((الواقع الجديد)) الجمعة 15 ديسمبر 2017
مشعل السديري
تنطبق على حضرتي مقولة: (إن فاقد الشيء لا يعطيه)، ورغم ذلك تستهويني قصص الغرام سواء كانت خرافية أو واقعية.
لهذا ومنذ بدايات صباي شغفت بقراءاتي لـ(روميو وجولييت) و(قيس وليلى)، وما شابه هؤلاء من العشاق، غير أن ما لفت نظري أن هناك عشاقاً قدماء تفوقوا على من ذكرتهم، فعلى سبيل المثال: اكتشف علماء الآثار في إيطاليا رفات رجل وامرأة في قبر واحد متعانقين وهما في عمر الشباب.
وقال أحد العلماء الذين جاءوا للاطلاع على الرفات: هذه تعتبر أكبر قصة حب في التاريخ ولا أحد يصدق عمر هذا العناق، الذي كما أثبتت لنا الفحوصات المخبرية حالياً فإن عمره ما لا يقل عن 5 آلاف سنة.
وما إن قرأت هذا الخبر حتى قفز إلى ذهني أحد القبور في الخليج، عندما كشفوه وإذا بهم يجدون كذلك رفات شاب وشابة، وهما أيضاً متعانقان، وكان على خصر الفتى خنجر، وعلى ساق الفتاة خلخال.
وعرفت أن العلماء قد قدروا عمر الرفات بثلاثة آلاف عام، وهذا يدل دلالة قاطعة أن شباب الخليج (حبِّيبة) من ذلك الوقت، وأنه (ما زال في رؤوسهم حب لم ينطحن)، ولا أستبعد أن ذلك الشاب العاشق هو أحد أجدادي، غير أن المثل يا حسرة يقول: إن (النار لا تورث غير الرماد).
وما أبعد الفرق بين عشاق زمان وعشاق هذه الأيام، فمثلاً هناك شاب أميركي عمره 23 سنة واسمه جيف ماتت زوجته لوسي في عمر 29 سنة بسبب مرض خلقي في القلب وكانت آخر كلماتها لزوجها: «سنلتقي في الجنة» لكن لم تساعد هذه الكلمات في تخفيف مصابه وتعزيته، ومن شدة تعلقه بها، ما كان منه إلا أن يطلب إذناً من السلطات الرسمية للاحتفاظ بجثتها داخل منزله ووافقت السلطات على هذا الطلب رغم غرابته!
ويقول جيف: أنا أفضل الاحتفاظ بلوسي داخل منزلي على أن تكون في حفرة سبعة أقدام تحت الأرض، لقد كانت لوسي صاحبة روح مرحة وتحب النكتة لذا سوف تسر جداً بكونها أصبحت (طاولة للقهوة والمشروبات) في منزلي! وقد اشترى جيف نوعية خاصة من الزجاج الذي يمنع تعفن الجسد الميت لصنع هذه الطاولة ويقول: لقد كلفني ذلك قرابة 6 آلاف دولار، لكن الأمر يستحق ذلك فعلاً، وكله يهون من أجل عيني لوسي.
وفي (الويك إند) يدعو أصحابه ليتعاطوا كؤوس الراح حول طاولة (الرفات)، ويضحكون ويرقصون على أصوات الموسيقى والأغاني، وما بين كل كأس وآخر يصيح جيف بأصحابه قائلاً لهم: في صحة لوسي.