((الواقع الجديد)) الاربعاء 13 ديسمبر 2017 / صحف
كتب : فاروق عبدالسلام -:
فخخت ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية الإيرانية، طريق السلام في اليمن، وفرضت على قوات الشرعية والمقاومة والتحالف العربي اللجوء للخيار العسكري؛ للحسم والتخلص من عملاء إيران ومخططاتها في المنطقة. وتنامت الحاجة إلى اللجوء للخيار العسكري، وتلاشي فرص السلام؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدرات ومقومات البلد، التي مزقتها ودمرتها الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة؛ نتيجة إقدام ميليشيا الحوثي على إشعال حرائق إضافية في المشهد اليمني؛ حيث تعمّدت صب المزيد من الزيت على النار؛ بإقدامها على اغتيال رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الرئيس اليمني السابق المغدور علي عبدالله صالح، بعد دعوته التي وجهها إلى الشعب وأنصاره؛ للانتفاض ضد الجماعة.
وتمادى الحوثيون في ارتكاب الممارسات والانتهاكات والجرائم الدموية من إعدامات وتصفيات جسدية، وقتل وتنكيل، واختطاف واعتقال، وتفجير منازل بحق كافة مناهضيها، وخصوصاً من القادة والرموز والناشطين السياسيين والعسكريين في حزب المؤتمر، بما فيهم النساء اللاتي طالهن الاعتقال، والاعتداء، ولم يسلمن من أذى الحوثيين في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم. وبعملية الاغتيال الغادر، قضت الجماعة على «شعرة معاوية»، التي كانت تربطها وحزب المؤتمر، وحرمت ذاتها مما كان يمثله حزب المؤتمر كأحد الأحزاب السياسية اليمنية بالبلاد، لجماعة الحوثي من غطاء سياسي كانت تتستر خلفه، وتخفي خلفه حقيقتها الطائفية وعمالتها لإيران.
وتعكس المهام الإيرانية الموكلة للحوثيين في مجملها، أجندات المشروع الإيراني الساعي إلى السيطرة على صنعاء كإحدى العواصم العربية المستهدفة إلى جانب بغداد ودمشق وبيروت وغيرها، ومناطق يمنية أخرى ذات أهمية استراتيجية على الشريط الساحلي بالتوازي مع خطوط التجارة الدولية، ومضيق باب المندب، وهو ما أكد الضرورة الحتمية، التي استوجبت إسراع اليمن ودول الجوار إلى إنقاذ هويتها العروبية، وحماية أمنها القومي والإقليمي من الأطماع الإيرانية، بداية بالوسائل السلمية، والحلول السياسية، وتارة متى ما فرضت الحاجة باللجوء مضطرة إلى الحسم العسكري كآخر العلاج ب«الكي».
ودأب مسؤولو الحكومة اليمنية على التأكيد بأن معركة اليمن هي معركة كل العرب، وأن الشعب اليمني على استعداد للتضحية ليس فقط للدفاع عن هويته العربية وأرضه وعرضه؛ لكنه أيضاً على استعداد للتضحية والدفاع عن أمته العربية، وأنه هنا يقع على عاتق الأشقاء واجب قومي عربي؛ من خلال تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لليمن في مقاومتها وتطلعها لاستعادة الأمن والاستقرار؛ نظراً لتأثيرات انكسار المشروع الإيراني في اليمن.