهم، مشيراً إلى تمكن القوات من ضبط عبوات وأحزمة ناسفة وجوالات ولواصق وغيرها من المستلزمات التي يستخدمها عناصر القاعدة لتنفيذ العمليات الإرهابية كان أحدها في منزل القيادي (أبو مسلم) بالمدينة».